انطلاق موسم «العودة إلى المدارس» يعني بالنسبة للكثير من الأطفال العودة إلى عادة تناول الوجبات السريعة والمعلبة المقتناة من ماكينات المشروبات الغازية، والمأكولات المعلبة الموزعة في عدد من المؤسسات التعليمية. وتنتشر هذه الماكينات بالولايات المتحدة في 16% من المدارس الابتدائية، و52% من المدارس الإعدادية، و88% من المدارس الثانوية.
وتُشير آخر الإحصاءات إلى أن نحو 22% من طلبة الصف الأول إلى الصف الثاني عشر يقبلون على اقتناء أطعمة هذه الماكينات بشكل يومي، ما يعني أن معدل السعرات الحرارية التي يضيفها كل واحد منهم إلى جسمه لا تقل عن 253 سعرة يومياً، وفق دراسة نشرت في عدد سبتمبر من دورية «الصحة المدرسية»، بناءً على بيانات جُمعت من 2,309 طفل من مختلف المدارس الأميركية، وذلك ضمن دراسة تقييم الحميات الغذائية التي أجرتها إدارة خدمات الغذاء والتغذية.
وهذه السعرات ليست مثيلةً طبعاً للسعرات الآتية من كوب زبادي أو أصابع جزر نيئ، وإنما مصدرها مشروبات غازية وقطع بسكويت وشوكولاتة، ورقائق بطاطس مملحة وكوكيز وحلوى ومثلجات، وشتان ما بين المصدرين.
ووجدت الدراسة بالمقابل أن الأطفال يقتنون أيضاً الحليب قليل الدسم وعصير الفواكه، أو إحدى فواكهم المفضلة. غير أن تأثير أطعمة الماكينات يظل طاغياً ويؤثر سلباً على النظام الغذائي لمعظم هؤلاء التلاميذ.
فأولئك الذين تعودوا على الحصول على طعامهم عندما يجوعون من الماكينات يتناولون 156 جراماً من السـكر كل يوم، مقارنة بـ146 جراماً فقط من السكر يتناولها كل شخص يمتنع عن تناول أطعمة الماكينات.
كما أن الطلبة المدمنين على تناول طعام الماكينات يستهلكون كميات أقل من الألياف والحديد وفيتامينات «بي» كالثيامين والريبوفلافين والنياسين والفوليك.
وعلاوةً على هذا، سجلت الدراسة أن زبائن ماكينات الطعام في المدارس يتناولون كميات صوديوم تقل عن أقرانهم ممن لا يستخدمونها بنسبة 4%، أيْ بمعدل 3,287 ميليجرام يومياً مقارنةً بنحو 3,436 ميليجرام كل يوم بالنسبة للممتنعين عن تناول طعام الماكينات.
وقد يراجع ذلك إلى الوجبات الخفيفة والسريعة التي يقتنيها الطلبة من الماكينات تجعلهم يشعرون بالشبع والامتلاء، خصوصاً أن الأطباق التي تُعلب فيها تكون عالية الملوحة.
ووفق خبراء التغذية في عيادات «مايوكلينيك»، فإن كل طفل ينبغي أن يتناول ما بين 1,200 إلى 1,500 ميليجرام صوديوم كل يوم، لا أكثر. كما يُنصح الراشدون بتناول ما لا يزيد على 2,300 ميليجرام من الصوديوم كل يوم.
ويخلص من جامعة «ميشيجان ستيت» في هذه الدراسة إلى كون هذه الماكينات المنتشرة في المدارس تُكلف الصحة العامة للطلبة غالياً، وتُسهم في زيادة السمنة في صفوفهم.
ويقول هؤلاء الباحثون إن الأطفال الذين يُدمنون أطعمة الماكينات تزيد أوزانهم بأكثر من ستة كيلوجرامات بعد انتهاء كل عام دراسي. ويضيفون «هذه الماكينات أصبحت من المُسببات الرئيسة للسمنة وزيادة الوزن، والأمراض المرتبطة بهما كالسكري نوع 2 وتسوس الأسنان».
عن «لوس أنجلوس تايمز«
عدد اليوم
