الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موظفون في رحلة بحث عن بيئة عمل تشجع على الإبداع

موظفون في رحلة بحث عن بيئة عمل تشجع على الإبداع
10 سبتمبر 2013 14:22
تلعب بيئة العمل بصخبها وحركتها الدائبة دوراً مهماً في تحفيز العمال على الإبداع الوظيفي بشرط أن تتوافر المقومات الحقيقية التي تهيئهم للإخلاص لها، ومن ثم تقدم أثمن ما لديهم من أفكار وحلول للمشكلات الطارئة، ولكي يستطيع أي عامل أن يقبل بنفس راضية على مهام وظيفته، فإنه يحتاج إلى توفير بعض الخدمات الأساسية التي تحقق إنسانيته في المكان الذي يعمل فيه؛ مثل وجود أماكن مخصصة لتناول الوجبات في أثناء أوقات الراحة، فضلاً عن حقه في أن يترقى وفقاً لوتيرة إنتاجه وقدراته الفردية، وما يضفيه على العمل من محض رؤاه وتصوراته الشخصية في إطار العمل الجماعي، وعلى الرغم من أن مثل هذه الأشياء بديهية في المؤسسات والهيئات العامة والخاصة فإن هناك موظفين يشتكون من جمود بعض بيئات العمل واستنادها إلى لوائح وقوانين تخضع «للروتين»، الذي بطبيعة الحال يصل بالموظف إلى حالة من الإحباط وهو ما يتسبب في إخماد روح الإبداع بداخله. حالات من التذمر تبدو ظاهرة على موظفين في قطاعات العمل المختلفة، تؤكد عدم رضاهم عن توزيع المهام والوجبات المناطة بهم على سبيل أن بعضهم يتحمل عبئاً كبيراً من المسؤوليات، في حين أن البعض الآخر لا يقدم الجهد نفسه، فضلاً عن شكوى العديد من الموظفين المتمثلة في افتقار مؤسسات ما إلى خدمات أساسية من الواجب توافرها في بيئة العمل، ما يخلق حالة تؤدي إلى تثبيط الطاقات الإبداعية، والشعور بالإحباط المفرط، كما أن العدالة في توزيع الرواتب تؤرق الكثير منهم على سبيل أن المبدع في أغلب الحالات يأخذ أقل من غيره ربما لأسباب تتعلق بالفارق الزمني في وقت التوظيف والذي يخضع إلى عملية «الأقدمية» التي من المفترض أن تسقط في مجتمعات العمل والفكر والطاقات الإنتاجية والفكرية الخلاقة. سوق العمل حول وجود بيئة عمل محفزة على الإبداع يقول أستاذ الإدارة التربوية بالكلية الجامعية للأم والعلوم الإنسانية في عجمان الدكتور علي الدوري «أصبحت الإدارة علم لها مقوماته ومناهجه وعلومه الخاصة لذا فهي تدرس في الجامعات حتى يستمد سوق العمل الطاقات العلمية المتفوقة في هذا المجال والتي بدورها تهيئ بيئة العمل للاستقرار والإبداع عبر وضع القواعد واللوائح المنظمة والتي من المفترض أن يكون بها جانب عن المرونة وفق المواقف التي تتطلب ذلك». ويضيف: «لم تعد الإدارة مثل السابق عملية تقليدية تعتمد على العمل الثابت المنتظم الذي يفتقر للإبداع الجماعي، فانبثقت نظريات متعددة وفروع مختلفة لتشمل علم الإدارة الصناعي والتربوي وغيرهما من التخصصات، لذا نجد في وقتنا الحالي أنه نتيجة للتقدم التكنولوجي وتحديات العصر أن الموظف أصبح في حاجة إلى توفير مناخ نفسي يساعده على النشاط والحيوية والإبداع، ولا يمكن أن يخرج الموظف ما لديه من طاقة إلا عندما تتوافر العوامل كافة وبخاصة الوسائل التكنولوجية التي تتعامل مع مجريات العصر الحديثة». ويتابع الدوري: «لكي نحصل على بيئة حقيقية مشجعة على الإبداع فإننا نحتاج إلي إدارات تعتمد على روح العلم وتراعي الجوانب النفسية للموظفين، وفي الوقت نفسه يجب ألا تكون متعسفة وديكتاتورية ويحكمها الهوى الشخصي بما يتنافى مع علم الإدارة الحديث»، لافتا إلى أن مشكلة الموظف المجتهد تتمثل في أنه يحتاج دائماً إلى الدعم المعنوي بما يحقق له نوعاً من الاستقرار النفسي الذي يحفزه على تقديم المقترحات الإيجابية التي تخدم بيئة العمل وتسهم إلى حد كبير في حل بعض المشكلات، فضلاً عن تحقيق العدالة في توزيع المهام بما يحقق سرعة الاستجابة للتكليفات، ويخلق أجواء نفسية مريحة بين زملاء العمل الواحد. المرأة العاملة يوضح أستاذ الإدارة التربوية بالكلية الجامعية للأم والعلوم الإنسانية في عجمان الدكتور علي الدوري، أنه من اللافت أن دولة الإمارات تعتمد في منظومتها العملية على أحدث النظم العالمية في الإدارة، وهو ما يحقق نوعاً من العدالة بين المؤسسات والشركات، وما من شك في أن القوانين المنظمة لسير العمل