قال فيكتور تشو رئيس مجلس إدارة ''فيرست إيسترن انفستمنت'' هونج كونج: إن الانتخابات الأميركية الأخيرة زادت من الضغوط المفروضة على واشنطن كي تغير الأوضاع في العراق، غير أن الفترة القصيرة التي تفصل بين فوز الديمقراطيين بانتخابات الكونجرس وبين الانتخابات الرئاسية في 2008 قد تجعل من الصعوبة بمكان- على حد قوله- على الديمقراطيين السعي وراء إحداث التغيير الذي وعدوا به في ضوء هاجس الانتخابات الرئاسية الذي يطاريدهم بعد سنتين·
و قال المسؤول الصيني خلال ندوة ''انتخابات الكونجرس الأميركي: تأثيراتها العالمية'': إن الرئيس الأميركي الحالي له قناعات خاصة ولا يهتم بالرأي العام العالمي، غير أن نتائج الانتخابات الأخيرة رفعت من حدة الضغوط المفروضة عليه بشكل كبير، وأضاف أن بوش ليس لديه برنامج سياسي محدد للعامين المقبلين ولا يعتني إلا بإرثه الخاص به·
وفيما يتعلق بأثر الانتخابات على العلاقات الأميركية في آسيا، قال المسؤول الصيني: إنه لا يتوقع الكثير من بوش، غير أنه أضحى يتعين عليه بعد الانتخابات الأخيرة التعامل بأكثر جدية مع التحديات التي وضعت بلاده أماها، وأشار في هذا الصدد إلى أن الصين على سبيل المثال لديها مشكلات مع اليابان بسبب الولايات المتحدة الأميركية، وذلك لأن رئيس الوزراء الياباني السابق كويزومي هو ''توني بلير'' آسيا على حد تعبيره ويتبع السياسة الأميركية بحذافيرها·
وشهدت الجلسة حالة من التشاؤم حيال ما يمكن أن تجنيه المنطقة العربية من نتائج انتخابات الكونجرس الأميركية الأخيرة التي فقد فيها الجمهوريون سيطرتهم على الكونجرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب، واشتملت الجلسة على عدة محاور منها الوضع في العراق وفلسطين ولبنان وقدرة الديمقراطيين على إحداث تغيير ملموس في السياسات الأميركية بعد فوزهم بأغلبية المقاعد البرلمانية·
وأجمع الحضور على أن الديمقراطيين يتعين عليهم أن يتعاملوا مع رغبات شعوب المنطقة، ومع مشاعرهم بشكل من الواقعية، بعد أن أساء الجمهوريون التعامل مع كل قضايا المنطقة، وأن يضعوا ضوابط في التعامل مع كل قضايا المنطقة، وأكدت الجلسة على أنه في الوقت الذي يمكن أن يكون فيه إمكانية للتعامل مع الوضع في العراق بشكل مختلف إلا أنه من المستبعد أن يكون هناك أي تغيير في الوضع على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، لأن الديمقراطيين لا يختلفون كثيرا عن الجمهوريين في سياستهم نحو إسرائيل·
و أكد الحضور أن الولايات المتحدة الأميركية خسرت مع الإدارة الجمهورية للولايات المتحدة كما لم تخسر من قبل، إذ فقدت مصداقيتها في العالم وخسرت الكثير على المستوى الاقتصادي، ويظهر هذا في القروض التي حصلت عليها أميركا من الصين، والأهم من ذلك فقدان هيبتها العسكرية في ضوء ما حدث في العراق، وأشار بعض الحضور في الندوة إلى أن أميركا لا تمثل الحل في العراق، سواء بإدارة ديمقراطية أوجمهورية، وذلك لأن وجودها هو الذي صنع المشكلة، ولكن على الرغم من ذلك فإنه ليس من الحكمة اتخاذ قرار الآن بالخروج من العراق بعد أن دمرت أميركا البنية التحتية للدولة العراقية·
عدد اليوم
