السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مصورون يستلهمون روح المكان وجمالياته عبر الثراء الجغرافي والتراث

مصورون يستلهمون روح المكان وجمالياته عبر الثراء الجغرافي والتراث
8 سبتمبر 2013 23:53
يقدم المصورون المشاركون في المعرض الفوتوغرافي “الشارقة وجهة نظر” المقام حاليا في الشارقة أكثر من 100 عمل فوتوغرافي تعكس وتترجم من حيث الرهان روح وجاذبية المكان، ووجهات النظر الخاصة التي تقرأ وبمستويات عمودية وأفقية الغني والثراء الجغرافي والتراثي والبشري في إمارة الشارقة، ومن ثم توثيق هذه الرؤى الذاتية المتعددة في إطار فني يتقاطع مع التجاذبات والتأويلات المتحررة من الانطباع اللحظي أو الأحادي، وهى رؤى تنطق أيضاً بأهمية وتأثير الصورة الفوتوغرافية الثابتة في إطار إيحائي متحرك داخل الفضاء التشكيلي الباذخ للفنون المعاصرة. وكانت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون افتتحت مساء أمس الأول في المباني الفنية للمؤسسة في منطقة الشارقة القديمة، بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بالإضافة إلى حشد من الفنانين والإعلاميين معرض “الشارقة وجهة نظر” الذي احتضن مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية لمصورين هواة ومحترفين من الإمارات ومن الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في الدولة. وفي تصريح خاص “للاتحاد” قالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي إن معرض: “الشارقة وجهة نظر” يمثل مناسبة مهمة للتفاعل المعرفي والبصري والثقافي عموما بين الفنانين الإماراتيين والآخرين المقيمين في إمارة الشارقة والذين قدموا انطباعات مميزة وقراءات فنية متنوعة للمكان من خلال الكاميرا الفوتوغرافية” وأكدت حور القاسمي على أن المعرض يحتفي عموما بأعمال المصورين المحترفين ولكنه لم يغفل في الوقت ذاته المصورين الهواة من أجل تشجيعهم وإشراكهم في العملية الإبداعية التفاعلية التي تدعمها وتحتضنها مؤسسة الفنون بالشارقة. وأضافت “إن المعرض في سياق هذا التوجه المحفز للمواهب الشابة احتضن أعمالا فوتوغرافية لفنانة صغيرة في التاسعة من عمرها، واستطاع أن يستقطب أكثر من 100 لوحة، قدمها فنانون ينتمون لواحدة وأربعين دولة، وهو مؤشر مهم على المشاركة الواسعة والملحوظة من المصورين الذين جذبهم التنوع الجغرافي والعمراني والسكاني سواء في قلب مدينة الشارقة الحديثة أو في مناطقها القديمة، وصولا إلى المنطقة الوسطى وامتدادا إلى المنطقة الشرقية التابعة للإمارة مثل خورفكان وكلباء ودبا الحصن”. وعن انطباعات الجمهور والزوار حول هذا إقامة هذا الحدث الفني المهم من الناحية التوثيقية والجمالية، أشارت حور القاسمي إلى أن تفاعل الحضور مع أعمال المعرض كان جليّا وملحوظا ويعكس طموح ورغبة مؤسسة الشارقة للفنون في تنظيم المعارض والمناسبات الفنية المعبرة عن الشوط الكبير والمتقدم الذي قطعته المؤسسة حتى الآن وخصوصا فيما يتعلق باستقطابها واحتضانها للطاقات الخلّاقة والأفكار المبتكرة التي تدفع بعجلة الإبداع الفني إلى مزيد من التسارع التوهج والتألق في المستقبل. يشار إلى أن معرض “الشارقة وجهة نظر” يهدف إلى إلقاء الضوء على إمارة الشارقة والمناطق التابعة لها وبمستويات فنية متعددة من خلال عرض لصور فوتوغرافية للإمارة قدمها مشاركون من مختلف الجنسيات تم اختيار أعمالهم بعد دعوة للمصوّرين الفوتوغرافيين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة طرحت في مطلع صيف 2013، وتم انتقاء المشاركين بناءً على مدى تقاطع الصور مع مفهوم المعرض الذي يختزل إمارة الشارقة بعيون سكانها وزائريها. وتقدم للمشاركة في المعرض مصورون هواة ومحترفون، وتم اختيار الصور المشاركة من قبل لجنة على مرحلتين. لتكون إمارة الشارقة هي محور هذا المعرض بعيون ناظريها مما يتماشى مع مسيرة الشارقة الثقافية والفنية. كما يسعى هذا المعرض ليكون منصة للمصورين الشباب لتقديم أعمالهم مما يحفز ويطور الإبداع والفن في المنطقة. وحسب مدونة المعرض التي وردت بها كلمة الشيخة حور بنت محمد القاسمي فإن هذا الحدث الفني بأطيافه البصرية الواسعة يعد واحداً من مبادرات مؤسسة الشارقة للفنون التي ينصب تركيزها على البرامج العامة والتواصل مع المجتمع. وتعمل على تحفيز المقيمين والعاملين في الإمارات على المشاركة بالأنشطة والبرامج التي تقدمها المؤسسة للوصول إلى مستوى عالٍ من الترابط مع الحياة الثقافية لدولة الإمارات”. وأوضحت كلمة رئيسة المؤسسة أن المعرض يضع أمام المشاهد مختارات واسعة تمثل ردودا لدعوة المشاركة للفنانين المرشحين، وأن الأعمال التي يتضمنها المعرض هي أعمال لمصورين وفنانين محترفين، إلى جانب أعمال قدمها بعض الشغوفين والمهتمين بفن التصوير الضوئي ونقل جوانب مما تملكه إمارة الشارقة من نهج متنوع للحياة الطبيعية والثقافية فيها والذي انعكس على هذا الزخم والحماس والإقبال على التصوير الفوتوغرافي كوسيط فني يقدم للمجتمع والجمهور الفني صورا توازي رغبتهم في البحث الدائم داخل الأمكنة التي ينتمون إليها وتعطيهم فرصة للاستمتاع والتأمل. كما تبع افتتاح معرض الشارقة وجهة نظر عرضاً لفيلم “أمل” للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، كموضوع بصري واشتغال سينمائي يتناغم مع ثيمة المعرض، حيث تقدم الغانم في هذا الفيلم التسجيلي الحائز على الكثير من الجوائز والإشادات النقدية في المهرجانات السينمائية المحلية والخارجية، نصا سرديا شيقا وشائكا حول اللحظات الآسرة والتحديات المرهقة التي لاحقت الفنانة المسرحية السورية المتعددة المواهب (أمل حويجة) أثناء إقامتها في الإمارات وتوقها إلى الخلاص والحرية وسط ظروف طيّعة وهانئة، وأخرى معاكسة وشرسة عززتها مأساة الحرب الأهلية في بلدها وتداعيات هذا المنعطف الوجودي الخطر على ما تبقى من فرح وأمل في ذاكرتها البعيدة والتي باتت تمثل هنا ما يشبه “البورتريه” الممزق لإبداع لاهث ومنقطع النفس، وشاخص بانكسار في البؤرة المظلمة للمجهول.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©