الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبواب مشرعة أمام طلابنا في حياتهم الجامعية

أبواب مشرعة أمام طلابنا في حياتهم الجامعية
3 سبتمبر 2012
الحياة الجامعية مرحلة تتضح خلالها معالم المستقبل بالنسبة للطالب، ويتحدد موقعه على خارطة المستقبل، لذلك فإن الاستعداد لها، يتطلب تأهيله وتجهيزه للانتقال من مرحلة التعليم الثانوي إلى الجامعي، حتى يسلك دربه دون «مطبات»، يصنعها أمام نفسه، إما بعد التكيف مع المرحلة الجديدة، وما تحتاج إليه من تغييرات، أو الإصرار على عدم تحمل المسؤولية، وعدم الإقدام على خطوات تقربه من مركبة الخريجين والانضمام إلى قافلة سوق العمل والإنتاج. ودعا مختصون الطالب الجامعي إلى الاندماج مع حياته الجديدة، والمشاركة في الفعاليات والأنشطة المختلفة، والتركيز في الدراسة والعمل على اكتساب المهارات والمعارف المختلفة. الحياة الجامعية تعتبر من أهم المراحل التي يمر بها الشباب، كونها تمهيدا حقيقيا للانطلاق للحياة العملية، كما أن سنوات الدراسة الجامعية تكسب الشباب مهارات تعليمية ومواقف حياتية وصداقات تسهم بشكل كبير في تحديد اتجاهاته في الحياة، من هنا يأتي الاهتمام بالإعداد لهذه المرحلة الفارقة في حياة كل شاب وشابة، حيث يصبح الطالب الوافد إلى الجامعة في السنة الأولى مهيئاً تماماً للتعاطي مع هذا المجتمع الجديد، والاستفادة منه بأكبر قدر ممكن من المعارف والخبرات الإيجابية التي تحمل مردوداً مفيداً عليهم وعلى المجتمع في آن. آراء وتجارب وعن عملية التهيأ إلى الالتحاق بالجامعة والانخراط في صفوف الطلبة في عامهم الأول كشفت تجارب مختلفة أهمية الاستعداد للسنة الأولى في المرحلة الجامعية وكيف تهيأ لها البعض وساروا بنجاح مع العملية التعليمية والتربوية داخل حرم الجامعة حتى أتموا مهمتهم بنجاح، حيث يقول مازن حسان الجبلي 27 سنة يعمل في أحد البنوك، إن سنوات الجامعة بالفعل حملت معها أجمل الذكريات، حيث شارك في أنشطة ومجالات مختلفة داخل الجامعة، وقام بالكثير من الرحلات مع زملائه إلى أماكن كثيرة، ما أعطى تلك الفترة في حياته مذاقاً خاصاً لا يراه في حياته العملية التي يعيشها الآن. ومع ذلك يلفت الجبلي إلى أن هذا الرحلات والخروجات لم تؤثر مطلقاً على انتظامه في الدراسة، لأن والده قبل التحاقه بالجامعة نبهه إلى عديد من الأمور الواجب اتباعها أثناء هذه المرحلة المهمة في حياته، وأولها أنه فور الانتهاء منها سيصبح شخصية مستقلة ولها كيانها في المجتمع، ومن ثم يجب أن تكون كل تصرفاته ونهج حياته داخل الجامعة مماثلة للصورة التي يريد أن يرى نفسه فيها بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية، من حيث المظهر المعتدل والأسلوب الراقي في التعامل مع الغير، والأكثر أهمية من كل ذلك التركيز في المواد العلمية والمعارف التي يتلقاها داخل الجامعة لكونها السند الرئيس الذي سيعتمد عليه في وظيفته لاحقاً، وهو ما قام به بالفعل، حيث كان طالباً متفوقاً وأنهى دراسته بتقديرات مرضية، سهلت له الحصول على وظيفة عقب انتهاء الدراسة