الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قصر السراب» قرية سياحية تتألق في صحراء الربع الخالي وتجاور النجوم

«قصر السراب» قرية سياحية تتألق في صحراء الربع الخالي وتجاور النجوم
7 ديسمبر 2010 20:03
ليست الرحلات السياحية التي يحلم بها عشاق المغامرة مجرد أيام وتمضي. ولا هي برامج عابرة مرتبطة بمتعة مؤقتة، وإنما تذكارات مدموغة وأسفار تستريح عندها النفس. وغالبا ما يتحقق ذلك في المنتجعات البعيدة الساكنة من كل شيء إلا من صخب الطبيعة التي لا تكف عن النطق بعظمة الخالق. وأبوظبي المتجددة دائما، كانت السباقة في المنطقة وتنبهت لتشييد معلم سياحي بحجم قرية تراثية توفر مفردات الإقامة الفخمة في صميم العمارة المحلية. هو منتجع “قصر السراب” الذي يشمخ بمنشآته التقليدية خلف كثبان صحراء ليوا. صرح ينقل زواره إلى بساط من الأصالة العربية وسط تشكلات الرمال الكريستالية، ومشاهد ذهبية يطلق عليها اسم “ورود الرمل” التي تزين الصحراء الأضخم في العالم. على بعد 260 كيلومتراً من العاصمة أبوظبي يقع “قصر السراب” الذي يستغرق الوصول اليه ساعتين بالسيارة عبر طريق حميم التي تفصلها عنه 7 كيلومترات. المنتجع الذي يشكل ملاذاً فريداً في بيئة نضرة، لا يكتفي بعرض النواحي الأصيلة لحياة الصحراء بل يلتزم كذلك بإرث المنطقة وثقافتها. أما طابعه المعماري الذي تكمله الألوان الترابية بتناغم دافئ، فهو مستوحى من الحصون القديمة لدولة الإمارات. ويعكس التقاليد العريقة والتراث الغني للبلاد، كما يتشارك في جزء من التاريخ مع العالم المعاصر ويرسل لمحة أصيلة باتجاه الأجيال التي اختبرت حياة الصحراء. وقد أظهرت البحوث وجود شكل من الحياة البشرية في المنطقة المحيطة بالمنتجع قبل نحو 9 آلاف عام. عند دخول البهو الرئيسي للقصر، أول ما يلفتك “الليوان”، أي المجلس بالمفهوم المحلي والذي تم تأثيثه بشكل راق يجمع بين أدوات التراث والفخامة. المكان الدافئ يتوزع على 3 صالات، ويقدم أنواع التمور والشاي والقهوة الشرق أوسطية في أجواء يعمها الهدوء الصحراوي وسكينته. وركن الجلوس هذا يأتي من عادة قديمة ناشئة من الروابط الثقافية التي تعكس تقليداً اجتماعيا، حيث كان رجال القبيلة يجتمعون لمناقشة الاهتمامات المشتركة. وينفرد “الليوان” بفكرة استثنائية عبر مكتبته الغنية بالكتب، والتي تتيح للنزلاء فرصة قيمة لمطالعة المجلدات التي تسرد تاريخ منطقة ليوا والربع الخالي. منشآت طينية يضم “قصر السراب”، الذي تديره المجموعة الآسيوية “أنانتارا للمنتجعات والنوادي الصحية”، 154 غرفة منفردة في منشآت طينية مبنية على الطراز القديم وبارتفاع منخفض لا يتعدى الطابقين. ويشمل المجمع التراثي 52 فيلا فاخرة تستوعب حتى 3 غرف مع ملحقاتها، بينها 10 فلل ملكية تستحوذ على مطلات مترامية تحقق الخصوصية المطلوبة. وهي أشبه بقصور صغيرة تتوافر في كل منها برك السباحة الخاصة والشرفات الخارجية. غرف الضيوف الأشبه عن بعد ببيوت متناثرة ومتلاصقة على مساحات شاسعة، مصممة بإيحاء من الأكواخ الرملية البسيطة التي تلجأ إلى تقنية “الباراستي” في بناء الأسقف الخشبية. وهي تبرز التفاصيل الدقيقة مع المشربية التقليدية التي تشكل جزءاً بارزاً من الديكور. التنقل في سيارات “الباجي” ضمن واحة من الرمال متعة حقيقية بين وحدات المنتجع المشيد في قلب الصحراء على ارتفاعات متباينة. والمشي سيرا على الأقدام نزولا وصعودا عبر الدرجات الموزعة في كل صوب، يمنح الشعور