الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما «استحقاق سبتمبر» انحراف عن مسار السلام

13 سبتمبر 2011 23:48
واشنطن، رام الله (وكالات) - هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصياً لأول مرة الليلة قبل الماضية باستخدام بلاده حق “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ضد طلب عضوية فلسطين في لأمم المتحدة خلال دورة جمعيتها العامة السنوية التي بدأت في نيويورك أمس، واصفاً المسعى الفلسطيني في هذا الشأن والمعروف باسم “استحقاق سبتمبر” بأنه انحراف عن مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الشرق الأوسط. وقال أوباما لمراسلي وسائل إعلام غربية في واشنطن “ما سيجري في نيويورك قد يجذب الكثير من انتباه الصحافة ولكنه لن يغير ما يجري على الأرض طالما أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يجلسوا معاً على طاولة المفاوضات، هذا هو موقفنا ولم يتغير”. وأضاف “يرى الفلسطينيون أنه بحصولهم على اعتراف الأمم المتحدة سيكون بوسعهم امتلاك وسائل للضغط. إنهم يعتزمون، كما أعتقد، الذهاب إلى الجمعية العامة، نحن ليس لدينا سوى صوت واحد في الجمعية العامة وهناك بالتأكيد الكثير من الدول المستعدة لدعم الفلسطينيين تبعاً لما سيكون عليه القرار”. وتابع “هذا الأمر مختلف جداً عن الذهاب إلى مجلس الأمن. إذا وصل إلى مجلس الأمن، فسنعارضه بكل قوة لأننا نعتقد تماماً أنه ستكون له نتائج عكسية، سيؤدي في الواقع إلى النتيجة التي نرجوها وهي حل الدولتين”. وأوضح “ما قلناه هو أن الذهاب إلى مجلس الأمن انحراف عن المسار ولا يحل المشكلة. سيتم حل هذه القضية فقط من خلال توصل الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتفاق”. وحذر أوباما إسرائيل من احتجاز الأموال المستحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية في حال حصولها على اعتراف دولي بفلسطين. وقال:”حاولنا تشجيع الإسرائيليين على التفكير بشكل استراتيجي على المدى البعيد. لقد أنجزت السلطة الفلسطينية عملاً جيداً في مجال توفير الأمن والنظام في الضفة الغربية، وذلك يحتاج إلى مصادر تمويل، سيعرض انعدامها السلطة الفلسطينية لمشاكل ولن يعود ذلك على إسرائيل سوى بالضرر”. ورأى أوباما أنه قد آن الأوان “من حيث المبدأ” لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. واتهم، في الوقت ذاته، الإسرائيليين والفلسطينيين بعدم الاستعداد للتعاون. وقال “التحدي هو أنه ليس هناك في الطرفين من يتخذ الحلول الوسط الضرورية وعليهما الجلوس الآن والاتفاق على القضايا الحدودية والأمنية وقضية القدس وقضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين”. وأضاف “سنواصل التشاور مع جميع الأطراف المعنية كي يؤدي أي تحرك يجري في نيويورك إلى استئناف المفاوضات. نحن سندعم كل ما من شأنه أن يساعد على إطلاق مفاوضات مباشرة وسنعارض كل ما من شأنه أن يمنع حصولها”. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن مبعوث أوباما إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل ومستشار مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس سيعودان هذا الأسبوع إلى القدس المحتلة ورام الله على أمل إحياء المفاوضات وتفادي “استحقاق سبتمبر”. وقالت لصحفيين في واشنطن “إن الطريق الى حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل يمر عبر القدس ورام الله لا عبر الأمم المتحدة”. في غضون ذلك، هدد نائب زعيم الأكثرية الجمهورية المعارضة في مجلس النواب الأميركي اريك كانتور بأن المجلس قد يصوت على مشروع قرار لوقف المساعدات الولايات المتحدة المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية إذا طبقت اتفاق المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس” وطلبت اعتراف لأمم المتحدة بفلسطين. وقال، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن “موقف مجلس النواب هو أننا لا ندعم، ولن ندعم، بأي شكل من أشكال المساعدة كيانا يضم حماس والسلطة الفلسطينية، أو جهداً للحصول على إعلان أحادي الجانب للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة”. وأضاف” نحن ندعم أولئك الذين يدعمون السلام في الشرق الأوسط ونعارض قيام دولة فلسطينية من دون ضمانات حقيقية لأمن إسرائيل”. كما انتقدت الولايات المتحدة دعم روسيا، عضو اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، لمسعى ضم فلسطين إلى الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند لصحفيين في واشنطن “ما زال هناك متسع من الوقت حتى تلعب اللجنة الرباعية دوراً إيجابياً لإعادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، ويجدر بجميع أطراف اللجنة الدفع في هذا الاتجاه في الوقت الحاضر”. وأضافت “هذا هو ما تركز عليه جهودنا مع الروس ونأمل في أن يواصلوا العمل معنا في هذا الاتجاه خلال الأيام المقبلة وأعتقد أن مواقفنا بهذا الشأن معروفة للجميع”. وكررت تهديد بلادها باستخدام “الفيتو” لعرقلة ذلك المسعى، قائلة “لن يكون من الممكن إقامة دولة فلسطينية عبر مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة”. من جانب آخر، انتقدت “فتح”، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، موقف الولايات المتحدة المعارض لطلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. وقالت، في بيان أصدرته في رام الله أمس، إن تهديدها باستخدام “الفيتو” ضد الطلب “يتناقض مع قيم الحرية والعدالة التي تبشر بها الإدارة الأميركية في العالم، ولا يمثل أغلبية الشعب الأميركي الذي أسس نموذجا للتعايش وانتصر لمبادئ الحرية وقاوم الظلم والعنصرية”. ودعت الولايات المتحدة إلى أن تأخذ في الحسبان مصالح الشعب الأميركي مع الشعب الفلسطيني والأمة العربية، والرأي العام الأميركي إلى عدم الخضوع لتضليل المتنفذين المرتبطين بمصالح خاصة مع إسرائيل. وقالت “نطالب صناع القرار في البيت الأبيض بالانحياز للحقوق الإنسانية والعدالة ومبادئ الحرية ورؤية القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة من هذا المنظور، والانتصار لمبدأ حل الدولتين باعتباره المؤيد من المجتمع الدولي بما فيها الإدارة الأميركية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©