الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

4 عوامل تدعو إلى التفاؤل ديسمبر الأخضر بين الممكن والمستحيل

3 ديسمبر 2006 22:41
لاشك أن شهر ديسمبر الجاري يمثل الفرصة الأخيرة للأسهم المحلية لتحسين صورتها نسبياً قبل أن يطوي العام صفحاته، وهو عام يتمنى الجميع بالمطلق نسيانه خاصة بعد أن شهد تحول الأسهم المحلية إلى الأسوأ أداء بعدما كانت الأفضل أداء على الإطلاق بين الأسواق الناشئة في العام ·2005 ويعول كثيرون على معاملات الشهر الجديد، التي تنطلق اليوم متأخرة ثلاثة أيام بسبب إجازة العيد الوطني، لمعاودة النمو خاصة في ظل مجموعة من المعطيات التي ربما تلعب مجتمعة أو فرادى دوراً في هذا ''التحريك''· ويتحدث المحللون والمراقبون عن 4 مقومات أساسية يحتمل أن تسهم في تنشيط السوق خلال الشهر الحالي· يتمثل العنصر الأول في تحول سعي مجموعة من محافظ الشركات خاصة تلك التابعة لشركات التأمين إلى النشاط في السوق ومحاولة تحريكه في النصف الثاني من الشهر على وجه الخصوص وذلك لتجميل ودعم مكونات تلك المحافظ بما ينعكس إيجاباً على الموازنات السنوية للعام 2006 خاصة وأن تلك الشركات هي الأكثر تضرراً مما عانته الأسهم المحلية في العام الحالي· ويتمثل العنصر الثاني في أن الأسابيع الأخيرة من كل عام هي عادة فترة ''تمركز استباقي'' في السوق قبل موسم توزيعات الأرباح ومن ثم ينتظر أن يشهد شهر ديسمبر نشاطاً وإقبالاً ملحوظين على أسهم منتقاة، وستلعب الشائعات المتعلقة بالتوزيعات سواء النقدية أو المنحة دوراً مهماً في هذا الصدد خاصة وانه في ظل الأسعار الحالية يصبح ريع السهم جيداً للغاية إذا ما تم شراؤه في ديسمبر والحصول على توزيعات جيدة في غضون أقل من شهرين· أما العامل الثالث الذي ينتظر أن يلعب دوراً في تحريك الأمور نسبياً فهو أن سوق دبي المالي بصدد إدراج جديد لشركة الخليج للملاحة، والتي ستلحق بها أسهم السوق نفسه في يناير وعادة ما تنشط الحركة على الادراجات الجديدة سواء من خلال عمليات نقل ملكية أو خلافه بما يترك أثراً ايجابياً على التداول، وقد يمتد أثره ليخلق نوعاً من قوة الدفع الايجابية في السوق بوجه عام· ويتمثل العامل الرابع في رأي بعض المراقبين في الانتهاء من رد المبالغ الفائضة من الاكتتاب في أسهم سوق دبي المالي في العاشر من ديسمبر ويرى هؤلاء أن جانباً من ذلك الفائض قد يتجه إلى السوق بما يحرك الأمور نسبياً غير أنني لا اشاطرهم هذا الرأي ولا أعول كثيراً على فائض الاكتتاب كونه، وبنسبة لا تقل عن 99% سيولة مصارف وليست سيولة مستثمرين بعد أن وجدنا العديد من تلك المصارف يتجاهل التعليمات عارضاً رفع معدل التمويل وصولاً في بعض الحالات إلى 1 إلى 20 مرة· وفي اعتقادي فإن السيولة الجديدة التي يمكن أن نعول عليها في تحريك السوق تتمثل في سيولة مستثمرين كبار أو مضاربين كبار ابتعدوا عن السوق منذ فترة وربما يجدون في القيم السعرية الحالية فرصة لإعادة التمركز بعد أن وصل متوسط المضاعف إلى حوالي 12 مرة وبالتالي قد لا تتكرر مثل هذه الفرص خاصة بالنسبة للمستثمر متوسط إلى بعيد الأمد الذي يؤمن بجودة بل تميز المقومات الاقتصادية الأساسية وجودة ربحية الشركات خاصة القيادية وتلك التي تأتي غالبية إيراداتها من أنشطتها الأساسية· وبخلاف ذلك ينتظر أن تلعب سيولة الأجانب دوراً مهماً في السوق، والمتابع لحركة التداول في دبي يلحظ حضوراً متزايداً لرأس المال الأجنبي في المعاملات تجاوزت نسبته 40% من المعاملات اليومية في ختام معاملات الأسبوع الماضي، ويعول الكثير من المحللين على سيولة أجنبية خاصة من صناديق أجنبية أصبحت تبدي حماساً متزايداً تجاه أسواق الخليج بعد أن عادت القيم السعرية إلى مستويات ليست معقولة فحسب بل دون المنطقية للعديد من الشركات· ومن خلال حديثي مع العديد من المسؤولين عن أسواق المال في الدولة لمست نوعاً من التفاؤل إزاء المستقبل والثقة بأن الأمور لن تسوء أكثر مما هي عليه، ورغم أن الإيحاء بهذا الأمر قد يكون جزءاً أساسياً من مهمة أي مسؤول في أي موقع كونه لا يرغب في إشعار الناس بالخوف أو توصيل أية مشاعر متشائمة إلا أن أخذ تجربة السوق على مدى أكثر من عام وما تعلمه المستثمرون من دروس مفترضة، وحدوث نوع من التصفية خلال المرحلة الماضية لشرائح المستثمرين الذين اتخذوا قراراتهم على أساس ''سياسة القطيع'' دون وعي أو منطق كلها أمور تصب في صالح سوق أسهم تبنى على معاملات راشدة وعاقلة تنحي المبالغات جانباً وتنظر للسوق بعين المدخر والمستثمر متوسط إلى بعيد المدى وليس المغامر أو صائد الثروات· عاطف فتحي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©