الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فرانكفورت» عنوان مثالي لزيارة الماضي في أجواء عصرية

«فرانكفورت» عنوان مثالي لزيارة الماضي في أجواء عصرية
7 ديسمبر 2010 20:02
يعتقد الكثيرون أن فرانكفورت مدينة لا تنسجم مع المفهوم السياحي، لأن الطابع المصرفي هو الغالب عليها. غير أن من يزورها برفقة دليل يأخذه في رحلة بين جنباتها، يغير بالتأكيد انطباعه عنها. فشوارعها المزروعة خضرة تفتح شهية المشي في ظلالها. ومبانيها المتداخلة في تناقضات تجمع بين العمارة التقليدية والبناء الحديث تروي أكثر من قصة عن مكان تسكنه الحضارة. يقال إن فرانكفورت قلبها ينبض على وقع أقدام الزوار المتوافدين إليها من كافة أرجاء العالم. ويولد هذا التشبيه الدقيق من مشهد السياح الذين لا ينقطعون عنها على مدار الفصول وهم يمثلون جزءاً أساسيا من صورتها. حركة ضاجة بالحياة تسللت إلينا بمجرد الوصول إلى مركز العاصمة المالية لألمانيا، أو كما يطلق عليها “فرانكفورت أم ماين”. وبمجرد أن اعتلينا تلك المعابر التي تصل بين ضفتي نهر الماين، حتى شعرنا برغبة في اكتشاف المزيد من جماليات فرانكفورت. تركنا نظرنا يسرح مع زرقة المياه التي تعكس خيالات المباني، وأخذنا نتلفت في محيط المكان الذي مرت عليه أزمنة ولم تغير ملامحه الحروب. العمارات هناك، صامدة كما الجبال، لا يحرك ساكنها طارئ ولا يكدر صفوها أي جديد. تجدها مسمرة من عوامل الزمن ومبتلة من رذاذ المطر السخي، ومع ذلك مشعة دائما. وهي مصدر جذب ينافس كبريات العمارات الحديثة التي ترتفع وسط المدينة العصرية، لما تعكسه من فنون حية تتخذ الطابع الأثري. ناطحات السحاب كما تنتشر العمارات التقليدية في الأروقة، تشتهر فرانكفورت بناطحات السحاب التي ترسم الوجه الحضاري للمدينة المواكبة للعصر والباحثة دوما عن التطور. ويظهر ذلك بالنظر إلى المدينة من إحدى منصات المشاهدة التي تكشف سحر الشوارع المتوهجة من أعلى. ويعتبر “برج الماين” الذي يرتفع حتى 200 متر، من أفضل المواقع السياحية المطلة على صورة الحياة الحقيقية لفرانكفورت. يقع داخله مقر المصرف الوطني، وهو ناطحة السحاب الوحيدة التي تكون مفتوحة أمام الجمهور على مدار العام. ويحتفظ بأجمل المناظر الرومانسية للمدينة وضواحيها، ولاسيما في أمسيات الصيف، حيث ستكون قادراً على مشاهدة المنطقة بأسرها، بما في ذلك إقلاع الطائرات وهبوطها في مطار فرانكفورت الدولي. درب القياصرة نبدأ جولتنا مشيا في الزقاق الضيق الذي يمر وسط المباني الحديثة المؤدية إلى ميدان “رومربيرج”. وننظر عن اليمين إلى “المبنى الحجري” المشيد عام 1464 من “الصخور والأسوار”. وهو من المباني الصلبة القليلة المتبقية من “الطراز القوطي” الذي يشبه القلاع. نتابع النزهة الاستكشافية على الدرب نفسها التي كان يعبرها القياصرة بعد تتويجهم، ونتجه إلى “حديقة الآثار” حيث يمثل التاريخ من داخل حفريات المستوطنة الرومانية ومقر حكم أحد الملوك