السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صون التراث الثقافي غير المادي يؤسس لتنمية عربية مستدامة

صون التراث الثقافي غير المادي يؤسس لتنمية عربية مستدامة
9 سبتمبر 2015 15:39

رضاب نهار (أبوظبي) بالتعاون بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، انطلقت صباح أمس «الاثنين»، الدورة التدريبية الرابعة لبناء القدرات العربية في مجال التراث الثقافي غير المادي، في فندق «دوست ثاني» بأبوظبي.

وتأتي الدورة، استناداً إلى اتفاقية «اليونسكو» عام 2003، التي تهدف بدورها إلى التوعية محلياً ووطنياً وإقليمياً، بأهمية التراث الثقافي غير المادي والعمل كأفراد ومؤسسات ومنظمات وحكومات على حمايته واستمراريته كعامل أساسي للتنمية المستدامة.

وجاءت جميع الكلمات والمداخلات الممثلة لمؤسسات دولية وعربية وإماراتية، أو حتى مداخلات الأفراد، لتؤكّد ضرورة الاهتمام بثقافتنا المتوارثة جيلاً بعد جيل، في ظل مواجهتنا لأزمة تضرب الكثير من بلدان العالم العربي، وأن الوعي بأهمية ما نتناقله معرفياً وفكرياً يشكّل حصناً منيعاً يحمينا من التفكك والانهيار.

وأوضح المهندس وليد الزعابي، مدير إدارة التراث والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في كلمته الموجّهة للحضور، أن هذا الملتقى ليس دورة تدريبية في بناء القدرات العربية في مجال التراث الثقافي غير المادي فحسب، بل هو منصة تفاعلية تنسيقية لجهود الحفاظ على الإرث الثقافي المعنوي غير المادي، ومنبر تشاوري يهدف إلى تأطير العمل الجماعي في أطر مؤسساتية لصون هذا النوع من التراث في العالم العربي.

وقال الدكتور عوض علي صالح، رئيس الجمعية العمومية للتراث الثقافي غير المادي في «اليونسكو»، إن الثقافة إحدى أهم الإشكاليات بين الشعوب، لذا فإن احترام الثقافات المختلفة وقبول الآخر أمر ضروري. الأمر الذي تسعى إليه «اليونسكو» وتؤمن به الدول الأعضاء.

وبما أن المشتركات الثقافية بين أبناء الوطن العربي كثيرة ومتنوعة، أكّد أن ما تشهده المنطقة العربية من نتوءات هي ظواهر عارضة يجب أن تواجه ثقافياً ومعرفياً.

بدوره، ألقى الدكتور محمد سعد الهاجري كلمة جامعة الدول العربية، موضحاً أن الجامعة بصدد إنشاء لجنة دولية لحماية التراث العربي بالتعاون مع عدد من المنظمات العربية والعالمية. بالنظر إلى ما نعانيه على أرض الواقع من حملات شرسة تستهدف موروثنا وثقافتنا، مؤمنة بأن هذا الإرث الحضاري هو جذورنا التاريخية البعيدة.

أما الدكتورة حياة القرمازي، المدير الثقافي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، فبيّنت ضرورة اجتماع الجهود الحكومية والشخصية وجهود المالكين للتراث، في سبيل صونه، موضحة ما قامت به المنظمة من استحداث لبرنامج حماية التراث، تحثّ من خلاله الدول العربية وتشجّعها على بناء منظومة مشتركة في مختلف مجالات المحافظة على التراث الثقافي بهدف جرده وحصر مفرداته، كونه تراثاً هشاً ومهدّداً أكثر من غيره بالاندثار لعلاقته الحميمية بالإنسان وطبعه المتغيّر وتوقه الدائم للتطور والانفتاح على العصر والحداثة.

وفي حديث خاص مع «الاتحاد»، أشارت الدكتورة آني طعمه تابت، خبيرة ميسّرة في قسم التراث الثقافي غير المادي لـ«اليونسكو»، أن ثمار هذه الدورات تتجسّد في إنتاج وسائل لصون التراث الثقافي غير المادي، تنطلق قبل أي شيء من تثبيت ونشر المفهوم كثقافة محددة ذات أطر اجتماعية لها بعدها الحالي في ترسيخ وتحديد الهويات. ففي حين كنا سابقاً نتعاطى بمفهومين وحيدين هما: مفهوم العادات والتقاليد ومفهوم الفولكلور، يأتي المصطلح الذي حدّدته (اليونسكو) «التراث الثقافي غير المادي» كخطوة أساسية على طريق المحافظة عليه.

من جهتها، قالت غادة إسماعيل مدير إدارة الثقافة في اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، إن الورشة ومن خلال دوراتها السابقة، تمنح أعضاءها التدريب الكافي والاطلاع الشامل على المعطيات والتحديات. إلا أن ما ينقص هو الدعم المادي، الأمر الذي يطلبونه من المنظمات الدولية، حتى يتسنى لهم تطبيق مشاريع عملية تبدأ من حصر التراث الثقافي غير المادي، وصولاً إلى حمايته وحفظه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©