الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر..إسرائيل وإيران.. و«داعش»

غدا في وجهات نظر..إسرائيل وإيران.. و«داعش»
1 مارس 2016 20:29

إسرائيل وإيران.. و«داعش»
يقول د. وحيد عبدالمجيد إنه إذا كان وجود «داعش» في سوريا مفضلاً لدى إسرائيل حال الاختيار بينه وبين إيران، فهو الأفضل بالنسبة لطهران التي تعد المستفيد الأول من وجوده. لم يكن غريباً أن يعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون أنه إذا كان عليه الاختيار بين إيران وتنظيم «داعش» في سوريا، فإنه سيختار هذا التنظيم. ولعل هذه هي الصيغة الأكثر وضوحاً حتى الآن في التعبير عن موقف سياسي مختلف عليه في إسرائيل. وقد اختار يعالون إعلان هذا الموقف خلال المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب المنظم مؤخراً تحت عنوان «تغيير قواعد اللعبة».
ويعرف متابعو النقاش في الأوساط الاستراتيجية الإسرائيلية أن الموقف تجاه كل من إيران و«داعش» مازال موضع جدل. لكن الاتجاه السائد في الحكومة الحالية ينحاز للموقف الذي عبر عنه يعالون، على أساس أن تهديد «داعش» مؤقت وإلى زوال، بخلاف خطر إيران الذي قال عنه إنه باق ويزداد.
لكن المفارقة هي أن إيران نفسها اختارت «داعش»، وفضلته على قوى المعارضة السورية المعتدلة. فقد دعمت نظام بشار الأسد منذ البداية وساعدته في سعيه لإغراق الانتفاضة السلمية في بحر من العنف. وكان دخول «داعش» إلى سوريا أحد أخطر نتائج هذه السياسة التي دعمتها إيران، وربما شاركت في وضع خطتها.
وعندما انخرطت إيران أكثر فى الأزمة السورية عبر «حرسها الثوري»، وميليشيات تابعة لها، لم تكن مواجهة «داعش» ضمن أولوياتها. وليس هناك ما يدل على أنه مدرج على جدول أعمالها في سوريا حتى اليوم. وفعلت روسيا مثلها منذ تدخلها العسكري هناك وانتزاعها السيطرة على القرارات الميدانية.
لذلك فلو أن لدى طهران وموسكو شيئاً من «شفافية» السياسة الإسرائيلية، لقالتا إنهما اختارتا بالفعل «داعش»، وإنهما تسعيان لإضعاف قوى المعارضة السورية المعتدلة وإخراجها من المشهد لمصلحة هذا التنظيم لأنه يُعد بديلاً مستحيلاً من الناحية العملية مهما تنامت قوته وتوسع نفوذه في مرحلة معينة.
وفضلاً عن ذلك، لدى إيران ثلاثة أسباب أخرى تجعلها تفضل «داعش»، بل تراه كنزاً ثميناً يجدر بها المحافظة عليه لأطول وقت ممكن.

الخليج في مرمى الخطر

يقول د. علي الطراح: بدون مجاملة سياسية، فإن دول مجلس التعاون باتت في مرمى الخطر، وهي اليوم تواجه مخاطر خارجية وداخلية. ولا مجاملة كذلك عندما نكرر أن نظمنا السياسية هي صمام الأمان للمنطقة، وأن هذه الحقيقة لا يجب أن تأخذ دون مبادرات نهضوية تعالج خلل الداخل لمواجهة خطر الخارج. فمملكة البحرين كانت تبارك أي مبادرة إصلاحية، وقد وقف ملكها موقف الداعم، إلا أن التحولات في صف المعارضة كانت لصالح إيران. جاء الملك ليحول الموقف الرسمي ويتخذ خطوات جريئة ضد من يحاول أن يغير ثوابت تاريخية تعارفت عليها المنطقة تتعلق بطبيعة التعاقد الاجتماعي الذي يمثل صِمَام الأمن لنا جميعاً.
أما في السعودية، فعلينا أن نتذكر أن نظام الحكم يعمل بجدية لمعالجة أي ثغرات، ويعي أن بعضا من الموروث تمكن معالجته بعقلانية.. لكن رغم المحاولات الجادة التي تبذلها السعودية نجدها تواجه بهجمة شرسة لإفشال أي نجاحات. وفي الوقت نفسه نشاهد محاولات لتجميل إيران، وإن كانت تحمل نموذجاً دينياً لا يتفق الغرب معه، إلا أن المصالح تظهر بقوة في المشهد الحالي.

