السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تجربة ناجحة لتوفير مياه الري والطاقة بإحدى المزارع الخاصة في العين

تجربة ناجحة لتوفير مياه الري والطاقة بإحدى المزارع الخاصة في العين
7 ديسمبر 2010 13:00
محسن البوشي (العين) - أثبتت تجربة لتوفير مياه الري أجراها مواطن بمزرعته الخاصة بمنطقة الوقن في العين أن تدوير مياه الري المستخدمة في الزراعة عدة مرات يوفر 200% من مياه الري وقدراً كبيراً من الطاقة باستخدام مواد ومعدات بسيطة ومضخات صغيرة توفر الكهرباء. وتعتمد فكرة التجربة على تجميع كميات المياه المستخدمة في الري بطريقة جديدة تحافظ عليها وتحول دون تسريبها في التربة وإعادة استخدامها أكثر من مرة مع متابعة التغير الذي يطرأ على درجة ملوحتها واستغلالها بعد ذلك في ري النخيل والنباتات التي تتحمل الملوحة أو استخدامها في غسل التربة. وأكد المواطن حمدان محمد سعيد العرياني صاحب المزرعة على أهمية النتائج التي توصل إليها في توفير كميات إضافية من المياه الحلوة ما يشجع المواطنين على زراعة محاصيل الخضراوات والتوسع في المشاريع الزراعية الجديدة مع الأخذ بعين الاعتبار إيجاد الحلول المناسبة لارتفاع درجة ملوحة المياه “المرتجعة”. واستعرض العرياني خطوات التجربة، لافتاً إلى أنها اقتصرت على تخصيص مساحة 900 متر مربع من المساحة الإجمالية للمزرعة للتجربة حيث تمت زراعتها بالورقيات التي أثمرت بشكل ملفت واتت بنتائج مبشرة. وتضمنت خطوات التجربة إزالة طبقة التربة من المساحة التي تم تخصيصها من خلال عمل حفر بعمق 50 سنتمتراً من الجوانب بحيث يمضي الحفر إلى العمق بالتدرج حتى يصل إلى عمق 120 سم عند مركز الحفرة، ثم جرى تعميق منطقة المركز بحيث أصبح عمقها 160 سم لتجميع مياه الري بعد ان تم تغطيتها بغطاء من البلاستيك من النوع الجيد سمك 100 ميكرون. واضاف العرياني انه قام بعد ذلك بتثبيت مجموعة من الانابيب البلاستيكية المخرمة يدوياً بقطر 3 بوصات وسمك 10 ملم وطول 6 أمتار للأنبوب الواحد ثم تم توصيلها بخزان أرضي محاذ للمساحة المخصصة للتجربة من خلال تمديد الأنبوب عبر البلاستيك ليصل إلى الخزان الأرضي. وأضاف صاحب المزرعة أنه قام بعد ذلك بتغطية الأنبوب المخرم بطبقة من الكنكري بسمك 50 سنتمتراً ثم تم بعد ذلك تغطية باقي المساحة المخصصة للتجربة بالبلاستيك بعد احكام اغلاقها من الحواف وتغطيتها بالتربة مع إعادة تمديد شبكة الري بالتنقيط مع بناء خزان آخر جديد. واشتملت التجربة على تجهيز خزان علوي سعته 1500 جالون وتم تثبيته على قاعدة ارضية ثم تم تركيب مضخة صغيرة لدفع المياه إليه من الخزان الأرضي مع تركيب ماكينة ضخ قوتها 3 أحصنة أو 5 أحصنة حسب الحاجة. ولفت العرياني إلى أن إقباله على هذه التجربة ينطلق من الحاجة الملحة لتوفير المياه والمحافظة عليها من النضوب وتلوثها من الأسمدة العضوية والكيماوية وتوفير الطاقة الكهربائية، مشيراً إلى أن مزرعته البالغ مساحتها 33 ألفاً و500 متر مربع تتم زراعتها في العادة بالنخيل وعلف الرودس. وأشار العرياني إلى أن تجربته بدأت عملياً في 16 سبتمبر 2010 وتركزت في البداية على زراعة محبس من الرودس وبعد تكرار عملية الري مرتين تم إرجاع الماء بنسبة 100 % وعند مرحلة الإنبات تبين ان الرودس لا يحتاج للماء تم التوقف عن الري بعد ذلك لمدة 14 يوماً وبعدها تم استئناف عملية الري لمدة 3 أيام حيث لوحظ أن الرودس تغير لونه إلى الأصفر. وأكد العرياني أن تجربته وفرت كميات مياه الري في حالة ري المحصول لمرة واحدة بنسبة 100%، إضافة إلى توفير قدر وافر من الطاقة فبدلا من استخدام غطاس قوة 20 حصاناً ودينامو قوة 10 أحصنة تم الاكتفاء بغطاس قوة نصف حصان ودينامو قوة 3 أحصنة فقط ما وفر معه كميات لا بأس بها من الطاقة. وقد تبين كذلك أن الماء الذي تجمع في الخزان الأرضي لونه قد تغير نتيجة السماد العضوي إلى اللون البني الغامق وبعد مرحلة الإنبات بدا اللون البني في التلاشي حيث يقوم النبات خلال تلك المرحة بامتصاص السماد العضوي ما يشير الى امكانية الحفاظ على المياه الجوفية والحيلولة دون تلوثها بالمبيدات بهذه الطريقة. كما يمكن من خلال هذه الطريقة استخدام المياه عالية الملوحة في الري بتركيب مضخات تحلية واستخدامها كما هي في زراعة الخضروات وفي ري الحدائق والملاعب والمسطحات الخضراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©