السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماغي جي تكتب لكي تسدد الرهن العقاري

ماغي جي تكتب لكي تسدد الرهن العقاري
8 ديسمبر 2010 21:44
لم تكن ماغي جي ماري الروائية الإنجليزية التي ولدت عام 1948 في بول، تدرك بأن تفاصيل حياتها سوف تكتب بقلمها يوما ما. فقد انتقلت ماغي إلى ميدلاندز وتلقت تعليمها الأولي في مدارس الدولة، ومن ثم في جامعة اوكسفورد، ونشرت مجموعة من الأبحاث وأكملت الدكتوراه في رواية القرن العشرين عام 1980، ثم كانت أول امرأة تتولى منصبا في الجمعية الملكية للأدب من 2004 ـ 2008، وهي الآن أستاذ زائر في الكتابة الإبداعية في جامعة شيفليد هالام. اهتمت ماغي جي في مجمل كتاباتها بالمرأة ـ مع أن بعض أبطال أعمالها القصصية والروائية هم من الذكور ـ وكذلك بالهم الاجتماعي والوعي السياسي، كذلك كانت قريبة بإنسانية واسعة من هموم فردية ونادرة عالجتها في رواياتها عن التشرد والفقر وقضية الأسلحة النووية. وهي تكتب كما تقول “لأن الحياة رائعة برغم قصرها”، تكتب لتسجل تجربتها بلغة ساخرة تعوّد القراء عليها. تقول إنها لاتنسى أنها تكتب لتسدد الرهن العقاري ولأنها تفرح حين تخلق لغة جديدة وشكلا جديدا، وقد اختيرت ضمن أفضل الروائيين البريطانيين الشباب مع أيان ماك وسلمان رشدي ومارتن أميس. بدأت ماغي أولى رواياتها عام 1981 تحت عنوان “الحاصدة” ومن ثم “مختارات من الكتابة ضد الحرب” وبعنوان جانبي “من أجل الحياة على الأرض”، ورواية “حرق” التي تحكي قصة عائلة بريطانية تتعرض حياتها للتمزق أثناء الحرب العالمية، وآثار هذه الحرب على مجريات العائلة لسنوات طويلة، وكذلك رواية “سنة ضوئية والأسرة البيضاء” وهي رواية صعبة ومثيرة للتفكير وهي من الروايات التي كانت على رأس القائمة المرشحة لجائزة “أورانج” للرواية والحائزة على جائزة إيمياك الدولية في دبلن. ثم أصدرت “الطوفان” وقصصا بعنوان “الأزرق” و”شمال غرب”، كما أصدرت عام 2005 “بلدي الأنظف” وهي مجموعة قصصية تقوم على الكوميديا السوداء وتغيير المفاهيم وخصوصا مفاهيم القوى في الزمن الحديث. وغالبا ما يرتبط أسلوب ماغي جي بالحداثة فهي مبتكرة تقنيا لأساليب سردية حديثة ووعيها بالذات وعملية البناء المتجددة، ولكنها تقول دائما إن الشكل الجديد لا يجعلها تهمل المضمون مهما حدث. وهي تأثرت في بداياتها بصاموئيل بيكيت ونابوكوف، كما أنها قرأت كثيرا كتّاب القرن التاسع عشر من أمثال ديكنز وثاكيراي جون، ومن جيلها ذكرت إعجابها بكتابة آدم ماريك ونيي باركس وديانا ايفانز وغارفي ماريان. هذا العام أصدرت ماغي My Animal Life وهي مذكرات شخصية وحقيقية تبدأ من الطفولة حتى منتصف العمر مليئة بالصدق وتقلبات حياتها الشخصية والأدبية، وتقدم من خلالها رؤى متوازنة وحكيمة عن الأمومة والزواج والطبقة والعرق وقراءة لواقعها في سن المراهقة في الستينيات وما فيها من حنين، وأيام جامعة أوكسفورد ومجموعة من المشكلات العائلية منها كبر والدها وولادة أول طفلة لها (روزا) وكيف أصبحت جانبا مفرحا في مشوار حياتها. كما تستدعي أمكنة أثيرة على نفسها وذاكرتها من طفولتها وصباها كورشة عمل الجد في الحديقة، وتعبر عنه بأنه مكان ساحر أثّر على خيالها. ولكنها لم تتطرق كثيرا إلى تجربة الكتابة إلا كهامش لم تستطع الهروب منه. وقد أشاد بهذه التجربة الناقد بيرنار داين إيفاريستو، وقال إن قراءتها مهمة لكل الروائين الطموحين، وهو كتاب كما يقول الكاتب سيتكلير مكاي في صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية: “يجعل المرء يفكر كثيرا في كتابة حياته الشخصية من عدمها إذا قارن حياته بحياة مليئة كالتي حصلت عليها ماغي”، أو مايسميه جيمس جويس كابوس التاريخ الشخصي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©