السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزي الشعبي يعمِّق الارتباط بالوطن ويعكس تقاليده

الزي الشعبي يعمِّق الارتباط بالوطن ويعكس تقاليده
7 ديسمبر 2010 19:58
ربما في الوقت الذي تعلم فيه الأم أبناءها على الأصالة في الأخلاق والسلوكيات الفاضلة، تبدأ في غرس حب الزي الشعبي خاصة عند الفتيات اللاتي كن لا يتخلفن عن تقليد الأمهات في ارتداء الزي الشعبي الذي يستر كل البدن، ويمنحهن المظهر الجميل والوقار المطلوب. وتقول شيخة الوالي، الحاصلة على دبلوم في إدارة التراث، إن البعد الخاص بتربية البنات على ارتداء الزي الشعبي الذي لطالما تم توارثه جيلا بعد جيل يزيد ارتباطهن بالوطن، مبدية أسفها لأن ارتداءه يكاد يندثر في مناطق من الدولة، إلا في مواسم خاصة بالفعاليات التراثية، حيث يرتدى لأداء فعالية أو لإبراز الزي الوطني في المحافل المحلية والدولية، حاثة الأمهات على تأصيل حب الزي الشعبي في نفوس الفتيات، بحيث لا يقتصر ارتداؤه في الأعياد والمناسبات. وتوضح الوالي، وهي من سيدات رأس الخيمة، أن الزي الشعبي يتضمن الثوب الذي يمكن ارتداؤه داخل المنزل وهو الكندورة المخوّرة وسروال، وتبين أن “المخوّرة أو البدالة تلك القطعة التي تضرب بخيوط من الفضة الخالصة، ويكون قماش السروال عادة من الحرير، ويرتدي فوق ذلك الثوب المخور بالزري الفضي أو الذهبي، والزري اسم لتلك الخيوط، وتكون ألوانها حسب رغبة السيدة أو الفتاة، وهو عادة ما يكون شفافا ولونه أسود في العادة، ليبرز جمال الكندورة”. وتتابع “ثم يلبس البرقع ثم الشيلة أو الصمادة التي تعتبر حجابا لشعر المرأة، وفوق تلك الشيلة العباءة الحريرية التي يجب أن تكون سوداء وحريرية وواسعة كي لا تبرز شيئا من جسم المرأة عندما تكون خارج منزلها وتقوم المرأة بوضع غطاء على الوجه في الخارج”. وتبين الوالي “الإضافات الجميلة الثمينة التي ترتديها المرأة تكون عبارة عن مشاخط من الذهب يعلق بها البرقع ويسمى الخيط شبوج، والحلي التي تكون عبارة عن طبلة ونثرة ومرتعشة وهي ما يرتدى في الرقبة، إلى جانب الأساور والخواتم التي لها أسماء حسب النوع والتصميم عند صياغتها، وفي النهاية تكون المرأة في كامل زينتها بين صديقاتها وبين الأهل وفي المناسبات الخاصة”، مضيفة أنه يتم ارتداء ذلك الزي بالشكل المتعارف عليه شعبيا في الأعياد والمناسبات أيضا. أما بالنسبة للتطريز والنقوش القديمة التي يطرز بها الثوب أو الكندورة، فتقول الوالي “يمكن للسيدات أن يذهبن إلى أماكن خاصة متخصصة في هذا النوع من التطريز القديم للحصول على مبتغاهن”. وتؤكد موزة بنت علي، من الفجيرة، أنها ترتدي الزي الشعبي دائما وفي كل المناسبات والأوقات، وهي ترى أنها من منطقة لا تزال تعتز حتى اليوم بهذا الزي وأن أي امرأة في أي مكان من الإمارات لها تاريخ ممتد حتى القدم لا يمكن أن تهجر تلك الأثواب ولا هذا النوع من الزينة. وتقول “هناك من لا يزال يحافظ على الزي الشعبي، وهناك من النساء من لا زلن مخلصات لزي الجدات والأمهات، بل أن البعض منهن في المدن يبحثن في كل الأسواق عن ذات الأقمشة ليصنعن ذات التصاميم القديمة، كما يبحثن عن ذات التصاميم الخاصة بالذهب، والتي أصبحت قليلة اليوم في الأسواق ولكن البعض ربما يتنازل عنها بالبيع في حال حصل على عرض مغر لأن الصاغة على استعداد لصياغة ذات الموديلات المفقودة من السوق”. البرقع يخاط بـ «الشبق» ويثبت بـ«السيف» سمية الخوري (الفجيرة) - يعتبر البرقع جزءاً من ملابس المرأة الإماراتية القديمة التي كانت وما زالت تلبسه حتى اليوم، وبتغير نمط الحياة وتسارع أيامها تجدد البرقع وأضيفت له بعض المواد حسب المناسبة التي صنع من أجلها، كما أن فتيات اليوم يعزفن عن لبسه، إلا أعدادا قليلة منهن يلبسنه باعتباره موضة. وتقول عائشة محمد من مركز التنمية الاجتماعية بالفجيرة “تتم صناعة البرقع الذي تلبسه الأمهات والجدات بعد أن تأخذ مقاساته حسب الوجه ليتم بعدها تشكيله حسب الطلب، وبعد ذلك نقوم بخياطة السيف، ومن ثم يخاط الشبق وهو الخيط السميك الذي يستخدم لتثبيته على الوجه، وتأتي بعدها خطوة خياطته من الداخل حيث توضع قطعة مصنوعة من الخام التي تعرف بـ “الشربت” حتى تمتص العرق، وأخيراً يتم تركيب السيف الذي يحضر من النخل أو خشب الآيس كريم والذي يوضع في وسط البرقع لتثبيته”. وعن مستلزمات صناعة البرقع، توضح محمد “لصناعة البرقع هناك بعض الاحتياجات البسيطة التي يجب أن تكون لدينا كتوفر خيوط سوداء وإبرة وشمعة وشبق الذي استبدلته بعض النساء اليوم بخيوط بالزري، كما أصبح يركب عليه فصوص لماعة، ثم يدخل في المرحلة الأخيرة في “الكسافة” لكسفه”، مشيرة إلى أن البراقع كانت تتم صناعتها يدويا فيما أصبحت اليوم هناك ماكينة خاصة تسهل هذه المهمة. وتشير محمد إلى أن للبرقع الإماراتي ألواناً عديدة، فمنه الأحمر النيلي والأصفر والأخضر، كما أن له مسميات مختلفة، فهناك البرقع العيناوي والشارقي وبرقع المرأة الكبير في السن الذي يكون حجمه كبير.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©