قوة ناعمة تتجاوز الفرد
يقول د. بهجت قرني إنه مع العولمة يتزايد نفوذ القوة الناعمة. في مقالات سابقة، تحدثت عن انتشار بنوك الفكر، وعن التشكيل الوزاري الأخير في دولة الإمارات بإنشاء وزارة للسعادة وتمكين الشباب.. كمثل على هذه القوة الناعمة، وهنا أتحدث عن مثال آخر من الحالة المصرية.
بفارق ساعات فقط، شهد الأسبوع الماضي في القاهرة وفاة اثنين من الأكابر: بطرس غالي ومحمد حسنين هيكل، وقد كان كل منهما في مجاله قوّة ناعمة هائلة لمصر والعرب.
كان الخبر متوقعاً، حيث تعدى كل منهما التسعين من عمره وتدهورت صحته على مدى السنوات، خاصة بطرس غالي الذي وصلت به هشاشة العظام درجة كان معها دائم السقوط، وفي آخرها اضطرار للذهاب على عجل إلى باريس لإصلاح ما يمكن إصلاحه. أما هيكل فكان -في الظاهر- مكتمل الصحة حتى أكثر من شهر بقليل قبل وفاته، بل استمر كعادته في الظهور في برنامجه التليفزيوني الدوري: مصر والعرب إلى أين؟ لكن عندما شعر أن النهاية تقترب، اتخذ قرار الحسم الذي يعكس شخصيته: الامتناع عن الأكل وتعاطي الدواء لكي يسرع بالنهاية المحتومة. وعلى قبره كانت الكلمات من اختياره وذات مغزى وعمق: «دار العودة».

ثنائية إسرائيل والدين بين المشاهدين والمجاهدين!
يقول محمد أبوكريشة إن العداء لإسرائيل أو بالأحرى العداء الحنجوري الوهمي لإسرائيل، كان وما زال وسيظل المخدر الذي استخدمه النظام الإيراني وفرقه الإرهابية السُنِّية والشيعية على حد سواء في تغييب وعي الشعوب العربية واستئصال مناعتها وخلاياها الوطنية.
يقُول حسن نصر الله إن إسرائيل تقدِّم نفسها الآن كصديق لأهل السنَّة في العالم العربي - كم رسالة ملغومة تحملها جُملة نصر الله؟ وكم عبوّة ناسفة تتضمنها كلماته؟ لا أُريد أن أترك الاستنتاج ومهمة تفكيك العبوات الناسفة في كلام نصر الله للشعوب العربية، فأنا لم أعد أثق بوعي هذه الشعوب وقدرتها على تحليل المضمون... وهناك الملايين من العرب الذين يخطفون المعلومة ويجرون بها في كل الأنحاء ثم يوزعونها عبر وسائل ما يسمى التواصل الاجتماعي مع غياب (العنعنة)... بمعنى أن أحداً لا يقول: إنه أخذ المعلومة عن فلان، بل ينسبها إلى نفسه، خصوصاً أن وسائل ما يُسمى التواصل الاجتماعي، أصبحت ساحة وملعب السطحيين والتافهين والمتطرفين، وكل متطرف وإرهابي لا بد أن يكون سطحياً وتافهاً ومغيب الوعي.
حسن نصر الله إذا قال صدق، لأنه في رأي الغوغاء والسوقة الذين يسيطرون على المشهد العربي عدو لإسرائيل، وعدو إسرائيل صادق وإن كذب، وشجاع وإن جبن، ومخلص وإن نافق وخان. ولديه توقيع على بياض بأن ويفعل ويقول ما يشاء.. وكل نصابي ودجالي السياسة والتحليل السياسي في العالم العربي يقدمون بين يدي تحليلاتهم وآرائهم صدقة وهمية للشعوب، وهي الهجوم على إسرائيل والصهيونية ومؤامراتها حتى إذا كان التحليل والرأي حول مؤشرات البورصات، وأسعار النفط والذهب.. وهذا الهجوم الكلامي على إسرائيل والصهيونية مثبطات مناعة يستخدمها الدجالون والنصابون حتى لا ترفض الشعوب المغيبة تحليلاتهم وآراءهم.
الرسالة الأولى في كلام نصر الله، أنّ الشيعة فقط هم أعداء إسرائيل، وهم المقاومة، وهم أسود النضال والجهاد، وأما السُّنة، فإنهم ارتموا في أحضان إسرائيل وخانوا القضية. والرسالة الأخرى أنّ حروب «حزب الله» في عدد من الدول العربية هي حروب ضد إسرائيل وأهل السُنَّة المتحالفين معها، وهكذا تصبح ممارسات مرتزقة حزب «نصر الله» في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن والكويت والسعودية شرعية في رأي الشعوب المُغيَّبة لأنها تحارب إسرائيل في الجبهات العربية السُّنية.. ولا أحد طبعاً يعترض على إرهاب «حزب الله»، الذي يرفع راية محاربة إسرائيل والعداء لها. وكل الجبهات العربية مشروعة لحزب «نصر الله» ما دام يرفع راية المقاومة ضد العدو الصهيوني.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©