أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول التوصل إلى اتفاق بعد مفاوضات شاقة بين الحزبين المتنافسين الجمهوري والديمقراطي يسمح باستمرار العمل لمدة عامين آخرين بقانون خفض الضرائب الذي يعود إلىحقبة الرئيس السابق جورج بوش. وقال أوباما إنه “لم يكن يرغب” في السماح “بالاحتمال المخيف” برفع قيمة الضرائب في يناير على الطبقة الوسطى كما هدد المعارضون الجمهوريون في حال لم يحصلوا على اتفاق ينص على إعفاءات ضريبية للأغنياء أيضاً. وأراد الديمقراطيون تمديد خفض الضرائب فقط للعائلات التي يصل دخلها السنوي إلى 250 ألف دولار أو أقل، بينما أكد الجمهوريون رغبتهم في تمديد قرار خفض الضرائب ليشمل كافة أصحاب الدخول. وجرى التوصل إلى الاتفاق بعد مفاوضات شاقة خاضها أوباما مع قادة الكونجرس. ووفقاً للاتفاق الذي يستمر عامين فسيجري تمديد إعانات البطالة لمليوني شخص كان من المقرر وقفها نهاية ديسمبر الجاري.
واثارت تسويات أوباما مع الجمهوريين ولا سيما في موضوع الاعفاءات الضريبية انتقادات قاسية بحق الرئيس الأميركي الحالي في صفوف معسكره وكشفت عن ضعفه مع تقلص هامش المناورة الذي يملكه.
واعتبر بعض الديموقراطيين موقف أوباما بشأن الإعفاءات الضريبية استسلاماً، وأعربوا عن معارضتهم له. وقال نائب نيويورك انتوني وينر “لماذا علينا أن نكون دوماً في موقف الدفاع؟ فلنتواجه في الميدان”، وذلك بعد تسرب بعض تفاصيل الاتفاق. واعتبر السناتور المستقل عن فرمونت بيرني ساندرز الذي يعتبر يسارياً أن تمديد الاعفاءات الضريبية “كارثة كبرى واهانة إلى أكثرية واسعة من الأميركيين”، فيما تلا رئيس الأكثرية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد بياناً بارداً اكتفى بسرد الوقائع. وأثار اقتراح أوباما في 30 نوفمبر تجميد رواتب الوظائف الرسمية الفيدرالية استياء اليسار الديموقراطي بسبب مغزاه الرمزي حيال وضع المالية العامة. ومهد اوباما الطريق أمس الأول عبر الاقرار بأنه لن يحقق “100%” مما يرغب بعد تأكيده في الأسابيع الأخيرة أنه لن يجيز للأكثر ثراء بمواصلة الاستفادة من من اعفاءات تفاقم عجز الموازنة الحاد أصلاً.
وقال المحلل السياسي جيفري كوهين من جامعة “فوردام”: “أحد الأسباب التي ينبغي من أجلها أن يحصل أوباما بأي شكل كان (على تمديد) المساعدات الضريبية للطبقة الوسطى ومساعدات البطالة هو أن هؤلاء يمثلون شريحة محورية لانعاش الاقتصاد”. لكن هذا لا ينفي وجود حسابات سياسية في المعادلة. ففرص اعادة انتخاب أوباما عام 2012 ستعزز مع انتعاش الاقتصاد وكل شهر يشهد تحسناً يحدث فرقاً، بحسب كوهين.
لكن أوباما، الذي شهد باعترافه “ضربة” في انتخابات الثاني من نوفمبر، بات يحرز نسبة شعبية أدنى من 50%، إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة في نوفمبر، ما يجعله رئيساً ضعيفاً اليوم، بحسب المحلل.
عدد اليوم
