الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الشارقة للمسرحيات القصيرة» تختتم منافسات المسابقة الرسمية

«الشارقة للمسرحيات القصيرة» تختتم منافسات المسابقة الرسمية
27 سبتمبر 2014 23:30
محمود عبدالله (كلباء) شهد اليوم الرابع من مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة في المركز الثقافي في كلباء، آخر عرضين مسرحيين، حظيا بحضور جماهيري لافت، الأول بعنوان «رجال تحت الأرض» نص الانجليزية ماري شيللي للمخرج مهند كريم، الذي استعان بنصوص صوفية عديدة لابن الفارض والحلاج وغيرهما حول فكرة وفلسفة الموت وجشع الإنسان، وكشف العرض عن موهبة إخراجية، ومهارات في تقديم شغل ولعب مسرحي، استثمر الفضاء المسرحي كاملاً، فضلاً عن قدرات تمثيلية كبيرة للممثل أحمد أبو عرّادة في دور طبيب المدينة. واتسمت سينوغرافيا رجال تحت الأرض بالبساطة والتكثيف، لا سيما الإضاءة والموسيقى، وتخطيط الحركة على المسرح. وقد عرض مهند كريم رؤيته في إطار فانتازي ساخر، أحياناً بالرمز وأحياناً مباشرة محملاً معالجته دلالات عن جشع الإنسان، والثيمة العامة كما يبدو قديمة متجددة، لكن التوليفة جاءت معاصرة بمقدار يجعل المتفرج يتساءل كثيراً حول فلسفة الموت والحياة. العرض الثاني بعنوان «تواضع» نص بول هرفيو، للمخرجة فاطمة الدرمكي، وهو تجربتها الأولى في المسرح خارج المنافسة الرسمية، في إطار مسرح المشكلة، حيث بدت شخصيات المسرحية مبنية على عنصر المفارقة، شخصيات مأزومة، مهزومة، محبطة، على النحو الذي وجدناه راسخاً في مسرح الروسي تشيكوف، وفي معظم روايات السوري حنا مينة. أقامت الدرمكي عرضها على بعد واقعي من حيث ترجمة النص، ومن حيث التمثيل والديكور والموسيقى والحركة والأزياء المسرحية والجو العام، في إطار يوفر للمتفرج فرصة للتعرف إلى هذا النوع من المسارح الذي يقوم على الدواخل النفسية للشخصيات، وفن المناقشة، لكن ربما يكون أهم ما في هذا العرض الذي يحتفي بمخرجة إماراتية شابة، الفهم العميق لتأسيسات فن الومضة، وسرعة تقديم العرض ببساطة دون إطالة أو تفصيلات زائدة عن الحاجة. كما كشف العرض قدرات تمثيلية مميزة للممثلة الواعدة ملاك يحيى التي عكست صورة جديدة لنورا هنريك إبسن في مسرحية الدمية، بعد أن رفضت الزواج تحت حماية غير مشروعة من قبل رجلين تقدما للزواج منها، دون أن تتحقق لها السيادة التي تبحث عنها في عالم المؤسسة الزوجية. كان العمل لافتاً بروح الفريق في العرضين المسرحيين الذين نالا تقديراً نقدياً في الندوات التطبيقية المخصصة لهما، وكان لافتاً أكثر تلك الروح الشبابية التي بدت في تقديم المخرجين الشباب والحماسة في التعامل مع تقاليد ومحتوى المسرح العالمي، ما يعني أن القائمين على المهرجان نجحوا في إعداد كوكبة من المخرجين والممثلين والعاملين في مجالات لواحق العرض المسرحي تأسيساً، ينهض على رسالة تنويرية واعية للمسرح المستقبلي الذي ننشده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©