وطبيعة المؤسسات والهيئات معبرة جداً ولها دور فاعل في أن تحقق جميع بيئات العمل المواصفات المطلوبة في النواحي كافة وهو ما يجعل الموظف بالإمارات يعيش في أجواء عمل متميزة للغاية. ويرى أن المرأة العاملة على وجه التحديد تحظى باهتمام كبير في منظومة القوانين العمالية خاصة المرأة الحامل والتي تحصل على إجازة وضع مناسبة فضلاً عن الامتيازات الأخرى، ولا يقل عنها العنصر الآخر الشريك الذي يتمثل في الرجل بما يحقق في النهاية توازنا دقيقا ويحفظ للجميع حقوقه. ومن بين اللواتي يشعرن بعدم الرضا عن جمود اللوائح المؤسساتية، سميرة الهاشمي، التي تعمل بالعلاقات العامة في إحدى الشركات. وتذكر أنها منذ خمس سنوات لم تحصل على ترقية من درجتها الوظيفية إذ إنها لم تزل على الدرجة الثامنة على الرغم من أن عدداً من زملائها تم تعديل أوضاعهم، ولا تدري إلى الآن حقيقة الأسباب التي أدت لعدم ترقيها رغم أنها تعمل بجد واجتهاد ومشهود لها بالخلق الحسن وأن أداءها الوظيفي متميز جداً، لافتا إلى أن هذه المشكلة التي تمر بها تكاد تقتل بداخلها روح الإبداع، فضلاً عن أنها أصبحت عرضة للاكتئاب خصوصاً وأن من تمت ترقيتهم ليسوا أكثر منها كفاءة. وتؤكد أن مديريها يحكِّمون الهوى الشخصي في الإدارة من دون الرجوع إلى المعايير الفنية التي على ضوئها تتم ترقية الموظفين، موضحة أن لديها ثلاثة أطفال، وأصغرهم لم يلتحق بعد بالمدرسة وتتمنى أسوة ببعض المؤسسات الأخرى أن تنشئ الشركة التي تعمل بها حضانة للأطفال، بحيث تتمكن هي ونحو أربعين سيدة معها في العمل من إلحاق أطفالهن بهذه الحضانة وحتى يتسنى لها متابعة طفلتها في أوقات الراحة، فضلاً عن أنها ستصطحب طفلتها في الصباح الباكر وهي متوجهة إلى عملها لهذه الحضانة وفور انتهاء وقت العمل الرسمي ستأخذ الطفلة وتتوجه بها إلى البيت. وترى أن إبداء إدارة العمل المرونة في مثل هذه الأشياء سيساعد أي موظف على الإبداع وتقديم أفضل ما لديه من أفكار لخدمة العمل الوظيفي. البحث عن العدالة يجزم سالم المناعي بأن تعنت بعض المديرين في أثناء العمل يخلق حالة من الإحباط داخل نفوس الموظفين. ويذكر أنه عاش تجربة مريرة خلال عمله في إحدى المؤسسات والتي انتقل منها نظراً لعدم توافر العدالة في توزيع المهام بها. ويضيف: «على مدار أربع سنوات كاملة عملت بمنتهى الجد والإخلاص في إدارة المبيعات غير أن حظي العثر جعلني أعمل مع مدير وافد متحيز جداً إلى أبناء البلد الذي ينتمي إليه ليس هذا فحسب بل جعل هؤلاء الموظفين خاصته وعينه التي يرى بها وأذنه التي يسمع بها ما ترتب عليه أن بعضهم كان ينقل معلومات كاذبة عن بعض الموظفين من الجنسيات الأخرى، لذا قررت أن أنفض عني غبارهم خصوصاً وأن المدير كان لا يبتسم إلا في وجه أبناء جلدته، وحين تركت هذه المؤسسة والتحقت بغيرها ظهر مستوى جدي واجتهادي وقدمت العديد من الأفكار التي أسهمت في تحقيق أرباح، الأمر الذي جعلني أواصل طريق الإبداع، ومن ثم الإخلاص في العمل لأنني كنت أجد دعماً معنوياً ومادياً وإن كان يكفيني فقط أن أحظى باحترام زملائي وتقدير مديري الذي كان ينشد العدالة بين الموظفين ويقيمهم بناء على مجهوداتهم ومستوى تفانيهم في العمل». بيئة عمل غير مناسبة يقول إبراهيم محسن، الذي يعمل مندوباً لتخليص معاملات الموظفين: «لم أشعر يوماً بأنني أعيش في بيئة عمل جيدة منذ التحاقي بهذه الوظيفة خصوصاً وأنها تفتقر للعديد من المقومات الطبيعية والتي من المفترض توافرها في أي جهة عمل، وعندما تلقيت عرضاً للعمل بهذه الشركة كنت في غاية السعادة لكنني صدمت بعدم وجود مكان مخصص لتناول بعض الوجبات الخفيفة، فضلاً عن عدم توافر المناديل الورقية في المراحيض، وحتى المشروبات الساخنة كنا ندفع ثمنها، فضلاً عن عدم توافر عناصر تكنولوجية تتماهى مع العصر وترفع مستوى العمل، وهو ما أحبطني بشدة وجعلني أشعر بعدم الاطمئنان، على الرغم من أن هذه المؤسسة بها ميزات قلما تتوافر في مؤسسات أخرى على الوتيرة نفسها، تتمثل في مستوى التلاحم الإنساني الكبير الذي يجمع أبناءها وهو ما يجعل المرء يحس بأنه يعيش بين أسرته».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©