طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الليلة قبل الماضية، كوريا الشمالية بتحسين علاقاتها مع كوريا الجنوبية قبل استئناف أي مفاوضات سداسية حول تفكيك منشآتها النووية. في حين وصل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الآميرال مايكل مولن إلى سيؤول حيث سيبحث مع مسؤوليها “تعزيز التنسيق فيما يتعلق بالردع الاستراتيجي”، وذلك عقب هجوم بيونج يانج على جزيرة يونبيونج في البحر الأصفر 23 نوفمبر الماضي. وفيما أكد المكتب الرئاسي بسيؤول أمس، أن الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج-باك يعتزم تحويل جزيرة يونبيونج و4 جزر حدودية غربية أخرى إلى”حصون عسكرية”، مطالباً بتحسين الظروف المعيشية للسكان هناك، انتقدت بكين واشنطن وحلفائها الآسيويين لرفضهم التحاور مع بيونج يانج قائلة إن الحوار هو السبيل الوحيد لتهدئة التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية المضطربة.
وقالت كلينتون إثر اختتام اجتماع عقدته في واشنطن مع وزيري خارجية كوريا الجنوبية واليابان الليلة قبل الماضية، “هذا الاجتماع الثلاثي جدد تأكيد الإجراءات التي على كوريا الشمالية اتخاذها قبل استئناف المفاوضات السداسية”. وشددت الوزيرة الأميركية بقولها “على كوريا الشمالية تحسين علاقاتها مع كوريا الجنوبية ووضع حد لسلوكها الاستفزازي”، وذلك بعد أقل من أسبوعين على قيام بيونج يانج بقصف جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية. وكانت الصين التي لم تندد بهذا القصف، دعت إلى اجتماع للدول الست المعنية بالملف النووي الكوري الشمالي (الكوريتان واليابان وروسيا والصين والولايات المتحدة)، بداية ديسمبر الحالي، لكن واشنطن وطوكيو وسيؤول رفضت هذا الاقتراح. وأدان الوزراء الثلاثة القصف الشمالي للجزيرة المأهولة ودعوا بكين إلى لعب دور أكبر في الحد من التوترات في شبه الجزيرة الكورية، بما لها من نفوذ على بيونج يانج.
وأكدت الصين أمس على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية جيانج يو بقولها “إن مسؤولية الحفاظ على السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا يجب أن تتحملها كل الأطراف في المنطقة”. وأضافت “كل الأطراف شركاء. وندعو الأطراف للرد بإيجابية على مقترحاتنا لحل الصراع عبر الحوار والتفاوض”.
ونقلت شبكة “كيه.بي.إس وورلد” التلفزيونية الكورية الجنوبية عن كلينتون قولها إن وفداً أميركياً سيقوم بجولة آسيوية الأسبوع المقبل لبحث القضايا المتعلقة بإجراءات المتابعة لنتائج اجتماعها مع نظيريها الكوري الجنوبي والياباني. وسيبحث الوفد مع المسؤولين الكوريين واليابانيين السبل الكفيلة لتحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
وذكرت وكالة “يونهاب الجنوبية أن الآميرال مولن وصل أمس إلى سيؤول على رأس وفد بهدف “تعزيز التنسيق فيما يتعلق بالردع الاستراتيجي” ضد أي عدوان شمالي جديد. وسيلتقي مولن اليوم نظيره الجنوبي الجنرال هان مين- كو.وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان- جين إن الجيش سيستخدم حقه في الدفاع الذاتي، بما في ذلك القصف الجوي، في حال تعرضه لهجوم آخر من الشمال حتى يتمكن من الرد بشكل أكثر سرعة وقسوة. كما ذكر نائب وزير الدفاع تشانج كوانج- إيل “نعتزم أيضاً عقد محادثات مع الجانب الأميركي لتعديل قواعد الاشتباك”. يحتاج تعديل القواعد ، بهدف منع تصاعد الأمر لصراع أكبر، للبحث مع القوات الأميركية على شبه الجزيرة الكورية .
إلى ذلك، نقلت وكالة يونهاب عن المتحدثة باسم مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية كيم هيجونج قولها إن لي ميونج-باك أصدر تعليمات للوزراء المعنيين بـ”المضي قدماً بشكل تدريجي نحو التحصين العسكري” للجزر الخمس المعرضة للاستفزاز المستمر من جانب الشمال في اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء. كما نقل عن لي قوله إن مختلف الوزراء يتعين أيضا أن يتعاونوا لتوفير وظائف “وظروف أخرى للسكان لاستمرار البقاء هناك”.
عدد اليوم
