الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران وأميركا: مواقف تتقاطع في سوريا!

إيران وأميركا: مواقف تتقاطع في سوريا!
8 سبتمبر 2013 23:25
قد تختلف إيران وأميركا حول العديد من القضايا المرتبطة بالموضوع السوري، لكن رغم هذه الخلافات الاستراتيجية العميقة والمستحكمة بينهما، تجد إيران نفسها متفقة مع الولايات المتحدة بشأن الحاجة إلى احتواء كتائب الجهاديين السنة الذين يحاربون نظام الأسد. وفيما يعكف أوباما على حشد التأييد الدولي لتوجيه ضربة ضد سوريا، على خلفية المزاعم الأميركية باستخدام النظام للسلاح الكيماوي في قصف السكان المدنيين، تحاول إيران من جهتها إقناع الولايات المتحدة بالتخلي عن هذه الفكرة، محذرةً من أن ضرب سوريا سيصب في مصلحة «القاعدة». بل إن طهران اتهمت المسلحين المتشددين بامتلاك أسلحة كيماوية، حيث قال وزير خارجيتها في تصريح لإحدى وسائل الإعلام الإيرانية يوم الأحد الماضي إن بلاده أخبرت الولايات المتحدة قبل تسعة أشهر بأن الراديكاليين تلقوا أسلحة كيماوية مصنوعة يدوياً، بما فيها غاز السارين. ويبدو أن الخط الإيراني الرسمي ينسجم مع الرواية الروسية التي تقول إن الجهاديين هم من يقفون وراء الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وذلك في محاولة لإقحام أميركا في الحرب وجرها للقتال إلى جانبهم. وبينما التزمت إيران بمواقفها المساندة لسوريا والتي تعود إلى عقود من التحالف والمصالح المشتركة، تصر أميركا على أن أي حل للمعضلة السورية يجب أن يبدأ بتنحي الأسد. إلا أنه رغم هذا الاختلاف في الرؤى، أدى الحضور المتصاعد للمقاتلين السنة وعناصر «القاعدة» في الصراع السوري إلى إثارة مخاوف البلدين معاً. كما أن تحذيرات إيران بأن قصف سوريا يعزز مكانة الجهاديين في الصراع، يعكس إلى حد كبير هواجس الساسة الأميركيين. وعن هذا الموضوع يقول محمد علي الشهباني من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن، «ليست سوريا بالمعادلة الصفرية بالنسبة لإيران والولايات المتحدة، فالطرفان معاً لهما عدو مشترك، تماماً كما كان عليه الحال عام 2001 عندما حارب البلدان «القاعدة»، مشيراً إلى «المفارقة المتمثلة في دعم إيران لنظام البعث السوري المتهم بتسميم شعبه بالغاز على شاكلة ما فعل صدّام في الثمانينيات عندما كانت تدعمه أميركا». ومع أن إيران أكدت مراراً رفضها استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، ومن جميع الأطراف، بالنظر إلى تجربتها المريرة مع الغازات التي استخدمها صدّام ضد قواتها في الثمانينيات، فإنها تنظر إلى سوريا باعتبارها مكسباً استراتيجياً يصعب التخلي عنه، لما تشكله من جسر لعبور إمداداتها لـ«حزب الله» ويقربها من جبهة الصراع العربي الإسرائيلي، كما أن سوريا تشكل مع إيران «محور الممانعة» ضد الولايات المتحدة والنفوذ الإسرائيلي. وتسعى إيران أيضاً من خلال تحذيراتها لأميركا من مساعدة المقاتلين السنة المتطرفين إلى صرف انتباه واشنطن عن قضايا أخرى عالقة بين البلدين، أهمها الملف النووي الإيراني. وفي سياق الاعتراضات الإيرانية، قال خامنئي، يوم الخميس الماضي، «نعتقد أن الأميركيين يرتكبون خطأ كبيراً في سوريا، وهم سيتحملون العبء الأثقل لهذا التدخل»، واصفاً الوجود الأميركي والغربي في الإقليم بأنه ذو طابع «عدائي وهدفه القضاء على المقاومة». ولم يقتصر الرفض الإيراني على القيادة السياسية، بل امتد أيضاً إلى النخبة العسكرية، حيث حذّر قادة الحرس الثوري من التدخل العسكري في سوريا، وهو ما أكده مراراً قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، من أن إيران ستدعم سوريا «حتى النهاية». وحسب ما نقلته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية على لسانه، قال سليماني: «في الحالة السورية، هناك دول أجنية وإقليمية تدعو إلى إسقاط النظام في دمشق، وهي تعتبر القاعدة أفضل من الأسد». وقد جاءت التحذيرات الإيرانية في ظل التقارير التي تناقلتها الصحف الأميركية مؤخراً من أن أوباما وجه تعليمات إلى البنتاجون لتوسيع قائمة الأهداف في سوريا، وهو ما أفاد به تقرير في «نيويورك تايمز» قال إن البيت الأبيض «يتجه إلى القيام بعمل عسكري قد يؤدي إلى تغيير موازين القوة على الساحة السورية». لكن أوباما رد على التقرير من سان بطرسبورج، ناعتاً ما جاء فيه بـ«غير الدقيق». وقد نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم أن الاستخبارات اعترضت أوامر أصدرها سليماني إلى الميليشيات الشيعية في العراق لاستهداف السفارة الأميركية في بغداد ومصالح أميركية أخرى إذا ما تعرضت سوريا للهجوم. إلا أن إيران سارعت لنفي هذه الاتهامات، حيث قال أحد المحللين من طهران: «بالقطع تملك إيران القدرة على التخريب، لكنها لا تلجأ إلى هذا الأسلوب في الحالات المشابهة، فحتى إذا ردت على إيران التدخل فلن يكون ذلك على غرار ما قامت به في العراق». ويُذكر أنه عندما كان المسؤولون الأميركيون يعرضون وجهة نظرهم أمام الكونجرس في جلسات الاستماع ويدافعون عن قرار التدخل في سوريا، كانت إيران حاضرة بقوة في نقاشاتهم، لاسيما بالنظر إلى الرسالة التي ستصل قادة طهران إن تغاضت أميركا عن مسألة استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وهو ما أشار إليه كيري عندما قال: «أستطيع أن أؤكد لكم أن إيران تأمل أن تصرف أميركا انتباهها عن موضوع السلاح الكيماوي». لكن وفي المقابل لم يفت المشرعين الأميركيين وهم يناقشون الموضوع السوري في الكونجرس التعبير عن مخاوفهم إزاء تنامي قوة الجهاديين في صفوف المعارضة السورية، لاسيما عندما وجه القرضاوي دعوته لكل المسلمين السنة القادرين على القتال للجهاد في سوريا ضد نظام الأسد. سكوت بيترسون إسطنبول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©