الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مبدعون: تعليمات زايد في الاهتمام بالثقافة تفرز إيجابياتها الآن

3 ديسمبر 2006 00:58
تحتفل البلاد هذه الأيام بخمسة وثلاثين عاما مضت من عمر دولتنا·· الدولة التي شيد أسسها وأركانها ''المغفور له بإذن الله'' الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان·· زايد الذي صانها في صدره إلى أن نضجت، وهاهي الآن تعبر في الزمن متوجة الأيام بالمزيد من الإنجازات والنجاحات على الصعيدين الثقافي والإبداعي، إنجازات واضحة، معالمها كالشمس، من صروح ثقافية وفعاليات سنوية، جميعها تساهم وتكرس النمو المتصاعد للحراك الثقافي·ها نحن نستقبل العام السادس والثلاثين بمعية خير خلف·· بمعية ربان سفينة الاتحاد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، نعبر معه ومع أحلامه إلى زمن مشرق، ننشد فيه المزيد من المنجز الثقافي في عهده· ''الاتحاد''، وبمناسبة الثاني من ديسمبر هذا اليوم المجيد، تلتقي عدداً من مبدعينا لنطلع على رؤاهم حول الواقع الثقافي في ظل المسيرة المباركة لاتحاد دولتنا· وكان الاستطلاع التالي: وزارة الثقافة مطالبة بمسؤوليات تاريخية في المرحلة الحالية استطلاع د·سلمان كاصد: يقول عبدالله العامري مدير مؤسسة الثقافة والفنون بالإنابة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث: لو حسبنا هذا السؤال في إطار الفترات الزمنية لنشوء الدولة فإننا نجد أنها وليدة كحركة ثقافية مقارنة بالتيارات الثقافية في العالم العربي أوالعالم كله، حيث تأثر إنتاجنا الثقافي بهذه الحركات، وكانت له إرهاصاته الابداعية المتأثرة في البدء، إلا أن التوجيه بدأ قوياً من الدولة والحكومة لدعم هذه الثقافة وخاصة الشعر·· والآن الشعر الشعبي، أما المسرح فقد دعم منذ فترات طويلة، إذ وجدنا أن هناك ميزانيات لدعم الجمعيات ذات النفع العام، وكانت تدعم من وزارة الثقافة كي تستمر الجمعيات كل حسب اختصاصه، فالمسرح والكتابة فيه وجدا دعماً من الدولة، وأغلب المثقفين والأدباء والمفكرين كان لهم تواجد منذ بدايات تأسيس الدولة، ولهم صلات وثيقة ومحترمة مع قادة البلد، أي أنهم ليسوا غريبين عن أصحاب القرار واحترامهم لهم· ولهذا ظلت الإمارات ضمن نسيج الثقافة العربية، أما الجانب التشكيلي ولكونه جزءاً من اختصاصي أقول: إنه كان في بدايته جيداً بالنسبة لمرحلته الأولى، ثم أسست جمعية سميت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وقد قامت بدور المحرك أوالحاضن للفنانين الأوائل في دولة الإمارات، ولعبت دوراً كبيراً في السبعينات والثمانينات في تمثيل دولة الإمارات في المحافل العربية والدولية، ولو أخذنا التاريخ الثقافي للدولة لوجدنا أنه متمثل في هذه الجمعية لكونها من التشكيلات الأولى والمصب الأساسي للفنانين، إذ ظهر الرواد في هذه الفترة، ومنهم عبدالقادر الريس، وعبدالرحيم سالم، ومحمد يوسف لكونهم درسوا في مصر وبعض الأقطار العربية وفي الغرب، مما ساعدهم في وعيهم العالي أن يبدعوا· حركة تشجيع بعد هذا الجيل جاء جيل طلاب الجامعات ومن تخرج من المراسم الحرة، سواء في الشارقة أومرسم الجمعية أومرسم المجمع الثقافي في أبوظبي في الثمانينات، ولا ننسى أن جامعة الإمارات لعبت دوراً في تخريج عدد من التشكيليين الموجودين في الساحة الثقافية الآن بمختلف صنوفها، هذا من الجانب الفني، وبعد الثمانينات جاءت المرحلة الثالثة التي هي حركة ثقافية وفنية ضخمة وتستطيع القول: إنه في التسعينات والألفين برز عدد كبير من الفنانين- هواة وموهوبين- فلم تعد المعارض مقتصرة على الجمعية أووزارة الثقافة، بل انتشرت المعارض حتى في المراكز التجارية، إذ أصبحت هي التي تقيم المعارض، وكأننا نجد أن الفنون بدأت لدينا تدخل حياة الناس اليومية، إنها نهضة بحق، إذ بدأت الدولة تشجع تنمية الفنون· ولنأخذ جانباً مهماً وهو