السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

احترفنا فانحرفنا عن المسار

14 سبتمبر 2011 01:24
كنا مترددين في قناعاتنا الاحترافية، وتقبلناها على مضض، وأقنعنا أنفسنا مجاراة، وتنفيذاً لقرارات الاتحاد الآسيوي بإلزامية العمل وفق النظام الاحترافي، في الوقت الذي تأنت بعض الدول في تطبيقها لتهيئة الأرضية المناسبة، وتغنينا نحن بتطبيقه الفوري ومنينا أنفسنا بمستوانا المتطور قياساً بغيرنا. أخذنا من قوانين الاحتراف قشورها، وطبقناها بطريقة أحادية الجانب، فيما يخص حقوق اللاعبين، وتناسينا واجباتهم الاحترافية، وكأن الاحتراف عقد يوقع بين طرفين، والمستفيد الأوحد هو الطرف الأول، أما الطرف الثاني، وهو الأندية فهي الأضعف في الحلقة، ودفعنا الثمن باهظاً على مستوى المنتخب، وتراجعنا عما كنا عليه في زمن الهواية والزمن الجميل عامـة يوم كان لمنتخبنـا شــأن على المستوى الإقليمـي والعربـي وحتى القاري. واحترافنا جلب لنا التعاسة والتقهقر والانتكاسة والإخفاق، حتى أصبح منتخبنا “الحيطة المايلة” لكل منتخبات المنطقة والقارة، ومنينا بثلاثيتين في بداية المشوار المونديالي، والله يستر من القادم من اللقاءات في إطار مجموعتنا الآسيوية المؤهلة التي حلمنا بموطئ قدم ضمن الفرق الـ32 في البرازيل، أو حتى التصفيات النهائية المؤهلة. كان يومها لاعبونا هواة، ولكنهم كانوا على مستوى المسؤولية وتمثيل الوطن، وكانوا مستبسلين في رفع راية الدولة متحدين الصعاب يوم كانت الإمكانيات تكاد تكفيهم لإعداد متواضع ومكافآت الفوز لم تتعد عشرات الآلاف، إلا أنها كانت تساوي مئات الألوف، واللاعب يحسب حساب الالتزام بدوامه في وظيفته، ومتطلبات ناديه ومنتخبه، ومحسود اللاعب الذي تقبل مؤسسته تفريغه لمدة شهر بين معسكر الإعداد والمشاركة في البطولة، من بقية شرائح المجتمع، حتى من الوزراء والوكلاء وأصحاب الوظائف العليا. ولم نكن نتخيل يوماً بأن راتب اللاعب في زمن الاحتراف يصل أضعاف راتب الوزير والمدراء التنفيذيين في كبريات الشركات العالمية والبنوك. إلا أن لاعبينا لم يقدروا ما حظوا به من النعم وشهرة لم يصل إليها نجوم هوليوود، لدرجة أن بعضهم بدأ يمشي كالطاووس، حينما يتجول في المراكز والأسواق، وحينما يلتقي معجبيه، وكأنه حقق لنا ما كنا نحلم به من المجد على المستطيل الأخضر. وتحمل إعلامنا الوزر الأكبر في شحذ همم الجماهير، لمساندة من كنا نتوسم فيهم الخير، ومنينا أنفسنا بانتصار يأتي بأقدامهم وبتكامل عقولهم وعضلاتهم، إلى أن اكتشفنا بأن عقولهم فارغة وعضلاتهم هشة، وأن أداءهم لا يساوي الملايين التي يتحصلون عليها، ولا يساوي الثقة التي منحوا إياها، ولا الشعار الذي يرتدونه وتناسوا أنهم يمثلون وطنا بأكمله وهدفاً يسعون لتحقيقه وراية يحملونها وشعاراً يذودون عنه. فليذهب احترافنا إلى الجحيم وتبقى الهواية مع الشعور بالمسؤولية بدلاً من الاحتراف الذي جلب لنا المذلة والهوان في الأوساط الكروية، ولتذهب الملايين إذا كانت تجرد لاعبينا من الشعور بالمسؤولية، ويتساوى عندهم الفوز والخسارة وسمعة الوطن وتاريخه الرياضي، وعرق المخلصين الذين عملوا ويعملون، أملاً أن يحقق لهم هذا الجيل من المحترفين ما حلم به الهواة الذين حققوا أكثر منهم في زمن الهواية وشح الإمكانات والمسؤولية المزدوجة التي كانوا يحملونها. فإذا بالاحتراف ينحرف عن مساره، ويجلب لنا الإخفاق بدلاً من الانتصار وأخل بتوازننا وبات محلياً بإخفاقاتنا الخارجية، وأصبح وهماً وشعوراً بالأسى، ومرارة نتجرعها بطولة تلو الأخرى، فهل يأتي اليوم الذي نحاسب فيه المقصرين ونطبقه على المحترفين كما في الوظائف الأخرى؟. عبدالله إبراهيم | Abd lla.binh ssain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©