الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة السورية تطرد قوات نظام الأسد من معلولا

المعارضة السورية تطرد قوات نظام الأسد من معلولا
9 سبتمبر 2013 00:28
قتل 47 مدنياً سورياً و46 جندياً نظامياً و17 مقاتلاً معارضاً في يوم جديد من العنف المتواصل، بينما سيطر مقاتلون من المعارضة السورية على بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، في وقت دمرت المعارضة دبابتين للنظام بالصواريخ في حماة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المعارك أدت إلى سقوط 17 قتيلاً وأكثر من مائة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية واللجان الشعبية الموالية لها، فيما أكد سكان أن غالبية أهالي معلولا غادروها تباعاً منذ الأربعاء الماضي، بسبب موجة الذعر التي إصابتهم بعد اندلاع المعارك. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «ليلاً دخلت قوات النظام إلى المدينة لكنها عاودت الانسحاب»، مشيراً إلى أن أعداداً كبيرة من المقاتلين المعارضين دخلوا البلدة و«سيطروا عليها بشكل كامل بعد معارك عنيفة». وأضاف أن القوات النظامية انسحبت إلى مشارف البلدة. وأوضح الملازم أول المنشق عرابة إدريس الذي يقود مجموعة مقاتلة في المنطقة من ضمن «كتائب بابا عمرو» في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، أن «القوات النظامية موجودة عند الحاجز الذي تم نسفه الأربعاء، وأعادت هذه القوات تعزيزه الخميس عند مدخل معلولا». وذكر أن «الشباب تمكنوا من التقدم ودخول معلولا بعد هجوم واسع قام به الجيش النظامي أمس الأول على ثلاثة محاور في محيط البلدة، استخدم فيه الدبابات والمدافع والطيران، ما أجبر الشباب على الانسحاب في مرحلة أولى، بعد أن استشهد عدد منهم». وتلت ذلك «معارك عنيفة» تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من استعادة السيطرة على الوضع. وينتمي المقاتلون الذين دخلوا معلولا إلى مجموعات مقاتلة عدة، بينها جبهة النصرة المتطرفة، بالإضافة إلى «كتائب بابا عمرو» و«جبهة تحرير القلمون» التي تعمل تحت لواء الجيش السوري الحر. وأوضح إدريس أن «وتيرة العمليات العسكرية اليوم خفيفة جداً، وأن قوات النظام لا تقوم بتحريك آلياتها». وأشار إلى أن سكان معلولا المدنيين بدأوا يهربون من البلدة اعتباراً من الأربعاء الماضي، مع اندلاع المعارك. وأكدت امرأة من سكان معلولا في اتصال هاتفي مع فرانس برس، انسحاب الجيش خلال الليل وانتشار مقاتلي المعارضة «في كل مكان». وقالت رافضة كشف هويتها، إن «الوضع هادئ»، موضحة أن «مسلحي المعارضة داخل معلولا وقوات الحكومة انسحبت». وقال جورج (73 عاماً) «أصيب الجميع بالذعر. أنا بقيت هنا مع شقيقي». وذكر أن زوجته وابنتيه المتزوجتين غادرن الجمعة إلى دمشق. وقال رداً على سؤال إن «الوضع هادئ نسبياً، كل نصف ساعة، نسمع صوت طلقة مدفع أو رشاش». وأكدت راهبة في دير مار تقلا رفضت الكشف عن اسمها، أن «الراهبات والأطفال اليتامى الموجودين في الدير في صحة جيدة»، مضيفة «معظم السكان غادروا إلى دمشق. المنازل فارغة. كأنها مدينة أشباح». وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض، وهيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية، إنهما كلفا قوات خاصة من الجيش الحر لتأمين الحماية لأهالي بلدة معلولا. وأوضح بيان مشترك موقع من قبل رئيس الائتلاف أحمد عاصي الجربا، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية سليم إدريس، أنه تم «تكليف قوات خاصة من الجيش الحر بتأمين الحماية لأهلنا في معلولا، وبالخصوص للأديرة والمقدسات». وأكد البيان «القيام بكل جهد لحماية كل السوريين»، مشيراً إلى توجيه الجيش الحر «التركيز على حماية الأقليات»، مع التحفظ على تسمية الأقليات «لأنهم إخوتنا ولكوننا نعلم أن النظام سيستهدفهم بشكل استثنائي في هذه المرحلة تحديداً». وأضاف البيان أن النظام السوري يسعى «بفجور استثنائي إلى ترهيب السوريين والعالم، عبر إعطاء انطباع بأن الثوار الذين يطالبون بحرية الشعب السوري، وحوش ضارية تريد افتراس الأقليات، وبأن النظام الدكتاتوري الطائفي الذي قتل ونكل وهجر ملايين السوريين، يريد حماية الأقليات». وأكد البيان «السعي لحماية كل سورية وسوري بكل ما أوتينا من قوة، ونعمل على قص اليد التي تمتد لتطال أهلنا، خصوصاً الأقليات، مع التحفظ مجدداً على التسمية». ومعلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، تقع ضمن منطقة القلمون على بعد حوالى 55 كلم شمال دمشق، ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة منها. ويمكن أن تشكل القلمون بوابة لقطع طريق دمشق -حمص على قوات النظام، وبالتالي إعاقة الإمدادات إلى حمص الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام. كما أن السيطرة على القلمون من شأنها أن تشدد الطوق على مدينة دمشق، لا سيما أن لمقاتلي المعارضة وجوداً في جنوب وشرق وغرب العاصمة. وأظهرت لقطات حملت على موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، معارضين سوريين مسلحين يدمرون فيما يبدو دبابتين حكوميتين في مدينة حماة بوسط سوريا أمس الأول. وتظهر اللقطات التي لا يتسنى لـ «رويترز» التحقق من محتواها، الصواريخ وهي تطلق صوب أهدافها. وعلى مسافة أبعد إلى الجنوب، حيث تواصل قوات موالية للرئيس بشار الأسد قصف معاقل المعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق أمس، تظهر لقطات أخرى قصفاً لمنطقة حضرية من مدفع في موقع حصين. ويسمع صوت في اللقطات يزعم أن القصف تنفذه القوات الحكومية. ويعتقد أن المنطقة هي حي برزة في دمشق. وتظهر لقطات أخرى أن قوات الأسد نفذت فيما يبدو قصفاً في الغنطو بالضواحي الشمالية لحمص. ويعرض المقطع الآثار المترتبة على قصف، حيث تجري أعمال بحث عن ناجين وسط الحطام. وتمكن الثوار من إسقاط طائرة عسكرية مخصصة لنقل الضباط وعلى متنها 16 ضابطاً تابعاً للنظام، حيث تم قتلهم جميعاً وسقطت في منطقة سهل الغاب. وما زالت جبهة أريحا بريف إدلب تشهد معارك بين قوات النظام والثوار الذين استطاعوا دحرها من جبل الأربعين، حيث تحاول قوات الجيش النظامي استعادة السيطرة على تلك النقطة الاستراتيجية المهمة على الرغم من الخسائر الفادحة التي تصيبه يومياً، خاصة أمس بعد أن تم قتل أكثر من 30 عنصراً من جيشه وشبيحته بعد محاولة الالتفاف على المجاهدين في تلك المنطقة. وأحصت الهيئة العامة للثورة مقتل 12 في إدلب و11 في حلب و8 في دمشق وريفها و7 في حماة و6 في حمص و2 في القنيطرة وقتيل في دير الزور.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©