السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أكراد سوريا في كردستان العراق

8 سبتمبر 2013 23:27
قبل ثلاثة أسابيع فحسب لم يكن على أطراف بلدة صغيرة بالقرب من أربيل، عاصمة الإقليم الكردي العراقي، إلا منطقة جرداء، أما الآن فيترامى فيها مخيم كاورجوسك للاجئين السوريين الأكراد ويرتفع الغبار ليستقر فوق الخيام عندما تشق السيارات الطرق الترابية في المخيم. في وقت متأخر من فترة ما بعد الظهيرة يوم 15 أغسطس، تلقى رزجار مصطفى رئيس بلدية منطقة خبات التي تبعد 12 ميلاً غربي أربيل، مكالمة هاتفية من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وطُلب منه أن يستعد لوصول نحو خمسة آلاف لاجئ سوري معظمهم من الأكراد في غضون ثلاث ساعات. فقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية، تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين عبر الحدود الشمالية للعراق مع سوريا. وتجمع اللاجئون في بداية الأمر فوق الحدود تقريباً، لكن لم يكن في طريقهم إلا القليل من الطعام والمأوى، لذا أحضرتهم منظمة الهجرة الدولية بالتنسيق مع الحكومة الكردية الإقليمية إلى المخيم بحافلات أو انتقلوا هم أنفسهم جنوباً بمركباتهم الخاصة. ومنذ ذاك الحين، أصبح المخيم مأوى لنحو 15 ألف لاجئ سوري، بالإضافة إلى خمسة آلاف لاجئ نُقلوا إلى مخيم بالقرب من السليمانية، ثاني أكبر مدن كردستان. وقال مصطفى: «لأن هذه كانت حالة طوارئ، اضطررنا للعمل سريعاً. الجيد هنا أن المكان قريب من الخدمات، لذا يمكننا أن نأوي عدداً كبيراً من الناس في هذا المكان». وبالعمل المستمر على مدار الساعة، استطاعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بناء شبكة خيام مع وصول اللاجئين في غضون ثلاثة أيام. وقال يوسف محمود، المتحدث باسم المفوضية في أربيل، «كنا نعمل ليل نهار مع الحكومة الكردية الإقليمية والشرطة المحلية لإقامة الخيام وإعداد كل شيء. وساعدت الشرطة المحلية المفوضية في إقامة الخيام واستقبال الوافدين الجدد... استطعنا أن ننجز هذا سريعاً لأننا حصلنا على دعم جيد من الحكومة الكردية». واستغرق الأمر ثلاثة أيام تقريباً لإقامة الخيام. وقال محمود إنهم شاهدوا «مئات السيارات تنقل اللاجئين» وهم يعملون في إعداد المخيم. ويعيش 1.3 مليون نسمة تقريباً في محافظة أربيل في أكثر المناطق كثافة سكانية في كردستان العراق. وساعد توافر موارد الحكومة الكردية وتمركز المنظمات الدولية في أربيل على تلبية حاجات اللاجئين بسرعة أكبر. وقال كثير من اللاجئين في المخيم إن وضعهم كأقلية كردية يعني أنهم مستهدفون من الثوريين والميليشيات الإسلامية، حتى في المنطقة الكردية في سوريا. وساعدت اللغة والروابط الثقافية بالإقليم الكردي في العراق على سهولة استيعاب ومساعدة هؤلاء اللاجئين. وقال محمود إن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) يقيم مدرسة للأطفال ومركزاً صحياً في المخيم لإدراكه أن سكان المخيم قد يقيمون لفترة طويلة. وقال إنه من الصعب إحصاء عدد المقيمين في المخيم بسبب صعوبة الحصر الدقيق لأفراد الأسر، وإن بعض التقديرات تقول إن عدد لاجئي المخيم يبلغ نحو 15 ألفاً. ويتمتع المخيم بالكهرباء لتشغيل مكيفات الهواء في معظم الخيام، وأقام بعض اللاجئين متاجر صغيرة داخل المخيم. وقال مصطفى سيبان، وهو كردي فر من دمشق في يونيو، إنه حصل على «إذن خروج لبضع ساعات ليذهب للبلدة كي يشتري إمدادات»، مثل السجائر والحلوى والماء والعصائر التي يبيعها لأقرانه من اللاجئين. وحركة البيع راكدة، لأنه كما يقول: «الأموال لا تخرج من الجيوب بسهولة». ولا تتوقع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يهدأ تيار التدفق. ويقول محمود «الوضع لا يبدو أفضل حالاً في سوريا مع ظهور مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية، لذا فتوقعاتنا أنه سوف يتدفق المزيد». وأضاف أنه مع الجدل هذا الأسبوع في أوروبا والولايات المتحدة بشأن الوضع في سوريا وضربة عسكرية محتملة «سوف تكون لدينا خطة طوارئ لما سنفعله إذا عبر المزيد من الأشخاص الحدود. هناك تحذيرات من وقوع ضربات، لذا نحن مستعدون لأسوأ الاحتمالات». وكان من المزمع في بداية الأمر أن يكون مخيم كاورجوسك مؤقتاً، لكن الحكومة الكردية الإقليمية والمفوضية العليا للاجئين أعلنتا أن المخيم سيبقى ما دامت هناك حاجة إليه. وقال محمود: «سيبقى المخيم قائماً طالما أن اللاجئين يحتاجونه، فأنت ترى ما يحدث في سوريا، الأمور لا تتحسن». مايكل لونجو أربيل- العراق ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©