المونديال.. خليجية

ماذا يعني أن تكون مسابقة كأس العالم لكرة القدم (المونديال) خليجية؟ سؤال إجاباته متعددة، ولكن كل الإجابات تنتهي إلى نتيجة واحدة، وهي المزيد من النجاح والتميز لصناعة السياحة الخليجية. مصطلح صناعة السياحية الخليجية نفسه، مصطلح جديد، ولكنه قد يأخذ بعداً جديداً بعد فوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم على أرضها، وإذا كان البعض يظن أن موعد البطولة في العام 2022 لا يزال بعيداً، فهم على خطأ، فلابد وأن نستعد من الآن في منطقة الخليج ككل لهذا الحدث الضخم، بل أضخم حدث يتابعه أبناء آدم على وجه الإطلاق على مستوى العالم. لقد بذلت قطر جهداً كبيراً حتى تحصل على حق التنظيم، وستبذل جهوداً أكبر خلال السنوات القادمة حتى يتم تنظيم البطولة على أكمل وجه، وأنا متأكد من أنها ستكون بطولة مميزة وغير عادية، ولكن أيضاً اقترح أن تتضافر كل الجهود الخليجية من أجل إنجاح هذه البطولة، وأن نضع جميعاً استراتيجية سياحية تواكب الحدث، وتستعد له من الآن. سوف تكون هناك فرصة كبيرة لتنظيم رحلات سياحية مشتركة بين الدول الخليجية، ولذلك لابد أن تبدأ شركات الطيران الخليجية من الآن بالتفكير في وضع نظم وأسس توازي ضخامة وكبر الحدث، وأن تبدأ في التعاون لتقديم أفكار جديدة وخدمات مبتكرة، دون النظر لمصالحها الشخصية أو مكاسبها الخاصة، بل بالنظر إلى الفرص المتاحة لصناعة السياحة في المنطقة. وكذلك يجب أن يتم ابتكار رحلات سياحية موحدة، أو تذكرة طيران موحدة، حتى يمكن لمن يأتي ليشاهد الحدث أو يشجع الفرق، أن يتحرك عبر دول الخليج، ويشاهد بنفسه هذه الوجهة السياحية الواعدة والجديدة والمتميزة. صدقوني هذا الأمر ليس بعيداً كما نتصور أو نتخيل، ويجب أن يكون هناك دور كبير لمجلس التعاون الخليجي، ويجب أن نقدم جميعاً يد العون والمساعدة والخبرة لإخواننا في قطر، حتى نقدم أيضاً نموذجاً جديداً في كيفية التعاون وتضافر الجهود. لقد أسعدنا فوز قطر بتنظيم المونديال، متفوقة على دول كبرى في العالم، وهذا دليل على أن منطقة الخليج تحقق أحلامها بشكل متواصل، وتسير على الطريق الذي رسمته لنفسها، وتستمر في تحقيق المعجزات، كتجربة بشرية سوف يرصدها التاريخ الإنساني. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية