الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله الريس: «قاعة الشيخ زايد» تروي بالكلمة والصورة رحلة بناء الدولة منذ 500 عام

عبدالله الريس: «قاعة الشيخ زايد» تروي بالكلمة والصورة رحلة بناء الدولة منذ 500 عام
7 ديسمبر 2010 19:57
دشَّن المركز الوطني للوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة في مقره بأبوظبي قاعة الشيخ زايد بن سلطان التي تقدم بانوراما شاملة حول تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أكثر من 500 عام، وتضم القاعة مقتنيات أثرية وتراثية نادرة بالإضافة إلى ملايين الوثائق التي تحكي قصة الوطن منذ مرحلة البحث عن اللؤلؤ وحتى اليوم. أكد الدكتور عبدالله الريس، مدير عام المركز الوطني للوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة، أن قاعة الشيخ زايد بن سلطان تعتبر إضافة فريدة للجهد الوطني المتمثل في حفظ الذاكرة الإماراتية، مشيراً إلى توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مركز إدارة المركز بشأن إنشاء هذه القاعة لتكون بمثابة نافذة واسعة يطل منها المواطن والمقيم والزائر على تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ذلك التاريخ الذي يضرب بجذوره في القِدم، وستكون هذه القاعة مزاراً سياحياً للوفود الرسمية التي تزور الدولة للإطلاع على مقتنياتها الثمينة والتعرف عن كثب على تاريخ الإمارات. جهود حثيثة أشار الريس إلى أن هذه القاعة تعتبر عملاً مميزاً على مستوى الدولة والمنطقة خاصة من حيث الوثائق والتاريخية التي تضمها وأيضاً لجهة المقتنيات التي تم الوصول إليها من مراكز وأرشيفات متخصصة منها: الأرشيف البرتغالي في لشبونة، والأرشيف الهولندي في لاهاي، والأرشيف البريطاني في كل من لندن ونيودلهي وبومباي، موضحا أن جمعها استغرق سنوات طويلة حيث بذل المركز جهوداً كبيرة في الوصول إلى مصادر هذه المقتنيات الأصلية، ثم آلية الحصول عليها، وإعادة ترميمها وكذلك ما يرتبط بحفظها وتوثيقها. وأشار إلى أن توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة المركز جعلت من هذه القاعة لوحة تاريخية تحكي بالوثيقة والكلمة والصورة والمقتنى رحلة بناء دولة الإمارات منذ أكثر من 500 عام من التاريخ المكتوب فأول وثيقة هي خريطة “كانتينون البرتغالية” والتي يعود تاريخها إلى عام 1502 ميلادية، وهي أول خريطة عن منطقة الخليج، وتم الحصول عليها بعد جهد علمي دؤوب من الأرشيف البرتغالي في لشبونة. وأكد الريس أنه روعي في تصميم هذه القاعة ومحتوياتها التراثية والتاريخية أن تكون على شكل مطوية تراثية حسب الحقب التاريخية والتسلل الزمني لكل منها، وارتباطه بحدث ما يخص تاريخ الدولة، فالوثائق البرتغالية تعود إلى بداية القرن السادس عشر الميلادي، والوثائق الهولندي من بداية القرن السابع عشر ومنها مجموعة وثائق تاريخية هامة حول الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى حيث ترصد هذه الوثائق مراسلات الشيوخ والحكام لهذه الجزر وما يتعلق بنشاط زراعي ورعوي وتجاري يقوم به سكان هذه الجزر من أبناء دولة الإمارات. وثائق بريطانية تضم قاعة الشيخ زايد، وفق الريس، عدداً من الوثائق البريطانية النادرة وذات القيمة التاريخية العالية، ومنها المراسلات التي كانت تتم بين حكام الإمارات المتصالحة وبين المعتمدين البريطانيين في ذلك الوقت. وكانت هذه الوثائق ترسل إلى الحكومة البريطانية ومن هناك تحفظ في الأرشيف المختص، وهناك وفود علمية من المركز بذلت جهوداً في الإطلاع على هذه الوثائق وتصنيفها ودراسة ما يرتبط منها بتاريخ الدولة والمنطقة، ومن ثم تم استصدار نسخ طبق الأصل عنها وعرضها في المركز وبدوره جعلها متاحة للباحثين وطلبة العلم في الدولة والعالم. وأوضح الريس أنه من هذه الوثائق تم إصدار كتب علمية مرجعية مهمة مثل: قصر الحصن، تاريخ حكام أبوظبي، وكذلك زايد من التحدي إلى الاتحاد، وحالياً يقوم المركز بجمع كل ما يتعلق بتاريخ الإمارات في 