بمصداقية العيش في البيئة التقليدية للمجتمعات العربية. أما صوت المياه الجارية على شكل شلالات وسواق تظللها أشجار النخيل من أعلى الى أسفل، فهي رفيقة المتنقلين ما بين الغرف ومرافق المنتجع المزروعة وردا. ومع خلفية الكثبان الرملية المحيطة بالمكان، فإن المشهد الجامع لأجمل الألوان يستوقف السياح عند كل خطوة لالتقاط الصور عن رحلة لا تنسى. رياضات السفاري زيارة “قصر السراب” - الذي يمتد على 2 كيلومتر مربع - تتعدى المعنى التقليدي للسياحة، وهي تدخل في عمق استكشاف البيئة الصحراوية. ويشمل المنتجع مركزاً للأنشطة التقليدية الملائمة لطبيعة الموقع، يتيح للضيوف في فترتي ما قبل شروق الشمس وما قبل الغروب التمتع برياضات السفاري الموزعة على 5 برامج. عبور الصحارى على متن سيارات الدفع الرباعي والاهتداء بالنجوم، وركوب الهجن، ورحلات المشي في أرجاء صحراء ليوا، والصيد بالصقور والرماية بالقوس. وهناك تذكروا مع عبور المساحات الرملية المتموجة برفقة دليل متمرس أن تستفسروا أكثر عن تاريخ المنطقة. ومتعوا أنظاركم بالحياة البرية العربية في موئلها اليومي من خلال المحمية الطبيعية التي تمتد على مساحة شاسعة. واستفيدوا من إقامتكم في أحضان الصحراء بتخصيص وقت من أمسياتكم لقضائها ببساطة على أي تلة رملية تختارونها. وتأملوا في سكون الليل السماء المزدانة بالنجوم من أي نقطة على الكثبان الحمراء. وبعد قضاء اليوم بمختلف الرياضات يكون من المفيد إطلاق العنان مجددا للشعور بأقصى درجات الرفاهية والاستجمام عبر التوجه إلى المنتجع الصحي للقصر المشيد في منطقة زاخرة بالثقافة والتراث. حيث يتألق “أنانتارا سبا” بتصميمه الراقي الذي يعكس الأصالة الشرق أوسطية في زمن الحمامات الشهيرة، والتي كانت تستخدم فيها الزيوت الطبيعية الخاصة والصابون، وهي تقليد قديم جداً تشتهر به المنطقة. يعكس الديكور الداخلي للمكان إطار المنتجع الصحراوي ويجسد العناصر الطبيعية مثل الماء والخشب والحجر. ويقدم “السبا” العلاجات الطبيعية الغنية للوجه والجسم، والتي تعكس الطرق العربية التقليدية الممزوجة بطابع تايلندي. وترتكز هذه العلاجات على أبرز العناصر الطبيعية التي تشتهر بها المنطقة من التمور إلى الرمال والعسل والزيتون. ويدعوكم علاج “الحمام الملكي” إلى اكتشاف التقاليد القديمة التي كانت تستخدم لعلاج الجسم والعقل. ويضم المنتجع الصحي 5 غرف للعلاج صممت بإيحاء من التقاليد العربية حيث لوحة الألوان تروي قصصا عن الطبيعة الغنية بالرمال. أما النادي الصحي للمنتجع والمطل على لوحة من التلال الذهبية، فيشتمل على أحدث الآلات وكذلك يضم استوديو “إيروبيك” وغرفة لليوجا وقاعة لتمارين القلب. ويتوفر بالقرب منه ناد للأطفال فيه مختلف وسائل اللعب والترفيه في بيئة آمنة. خيمة بدوية عند موعد العشاء، لابد من زيارة الخيمة البدوية التي تنقلكم إلى التراث المحلي العريق حيث الطعام والترفيه يشكلان لوحة فنية مترفة. وأشهى ما يقدم هناك أطباق الطاجن المتبل بالفاكهة وأصناف الكباب والأطباق المحلية التي يتم إعدادها بشكل تقليدي مباشرة على لهب النيران. وتشكل الخيمة المستوحاة من الحياة البدوية مسرحاً خلاباً وسط الكثبان الرملية الشاسعة. وكم يطيب هناك ارتشاف القهوة العربية مع تأمل روعة الصحراء حتى ساعات الصباح الأولى. أما مطعم الواحة الذي يوفر مائدة البوفيه على الوجبات الثلاث، فهو ينفرد بمناظر خلابة تطل على حوض السباحة. ويقدم محطات للطبخ الفوري لأطباق