حذرت نشرة ''أخبار الساعة'' في افتتاحيتها أمس من أن نزول المعارضة اللبنانية إلى الشارع والاعتصام للضغط على حكومة السنيورة للاستقالة وصل إلى منعطف خطير وينطوي على مخاطر كبيرة·
وأضافت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن ما يزيد من حدة التوتر ويجعل الأمور مفتوحة على سيناريوهات خطيرة خلال الفترة المقبلة أن اللجوء إلى الشارع ليس حكرا على المعارضة وقواها وإنما امتد إلى الطرف الآخر أيضا حيث شهدت بعض المناطق اللبنانية تظاهرات مؤيدة للحكومة ولبقائها في مواقعها كما حصلت مصادمات مع بعض عناصر المعارضة التي حاولت دخول بعض أحياء بيروت ذات الأغلبية السنية وربما يتطور هذا الأمر خلال الأيام المقبلة·
وقالت إن لبنان يبدو منقسما على نفسه بشكل كبير وخطير حتى أن البعض يرى في الوضع الحالي ما يذكر بأجواء ''الحرب الأهلية'' وسنواتها العجاف·
وشددت على أهمية الحوار واعتبرته المخرج الوحيد من الأزمة والسبيل إلى إنقاذ لبنان من الوقوع في منزلق الصدام الأهلي والفوضى العامة في ظل إصرار الحكومة على البقاء وعدم الاستجابة لما تسميه محاولة انقلابية من المعارضة ضدها خاصة أنها تحظى بدعم إقليمي ودولي واضحين وعبرا عن نفسيهما بشكل بارز خلال الفترة الأخيرة·
واشارت ''اخبار الساعة'' إلى دعوة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى هذا الحوار حيث قال ''إن الأمور لن تحل لا في الشارع ولا في التهديد ولا في الضغط ولا في التخوين'' كما دعت إليه العديد من الدول العربية محذرة من تطور الأحداث وتدمير لبنان·
وأكدت النشرة أن المسؤولية الكبيرة تقع على كل القوى اللبنانية السياسية والدينية والفكرية من أجل تهيئة الأجواء للحوار الوطني والتحرك من أجل نزع فتيل التوتر من الشارع اللبناني وطالبت العالم العربي بالتحرك الجاد سواء من خلال جامعة الدول العربية أو بعــض الدول العربية المعنية لدفع اللبنانيين إلى الحوار والتفاهم السلمي وعدم ترك لبنان فريسة للخلافات القاتلة·
واعتبرت أن النزول إلى الشارع واللجوء إليه لتحقيق أهداف سياسية وفي ظل الحساسيات الطائفية والمذهبية والدينية في لبنان والتي تصاعدت بشكل خطير خلال الفترة الماضية ينطوي على مخاطر كبيرة وبالتالي تبقى الأمور معرضة دائما للانفجار في هذا الشارع·
واختتمت ''أخبار الساعة'' افتتاحيتها بالقول إن الخلافات أو التوترات بين القوى السياسية المختلفة يمكن السيطرة عليها مهما كانت قوتها وشدتها ولكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة إلى الشارع الذي إن اشتعلت شراراته فسيكون من الصعب إخمادها أو منعها من إحراق لبنان كله حيث لا غالب في مثل هذه الصراعات وإنما الجميع مغلوب·(وام)
عدد اليوم
