الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إطلاق سراح 336 معتقلاً في السجون

إطلاق سراح 336 معتقلاً في السجون
2 سبتمبر 2012
أطلقت السلطات السورية أمس سراح 336 موقوفاً من المشاركين في الاحتجاجات في مختلف المحافظات السورية، قائلة “إن المفرج عنهم ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء”. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” “أن السلطات أخلت سبيل 225 شخصاً في دمشق وريفها، و50 في محافظة حلب، و23 شخصاً في حمص، و19 في كل من حماة ودرعا بعد تعهدهم بعدم العودة إلى أنشطتهم السابقة. إلى ذلك، أورد تقرير لوكالة “فرانس برس” مشاهد عن إطلاق سراح بعض الموقوفين في دمشق. وقال “إن الشرطة فتحت باب مقرها الرئيسي في العاصمة ليعبر من خلاله العشرات نحو حرية مستعادة، استقبلها بعضهم بالسروال الداخلي، وآخرون من دون حذاء أو شعر، بينهم من تظهر علامات المعاناة على ظهره، أو ساقيه، ومنهم من تحمل وجوههم ندبات”. باسل (31 عاماً)، الموظف الحكومي، اعتقل في زملكا في ريف دمشق بعدما أوقفته الاستخبارات لدى عودته الى منزله في الضاحية المعارضة للنظام برفقة زوجته وابنه، والسبب المعلن: بطاقة هوية ممزقة. وفيما ينظر إلى هذا التفصيل على أنه أمر عادي في بلد آخر، إلا إن عقوبته هي السجن في سوريا، فقط لان الشيخ السلفي عدنان العرعور المعارض للنظام طلب في إحدى خطبه من مناصريه تمزيق هوياتهم. وقال باسل الذي خرج من السجن مرتدياً قميصاً داخليا “لم اكن حتى على دراية بهذه الخطبة، وقد علمت بها عن طريق الذين حققوا معي في السجن”. وأضاف “أمضيت 32 يوماً في زنزانة لجهاز استخبارات سلاح الجو، ونقلوني إلى هنا، حيث علمت أنه سيتم إطلاق سراحي استناداً إلى مرسوم للرئيس بشار الاسد”. وباسل ليس الوحيد الذي عاش معاناة مماثلة. فعماد (25 عاماً) الذي اعتقل داخل باص أكد أن عناصر الاستخبارات طلبوا منه اللحاق بهم من أجل إجراء تحقيق قصير معي يمتد لعشر دقائق، لكن هذه الدقائق العشر امتدت عشرة أيام. وأضاف “لقد قاموا بضربي حتى اعترف بانني اتبع تعليمات شيخ لا اعلم بوجوده حتى”. في مقر الشرطة، عناصر الأمن يقومون بتجهيز أوراق الخروج، وسط رائحة لا تحتمل مصدرها السجناء الذين لم يستحموا منذ أن وطئت أقدامهم أقبية السجون. ويضع هؤلاء بصماتهم على الأوراق حين تجهز وتحديدا تحت عبارة “اقر بانه اطلق سراحي في الأول من سبتمبر من قبل قيادة شرطة محافظة دمشق، وانني نادم على تصرفاتي واتعهد بألا أشارك في تظاهرة غير مرخصة بعد اليوم”. وبينما انشغل السجناء بأوراق خروجهم، قال مسؤول في حزب البعث يدعى موفق الباشا بصوت عال “الرئيس يريد أن يقوم بإصلاحات، لكن أعداء سوريا يريدون تدمير سوريا.. يجب أن نساهم في الدفاع عن البلاد”. عندها صفق السجناء وعددهم 158 من بين 336 استعادوا حريتهم في أنحاء البلاد، ثم هتفوا “بالروح بالدم نفديك يا بشار”. وخارج المقر، برز رجل مرتدياً ملابس النوم وقد رفض كشف اسمه ساقيه المنتفختين. وقال الرجل الثلاثيني المتحدر من حرستا في ريف دمشق والذي لم ير الشمس طوال 32 يوماً “قاموا بضربي حتى اقر بمشاركتي في تظاهرات لم أشارك بها.. لست مع هذا الطرف او ذاك”. فيما روى عامر (26 عاما) بتأثر “بكت والدتي عندما سمعت صوتي بعدما كانت تجهل ما اذا كنا انا وشقيقي على قيد الحياة”. واعتقل عامر وشقيقاه في منطقة المزة الراقية في غرب دمشق في الثامن من اغسطس. وفي حين افرج عن شقيقه الاصغر (17 عاماً) بعد اربعة ايام، بقي هو وشقيقه عماد (25 عاماً) في السجن. وقال “لم نفعل اي شيء ولم يجدوا شيئا عندنا.. استطيع ان اقول ان اول ما ساقوم به لدى عودتي الى منزلي هو ان اقبل اهلي، واستحم، واتناول الطعام، وابدأ بالبحث عن طريقة لمغادرة هذه البلاد باسرع وقت حتى استقر في ابعد مكان ممكن من هنا”. وروى عامر الذي يملك شركة للادوات الصحية “كنا نحو 60 شخصاً في غرفة صغيرة مساحتها ستة امتار باربعة امتار، وكان على عشرين منا ان يظلوا واقفين.. ثلاثون ثانية كانت المدة الممنوحة لنا لقضاء حاجتنا، وعند النوم كان على كل واحد منا ان يطوي ساقيه وينام وراسه بين ركبتيه”. على رصيف قريب، تمشى احمد (36 عاماً) حافي القدمين، مرتديا سروالا ممزقا، وهو يبحث عن طريقة لبلوغ منزله في القلمون في ريف العاصمة. وبحسب قوله، فقد خطفه عناصر من الجيش السوري الحر بعدما قام بالإبلاغ عن مقاتلين في صفوفهم، فاطلقوا رصاصتين في ساقيه عقابا له، ثم افرجوا عنه. وتابع احمد “عثر علي عناصر من الجيش ونقلوني الى مستشفى حتى أتلقى العلاج. وهناك، اعتقلني عناصر من الاستخبارات وسجنوني لمدة شهرين، والآن لا املك اي مال للعودة الى منزلي”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©