شرق أوسطية وعالمية بنكهة إماراتية ومجموعة مختارة من الأطباق البدوية، منها لحم الحمل المشوي المتبل بالأعشاب. ويستمر الانتباه الى أدق التفاصيل في تجربة لا تقل رخاء، مع مطعم “سهيل” الذي يعني اسمه النجم المذهب. ويقدم أشهى أنواع ثمار البحر على شرفة كاشفة للتلال الغزيرة، حيث يطيب العشاء تحت النجوم. وهو يوفر مجموعة منوعة من عروض الأداء المحلية والعالمية. ويقع مطعم “غدير” في منطقة حوض السباحة مشكلا بتصميمه البسيط واحة صحراوية جميلة. ويقدم خلال النهار قائمة من المثلجات المنعشة والوجبات الخفيفة. وعند المساء، تضاء فيه النيران داخل المشاعل لتنير عتمة الصحراء حيث يقدم العشاء على ضوء الشموع. دراسات وأبحاث كثيرة تطلبها تشييد هذه القرية السياحية المتوهجة بالإرث المحلي، والتي باتت منذ افتتاحها قبل عام عنوانا لتفرد إمارة أبوظبي بميزة الضيافة. فقد أمضى فريق شركة “نورثبوينت” بالتعاون مع مطور المشروع “شركة التطوير والاستثمار السياحي” أشهراً طويلة لولوج أعماق إرث الإمارات العربية المتحدة ودراسة تراثها وفنها المعماري. واستندت التقارير على حياة البدو المحليين الذين عاشوا في أبوظبي القديمة، لإنشاء هذا الصرح المعماري كمرآة للحصون العربية التاريخية. وتمت دراسة المبنى التقليدي في منطقة البستكية بدبي، والحصن الشرقي الواقع قرب متحف العين، فضلاً عن الجوامع والأسواق والمتاحف المنتشرة في الدولة. وهكذا امتزجت هذه الخلطة لتقدم مستوى فائقا من الدقة والانسجام الثقافي في مختلف أجزاء المنتجع. ولا يقتصر المشهد التقليدي على التصميمات الخارجية للمنتجع، وإنما ينتقل بالإبداع نفسه إلى الداخل حيث الديكورات تعيد رسم الجمال العربي الريفي المتناغم مع الرفاهية العصرية البسيطة. وتتوزع في أروقة القصر وقاعاته نحو 2500 تحفة فنية معلقة على الجدران ومعروضة كجزء من الأثاث. جمعها الرحالة والتجار القدماء الذين سافروا عبر الطريق التجارية القديمة من الشارقة مروراً بالعين وأبوظبي وصولاً إلى عمان واليمن، بحثاً عن الروائع الثقافية. وكان “قصر السراب” منتجع الصحراء فاز قريبا بـ3 جوائز تقديراً لتصميماته وهندسته المعمارية المميزة في حفل جوائز العقارات العربية الذي أقيم في العاصمة الإماراتية. وحصد القصر جائزة الهندسة المعمارية “الترفيه والضيافة” على المستوى الإقليمي، ونال جائزة “أفضل بناء وتصميم فندقي”، وقد منح تصنيف “5 نجوم” عن أفضل تصميم داخلي. مياه بلا حدود “قصر السراب” تديره مجموعة “أنانتارا” ومقرها الرئيسي في تايلاند. وكلمة “أنانتارا” أصلها سنسكريتي قديم وتعني “مياها بلا حدود”، مما يرمز إلى أن تشاطر المياه وحسن الضيافة هما الركيزتان اللتان تنطلق منهما منتجعاتها. وكانت جرت العادة لدى الناس في شتى أنحاء تايلاند منذ قرون أن يتركوا جرة ماء خارج منازلهم لإرواء عطش عابري السبيل والترحيب بهم. المها العربية يعتبر المنتجع مكاناً مثالياً لمشاهدة بعض الحيوانات البرية النادرة مثل المها العربية وغزال الريم والأرنب الوحشي. وتمتد على مساحة شاسعة منه محمية طبيعية فائقة الجمال. الربع الخالي يقع منتجع “قصر السراب” في منطقة ليوا بصحراء الربع الخالي أكبر صحارى العالم مساحة، والتي تشتهر بأعلى الكثبان الرملية وأجملها. وقد صممت المنتجع وطورته شركة “التطوير والاستثمار السياحي”، بحيث يعكس التاريخ والتقاليد الإماراتية العريقة في المنطقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©