بوقت قصير. هدف أساسي وفي السياق ذاته يذكر علي الحمادي 21 سنة طالب جامعي أنه بالفعل يشعر بمقدار من الحرية داخل الجامعة قياساً إلى مراحل التعليم الأخرى، لكن هذه الحرية النسبية لا تقلل تركيزه على هدفه الأساسي وهو استيعاب وفهم المواد التي يدرسها وإنهاء العام الدراسي بنجاح، ويرى الحمادي أن الجامعة مرحلة خصبة في حياة أي شاب، من حيث الصداقات التي يكونها هناك، والمشاركة في فعاليات وأنشطة مجتمعية مهمة، مثل التطوع والإسهام في الأحداث الكبرى التي تقام في الدولة عبر الجمعيات التطوعية التي تعتمد بالأساس على طلبة الجامعة. ولفت إلى أن هذه الأنشطة تعتبر بداية حقيقية للانخراط في الحياة العملية في المجتمع، ونجاح الطالب فيها يبشر بنجاحه مستقبلا في أي عمل أو وظيفة يقوم بها، مؤكداً أن نجاح الطالب العلمي داخل الكلية التي يدرس بها سيكون حافزا له على استمرار نجاحه في حياته عقب الجامعة، وهذا يتطلب دائما منه أن يحسن اختيار أصدقائه داخل الجامعة ممن يشجعونه على النجاح والإفادة بوقته، وأيضا اختيار الأنشطة التي تناسب ميوله واهتماماته، وقبل كل ذلك تنظيم وقته جيداً حتى لا تكون الحرية النسبية التي يعيشها سببا في فشله دراسياً إذا ما أساء استخدامها. وعن نفسه بين الحمادي أنه مشارك في واحدة من المؤسسات التطوعية في المجتمع وشجعه على ذلك بعض زملائه في الجامعة، وهم جميعا من المتفوقين والذين يحرصون على استثمار أوقاتهم بما يفيدهم. عبدالعزيز العلي 19 سنة طالب في كلية التقنية، ذكر أن المرحلة الجامعية تعتبر استكمالاً لما سبقها من مراحل التعليم، ولا يجب على الطالب أن ينسى الهدف الرئيس من وراء التحاقه بالجامعة، وهو الدراسة بجد واجتهاد حتى ينهي دراسته بنجاح ويصبح له وجوده وكيانه في المجتمع، لافتاً إلى انه رأى حالات من الطلبة انساقوا وراء أهوائهم ولم يلتزموا بشكل كاف بالحضور ومتابعة دروسهم، فما كان من إدارة الكلية إلا نقلهم لفرع أدنى بسبب تكرار رسوبهم، والطلاب الذين يفعلون ذلك يضيعون سنين من أعمارهم هباء بلا أي فائدة. ويورد العلي أن الاستعداد الحقيقي للجامعة يكون بادراك الطالب والطالبة أن الدراسة الجامعية تعد تحصيل لنتيجة مجهودات سنوات طويلة في التعليم، وكذلك آمال الوالدين في أن يروا أبنائهما أشخاصاً ناجحين ويؤدون دورهم بفاعلية بما يفيد انفسهم والوطن الذي قدم لهم الكثير، وينبغي أن يردوا ولو جزءا من هذا العطاء، بالاجتهاد والتركيز في المذاكرة، حتى تنتهى المرحلة الجامعية بسلام ويحقق الطلاب طموحاتهم في الالتحاق بالوظائف والأعمال التي حلموا بها وسعوا إليها بكل جد من خلال المواظبة على المحاضرات والاهتمام بكل ما يتعلق بالدراسة. فرصة العمر أما الطالبة الجامعية نسرين مقداد فتؤكد أن السنة الأولى للجامعة قد تمثل عبئا نفسيا على بعض الطالبات أو الطلبة الذين يجدون مجتمع الجامعة مغايرا تماما عن نظام التعليم المدرسي، وهذا التغير المفاجئ قد يسبب تدهورا في المستوى التعليمي لبعض الطلاب الذين يجدون انفسهم فجأة يتصرفون بقدر كبير من الحرية ربما لا يعرفون ولا يحسنون التعامل معها، وهو ما حدث مع أحد أقربائها الذي كان متفوقا في الثانوية والتحق بكلية الطب غير أنه رسب لمدة ثلاث سنوات متتالية بسبب رفاق السوء الذين تعرف عليهم داخل أسوار الجامعة، وتم نقله إلى كلية أقل رسب فيها هي الأخرى عامين متتالين بسبب الازمة النفسية التي عاشها بسبب فصله من كلية الطب وما ارتبط بها من مستقبل باهر ومكانة مجتمعية مرموقة، غير انه الآن صار طالبا في إحدى الكليات العادية بعد ان اضاع فرصة عمره لاستكمال طريقه في الطب بنجاح. وتشدد مقداد الى دور المدرسة والاسرة في تهيأة الطلاب والطالبات الى هذه المرحلة حتى يستفيدوا منها جيدا ويخرجوا منها بسلام الى آفاق الحياة الرحبة والانطلاق إلى الحياة العملية بنجاح، ومن اهم الأشياء التي يجب الانتباه إليها في هذه التهيئة ترسيخ الوعي بأهمية هذه المرحلة لدى الشباب وعدم الاستهتار بها، وكذلك التأكد من أن الطالب سيدرس مواد علمية تتوافق مع ميوله، وإلا اختار كلية أخرى يستطيع أن يثبت فيها ذاته وينهي دراستها بنجاح وتفوق. تجديد النشاط من ناحيتها تقول الاختصاصية النفسية فرح مرزا إن المرحلة الجامعية تمثل محطة مهمة في حياة أي طالب خاصة أنها تعد تمهيداً للاندماج في الحياة العملية، وتتطلب منهم التفاعل بايجابية حتى يستطيعوا التأقلم مع هذه الحياة الجديدة واكتساب خبرات متنوعة تزيد من ثقل شخصياتهم وتنفعهم في مسيرة حياتهم فيما بعد ولذلك يفضل أن يشاركوا في الأنشطة الطلابية الجامعية وهذا يساعد على تجديد النشاط والتعرف على أماكن جديدة داخل الكلية لأن من خرج من الجامعة ولم يعرف غير المحاضرات خسر كثيرا ولم يستفد شيئا عمليا حقيقيا، المشاركة في الأنشطة الثقافية أو الفرق الرياضية التي تعلمك كيف تكون ناجحا اجتماعيا في التعامل مع الآخرين، الاشتراك في الأنشطة الصيفية التدريبية يفيد بشكل مباشر في الحياة العملية بعد التخرج. ولفت مرزا إلى حقيقة مهمة ينبغي مراعاتها قبل دخول الجامعة أو اختيار التخصص الذي يدرسه الطالب، ألا وهي ضرورة مراعاة أن يكون التخصص مرادفاً وموافقاً للميول الشخصية ورغبات الطالب أو الطالبة حتى يستطيع أن يواصل العملية الدراسية بنجاح وتفوق ويستطيع أن يبدع في عمله فيما بعد، ويحقق التوازن النفسي والاجتماعي المنشود الذي يكفل له استقرار في كافة نواحي حياته. توجيهات قدم خبراء في مجال التعليم الجامعي مجموعة من التوجيهات المفيدة للطلاب المقبلون على الحياة الجامعية تتمثل في التركيز على الفهم والمناقشة أكثر من الحفظ، البحث عن المعلومات في المكتبة وشبكة المعلومات لان البحث يعد جزءا هاما في عملية التعلم في الجامعة، حضور المحاضرات وكتابتها حتى لو لم يطلب منك أحد الحضور، الموازنة بين ممارسة الأنشطة والاستذكار العلمي لما له من مردود في الحياة العملية بعد التخرج، المراجعة الأسبوعية لكل ما درسته من محاضرات يكون في غاية الأهمية حتى لو لم تكن هناك اختبارات إلا في نهاية العام الدراسي أو نهاية الفصل الدراسي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©