الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أسعد عرابي يقدم صوت اللون والخط ليستحضر ذكريات الفن الجميل في «حنين»

أسعد عرابي يقدم صوت اللون والخط ليستحضر ذكريات الفن الجميل في «حنين»
14 سبتمبر 2011 02:12
دبي (الاتحاد) - “كان علي أن أنقل عالم أم كلثوم من سلطنة العصر الجميل المسالم والمتوازن روحيا، بما فيه من جذوة النبض الوطني والقومي، إلى حداثة التحريض والاستفزاز والعبث ومخلفات أصداء الهزائم العولمية، ثم التحول في اللوحة من الذاكرة والوثيقة العاطفية، إلى استحواذ مواز استلهامي تأولي مغمس بصوت اللون والخط، وليس ما عرضته استطرادا موسيقيا، لأن لوحتي تعاني من نفس المشاكل والإشكاليات، ومن نفس الصراع حول “أي أم كلثوم” الساكنة موسيقاها ومغناها في روحي؟. بهذه المقدمة يضعنا الفنان والناقد التشكيلي العربي السوري أسعد عرابي في أجواء معرضه “حنين” الذي افتتح في دبي، مساء أمس الأول، في غاليري “أيام” بدبي في مركز دبي المالي العالمي، مشتملا على أحدث مجموعة من أعمال الفنان التي سبق وعرضها في “أيام” القاهرة. ويستمر هذا المعرض حتى السابع والعشرين من أكتوبر المقبل. المعرض الذي حضره عدد من الفنانين والمهتمين، يمثل تجربة جديدة في مسيرة الفنان، فمجموعة “حنين” التي اشتغل عليها الفنان منذ أعوام، ليست مجرد حنين إلى الماضي الجميل الذي تمثله الفنانة ومن معها شعريا وموسيقيا، هي تجربة تقف على جانب مهم من جوانب النهضة الفنية والثقافية العربية، في زمن يمتد منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، حتى العام 1975 الذي توفيت فيه “الست”. ملكات متعددة زخم هائل من الألوان التي تغلب عليها سمة الدفء، في لوحات كبيرة، بالأكريليك على القماش، بما يمنحه من إمكانيات التكوين والتشكيل، وشخوص يمكن أن تشاهدهم في الحفلات الشهيرة للفنانة، لكنها هنا تحضر عبر رؤية فنان يمتلك إضافة إلى الحس الفني والشاعري، خبرة الناقد والباحث الذي أمضى سنوات يبحث في “العلاقة بين الموسيقى والتصوير في الفن الإسلامي”، واضطر – كما يقول- إلى أن يخرج “باللبوس البحثي المتقن” الذي خرج به أن يخصص عاما كاملا لدراسة الموسيقى الروحية العربية الإسلامية وخصائصها اللحنية، مقارنة بنظم الصناعات الذوقية من رسوم مخطوطات إلى رقش طرز السجاجيد. التعبير اللوني وعن التعبير اللوني عن أشواق العودة إلى تلك المرحلة الزمنية الغابرة، يعترف بأنه ليس الوحيد الذي احتفى بهذا العالم حيث يقول “أنا لست الوحيد الذي يحيي ذكرى أم كلثوم بلوحته، يجمعني هذا الحنين والتقدير مع كثيرين، ولكني قد أكون أقربهم تشكيلياً من هاجسها البرزخي التوليفي، فهي مثل نجيب محفوظ وزكريا تامر وجمال الغيطاني والسعدني وإدريس وسعيد العدوي والجزار، تتجه نجواها الشرقية إلى جمهورها العريض الذي يعيش ما يشبه كفاف يومه، ويمثل أمثال أم كلثوم الغذاء الروحي، وهنا ندرك توافق شتى الطبقات على الالتفاف حول فنها”. وفي بعض الحالات يظهر الموسيقي على كرسي، ثم نجد كرسيا فارغا مقلوبا، ويبدو أن الموسيقي يكون في عداد المفقودين. كما يحضر فنانون آخرون من ذلك الزمن الذي يثير الحنين، يظهر محمد القصبجي وفرقته، والآلات الموسيقية العتيقة، والدفء الذي يظهر مقلوبا أيضا. عناصر تؤرخ لحظات زمنية معينة وتعمل على تخليدها. واللوحة هنا مليئة بالإشارات المستخدمة في إطار نفسي ورمزي عميق. أم كلثوم وفي الإشارة إلى هذه الأعمال يتحدث الفنان نفسه عن البعد العرفاني الذوقي السماعي الوجدي في معرضه، ويبدأ بالحديث عن تربية أم كلثوم وبيئتها الدينية بداية بتسميتها بنفس اسم البنت الثالثة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام‏،‏ فقد كان والدها إمام المسجد والمؤذن والخطيب ومرتل القرآن الذي نقل حساسيته العرفانية إلى ابنته الموهوبة التي أنشدت في مدح الرسول، وأشرف على تدريبها الشيخ أبو العلا محمد تلميذ عبده الحامولي‏،‏ وهو إمام ومؤذن وشاعر وملحن‏. ويضيف عرابي أنه مع تطور مراحل حياة أم كلثوم أطلق عليها وصف الهرم الرابع، وكان لها دورها في “كلثمة” عصر النهضة ما بين منتصف العشرينيات ومنتصف السبعينيات‏..‏ وأن أعمالها تحمل قدسية لا يسهل بسببها تقويم هذه الأعمال.‏ كما يشير عرابي إلى أن قوة شخصيتها وسحر جمال وجهها وأناملها الطالعة من حسن ألف ليلة وليلة تشكل جزءا من طقوسها المتميزة‏. ولد الفنان في دمشق عام 1941، وقد عرضت أعماله في عدد كبير من المعارض العربية والدولية. تخرج في كلية الفنون الجميلة في دمشق 1987، يحمل الدكتوراه في علم الجمال من جامعة السوربون، ويقيم في فرنسا منذ عام 1975 وله مجموعة كبيرة من الكتابات الفنية باللغتين الفرنسية والعربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©