الكارولينجيين من العصر الروماني. خطوات قليلة توصلنا إلى ميدان “رومربيرج” المحاط بالمباني المشيدة تماما كما في السابق على الطراز التقليدي القديم. هذه المباني تحمل أسماء رنانة مثل “الملاك الكبير”، “الغريفين الذهبي”، و”النجم الأسود”. وقد أعيد تشييدها طبقا لما كانت عليه في السابق قبل أن يطالها القصف المدمر في الليلة المروعة من شهر مارس 1944 حين دمرت المدينة القديمة بالكامل. نتجه من خلف مبنى “هاوبت فاخه” يسارا، مرورا عبر زقاق “بيبر” وشارع “بوكنهايمر الكبير”. وعلى طول خط مستقيم نصل إلى “دار الأوبرا القديمة” الذي حاول من خلاله “ريتشارد لوكا” ذات يوم، التفوق على دار “دريسدن” ودار “باريس” للأوبرا. شيد المبنى في الفترة مابين 1873 و1880، وأعيد ترميمه مابين 1976 و1981. يوجد في داخل الدار مقهى يدعوك إلى تذوق فنجان من القهوة في جو مفعم بالفخامة. “شوبينج” التسوق في فرانكفورت يحتاج بلا شك إلى ميزانية خاصة، ولمن لا يعلم فإن “الشوبينج” ضمن ميزانية محدودة، يمكن تحقيقه في هذه المدينة التي تشهد خلال فترات متقاربة من السنة تنزيلات ضخمة. وإذا كنت تبحث عن التسوق بتكلفة أقل، فإنه من المفيد زيارة شارع “شفايتسر شتراسه” في منطقة “زاكسنهاوزن”، وشارع “بيرجر شتراسه” في منطقة “بورنهايم”. وتوجد محال بيع التذكارات والهدايا في ساحة “رومربيرج”. أما عناوين التسوق الأكثر تألقا، فهي تبرز الطابع العصري للمتاجر والمراكز التجارية، حيث يمكنك التمتع بالذوق الخاص لمدينة تسوق عالمية. وينصحنا الدليل بنزهة عبر مواقع التسوق الأكثر شعبية في المدينة مثل “تسايل”، وشارع “فريسجاس”، الذي يمثل موطناً لفنون الطهي وإبداعات الأطباق اللذيذة. تتبعه جولات عدة في شارع “جوته شتراسه”، الذي يعتبر أفخم شوارع التسوق في فرانكفورت، وهو يضم أرقى العلامات الحصرية ومحال المصممين العالميين. جولات سياحية عند زيارة فرانكورت، لا بد من تنظيم الوقت وعدم هدره بالكامل لأمور “الشوبينج” لأن متعة التسوق هناك تخطف الألباب. ومن المفيد تخصيص فترة من اليوم للقيام بالجولات الاستكشافية التي تكون غالبا مليئة بالمتعة والفائدة. ومن خلال واحدة من الجولات السياحية التي توفرها المدينة، تستطيع الاطلاع والتعرف بشكل أفضل على “عاصمة الماين”، هذه المدينة العالمية في قلب أوروبا. وتتوفر فرصة الاختيار بين نوعين من الجولات السياحية، جولة تمتد لساعتين ونصف الساعة، وجولة أخرى تستغرق ساعة واحدة فقط. الجولة الأولى يقودها مرشد سياحي في حافلة حديثة مكيفة، تشمل برنامجا للسير على الأقدام عبر ساحة “رومربيرج” الشهيرة وزيارة إلى منزل الفيلسوف الألماني الأشهر “يوهان فولفجانج فون جوته”. تبدأ هذه الرحلة تمام الساعة 10:15 صباحا، من محطة القطارات الرئيسية في فرانكفورت وتغطي مختلف المواقع الحيوية في المدينة. أما الرحلة الثانية، فهي تتيح لك فرصة اكتشاف فرانكفورت بنفسك. وذلك بواسطة الحافلات الشهيرة التي