23 مجلدا تحت اسم “سجلات الإمارات” وهي باللغة الإنجليزية ويتم ترجمتها إلى اللغة العربية حتى تتاح للباحثين في مختلف أنحاء العالم. وأكد الريس أن هذه الوثائق تقدم صورة شاملة لتاريخ الإمارات في مراحله المختلفة سواء حيث مرحلة ما قبل النفط وتجارة اللؤلؤ، وما بعد النفط، وما بين هذه المراحل التاريخية من سنوات طويلة من الجهد والعرق في سبيل بناء الدولة هناك ملايين الوثائق التي تم الكشف عنها وتصنيفها وإتاحتها للعرض من قبل المركز، وخاصة أول وثيقة بريطانية وهي الاتفاقية البحرية بين قبائل عربية في الإمارات المتصالحة وبريطانيا وهي تعود إلى عام 1820، وتنص هذه الاتفاقية على ألا يتعرض أحد للآخر في الخليج خاصة في ضوء مشاكل بين بعض هذه القبائل بشأن مغاصات اللؤلؤ، ورغبة بريطانيا في أن يكون هناك استقرار في الخليج بما لا يؤثر على مصالحها. إرهاصات الاتحاد أوضح الريس أن هناك وثائق أخرى مهمة منها وثيقة وقَّعها الشيخ شخبوط بن سلطان عندما كان حاكماً لإمارة أبوظبي مع حكام الإمارات المتصالحة بشأن عملة الخليج الموحدة وذلك في عام 1965 وهي وثيقة ذات دلالات وأبعاد اقتصادية وسياسية وتستشرف مستقبل الوحدة الاقتصادية خليجياً. وتضم قاعة الشيخ زايد الوثائق الخاصة بالاتحاد التساعي 1968 والاتحاد الثنائي بين أبوظبي ودبي 18 فبراير 1968، والسباعي بدءاً من مباحثات 1968 وحتى 2 ديسمبر 1971، وما ارتبط بهذه الوثائق من أحداث وإرهاصات أدت في النهاية إلى قيام دولة الاتحاد، وآخر وثيقة بريطانية وقَّعها الشيخ زايد مع جيفري آرثر ممثلة جلالة ملكة بريطانيا وهي معادلة الصداقة بين الإمارات وبريطانيا وتم توقيعها في 2 ديسمبر 1971، وهذه الوثيقة طالعتها الملكة منذ أيام خلال زيارتها للدولة. وأكد الريس أن قاعة الشيخ زايد تضم ملايين الوثائق والصور والأفلام الوثائقية التاريخية المتعلقة بالشيخ زايد وتم تصنيفها في 3 فئات هي: المحلية، الخليجية والعربية، الدولية وتغطي جميع أنشطة الشيخ زايد منذ توليه مقاليد الحكم كممثل لحاكم أبوظبي في العين 1946 وحتى وفاته في 2004. وحول المقتنيات الأثرية التي تضمها القاعة، أوضح الريس أنها تشمل عدداً من نماذج السفن التاريخية التي تعود إلى الحقب البرتغالية والهولندية والبريطانية المختلفة، والتي كان لها رصيد تاريخي في حركة التجارة العالمية والخليجية ومنها نماذج لسفن “ساولو”، وأيضاً نماذج من الأسلحة الخفيفة التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت ويعود تاريخها إلى بداية القرن التاسع عشر. وتزخر القاعة بالعديد من الجوائز والأوسمة التي حصل عليها الشيخ زايد في مسيرته والتي تبرز التقدير العالمي للقائد المؤسس. أفلام تروي المنجزات المركز الوطني للوثائق والبحوث يضم قاعة سينمائية تعرض فيها الأفلام الوثائقية النادرة حول تاريخ الدولة والتي تعود إلى 1937، وأيضاً قاعة أخرى تضم 4 شاشات إلكترونية تعرض على مدار الساعة السير الذاتية والمنجزات التي قام بها كل من الشيخ زايد رحمه الله، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأكد مدير عام المركز عبدالله الريس أن هذه القاعة ستكون مزاراً سياحياً لجميع الوفود الرسمية التي تزور الدولة، وكذلك الوفود السياحية، وطلبة المدارس والجامعات. مقتنيات «الدكتورة لطيفة» تضم قاعة الشيخ زايد بن سلطان، التي افتتحت مؤخرا في المركز الوطني للوثائق والبحوث، مقتنيات الممرضة الكندية جيرترود دايك، المعروفة بالدكتورة لطيفة، حيث وجَّه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة المركز بتخصيص جناح في قاعة الشيخ زايد لمقتنيات وصور نادرة قدَّمتها أسرة الراحلة الدكتورة لطيفة هدية للمركز، وتحكي هذه الصور والمقتنيات مرحلة حيوية من تاريخ أبوظبي والدولة، واهتمام الشيوخ بالقطاع الصحي حيث عملت في مستشفى الواحة “كندي” بالعين منذ عام 1962، ويشار إلى أن دايك توفيت في 17 أكتوبر 2009.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©