تتألف من طابقين، ويطلق عليها اسم “هوب أون هوب أوف”. أول حافلة تنطلق تمام الساعة 10:00 صباحا من ساحة “القديس بولس”، وتشمل جولة سريعة على ساحة “رومربيرج” والمباني التراثية التي تعود إلى أكثر من 800 عام. بينها دار الأوبرا القديمة وضفة المتاحف والحي المالي وحديقة “بالمنجارتن” النباتية ومنطقة “زاكسنهاوزن”. عناوين الفنادق في فرانكفورت متوفرة بكثرة، غير أن اختيار المناسب منها من قبل السياح العرب يقع بالإجمال على تلك التي توفر طاقما يتحدث العربية. ومن ضمن المرافق السياحية التي تخصص حيزا من اهتماماتها للزوار من المنطقة، فندق “ذي وستن جراند” الذي يقع على بعد خطوات من شارع التسوق الشهير “تسايل”. يتميز الفندق ببهوه الفسيح حيث تصطف 3 سيارات كلاسيكية يتحلق حولها السياح بقصد التقاط الصور، وكذلك بغرفه العصرية التي تشكل خياراً مناسباً للأسر العربية. ويقع على مقربة من الفندق مقهى “لونج آيلاند” الكائن في حي البورصة الشهير وسط المدينة. يمكن أن تكون زيارته من ضمن المقترحات سواء في النهار أو الليل، وهو يتميز بأجوائه الفريدة إذ أنه مشيد على سطح عمارة تستخدم كمواقف للسيارات، ويتيح لمرتاديه تجربة تناول الوجبات الخفيفة من على علو مرتفع. ومن المواقع المثيرة في الجوار، منطقة “زاكسنهاوزن” القديمة التي تمثل نموذج البساطة الألمانية، حيث تنتشر المطاعم عند أرصفة أزقتها الضيقة وداخل المباني الخشبية البسيطة. مواقع أثرية تكثر المواقع التاريخية الأثرية التي تجدر زيارتها في فرانكفورت، ومن بين المئات منها، نقترح العناوين الآتية: بيت الكتان، حديقة الآثار، الجسر الحديدي، برج الجمارك، مبنى “فيرتهايم”، المتحف التاريخي، ميدان “رومربيرج”، نبع العدالة، مبنى رومر، المبنى الحجري، منزل “جوته”، مبنى “هاوبت فاخه”، دار الاوبرا القديمة، كوخ “نبيين”، برج “آيشنهايمر” وسور “شتاوفر”. متاحف عشاق الفن، ننصحهم بالتوجه إلى منطقة المتاحف الشهيرة في فرانكفورت. وهناك سوف يجدون ما يشغل رحلتهم لأيام، بمجرد التواجد في “ضفة المتاحف” التي تجمع 26 متحفاً في محيط نهر الماين. ويحتفظ متحف “شتيدل” بخصوصية تستحق الكشف عنها، ويعتبر واحداً من معارض الفن الأكثر شهرة في أوروبا. ومن المعالم التي تستفذ المثقفين لما تحتويه على مقتنيات قيمة، متحف الهندسة المعمارية، متحف الاتصالات، متحف الفن الحديث ومتحف الثقافات العالمية. وكلها تخبئ لمرتاديها كنوزاً رائعة. بطاقة توفير بطاقة فرانكفورت هي بطاقة توفير مفيدة، تسمح باستخدام نظام النقل العام في المدينة مجاناً، وتقدم الكثير من التخفيضات عند دخول المتاحف أو القيام بجولات على المعالم السياحية والكثير من المميزات الجذابة. وتتوافر هذه البطاقات للأفراد أو المجموعات، ويمكن الحصول عليها من مكاتب الاستعلامات السياحية في محطة القطارات الرئيسية أو في ساحة “رومربيرج”.
المصدر: فرانكفورت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©