وجود حركة تشجيع ضخمة لشراء أعمال الفنانين المواطنين، واستخدام أعمال الفنانين في الفترة الأخيرة لإهدائها إلى رؤساء الدول والوفود الرسمية· هذه مهمة وزارة الثقافة وضمن اختصاصها، كما نرى هذا الانبثاق في تكريم الثقافة في ''جائزة الشيخ زايد للكتاب'' و''جائزة الدولة التقديرية للعلوم والآداب والفنون'' و''جائزة العويس''، إنها تشجيع واضح للحركة الثقافية والفنية· أرى أن هناك نمواً سريعاً يحصل في ميدان الثقافة وخاصة في نهاية الألف الثانية، والسبب في ذلك كله هو الانفتاح الاستثماري والاقتصادي الذي أثر في خلق تداخل الثقافات وانتعاش الحركة الثقافية في الدولة، وصارت الإمارات مركزاً ثقافياً وإعلامياً، مما جعل الدولة من الضروري أن تهتم بهذا القطاع لكونه يشكل بعداً حضارياً، وحتى القطاع الخاص بدأ يهتم بهذا الجانب باعتباره جانباً حضارياً، إن وجود الدولة كمركز ذي استقطاب دولي يعمل على ترحيل الثقافة منا وإلينا، مثلما كان الذهاب إلى مصر حلم الفنانين، أصبحت الإمارات هي الحلم الذي يطمح إليه الفنانون· إن الإمارات هي المستقبل ذاته للحركة الفنية والابداعية، حيث أصبحت بديلاً لكثير من الحواضر الثقافية، لدينا مدن اعلامية ضخمة تحتاج إلى مواد إعلامية وأنشطة، ولدينا البنية التحتية من المراكز الثقافية، ولدينا رأس المال الذي نستطيع من خلاله خدمة الثقافة، ولدينا الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي يلعب دوراً في ازدهار الثقافة والحركة الأدبية والفنون، كما لا ننسى أن لدينا العقل السياسي المتزن والمخطط لاستراتيجيات مستقبلية، هنا يمكن أن نلمس من خلال هذه الأمور النجاح الذي سيتحقق بشكل أكبر للحركة الثقافية في المستقبل· الإرث الثقافي بينما يرصد المؤلف المسرحي والقاص سالم الحتاوي المشهد الثقافي الإماراتي بقوله: عند ما بدأ المشهد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدأ مع الرواد الأوائل وخاصة الجيل الأول الذي نال قسطا كافيا من التعليم، وبدأ يبحث وينبش في تراثنا الغالي بإصرار وحماس شديدين، وباجتهاد مخلص حتى لا يضيع هذا الإرث الثقافي، وهذه التجربة الإماراتية التي كانت تتسم بقسوة وصعوبة العيش والحياة وقت ذلك، ورغم تلك الظروف الصعبة القاهرة إلا أن حياة الناس على سجيتها وبساطتها كانت غنية بالتجربة الإنسانية، وهذا هو السبب الرئيس الذي دفع الأوائل أن يبحثوا ويفتشوا في مخزونهم الثقافي، وتجربتهم المرتبطة بالتاريخ والمعبرة عن علاقاتهم الاجتماعية، وبناء النسيج الاجتماعي القائم على التعاطف والتراحم والتعاون والتعاضد، وبذل كل الجهد لتكوين الأسرة الصالحة المترابطة بثقافتها وعقيدتها، ولذلك عندما جاء جيل ما بعد الرواد أوالجيل الوسيط- إن صحت التسمية- وجد الطريق ممهدا من أجل تحريك المشهد الثقافي، وعندما بدأت حركة الكتابة والتوثيق مع بداية النهضة التعليمية والمدارس النظامية ظهرت البوادر الأدبية في الكتابة للمسرح والقصة على اختلاف أشكالها، وبرزت كذلك المواهب الفنية الأخرى، نذكر منها الحركة التشكيلية والفنون المنبثقة عنها كالزخرفة، وفن الخط العربي وما إلى ذلك، وعندما تزامن هذا كله مع ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة أصبح للسفينة قيادتها ومخططاتها ونظرتها الثاقبة لمستقبل يبشر بالنهضة والازدهار والخير كله· وبناءً عليه تعهدت الدولة كل الجهد الثقافي والفني بالدعم والرعاية، فكان عندئذٍ حاضرنا الثقافي الذي نعيشه الآن من خلال المهرجانات الفنية والمسابقات المسرحية واللقاءات الأدبية والندوات التخصصية في جميع مجالات الحياة الثقافية، إذ إن هذا الجهد وهذه النهضة خرجا عن إطارهما المحلي، وأصبحت مشاركاتهما واسعة خارج الدولة، الشيء الذي منحنا الثقة وفتح الأبواب واسعة للتعرف على الثقافات الأخرى- والحمدالله- في زمن قياسي وخبرة بدأت واثقة منحتنا ملامح وجذورا ثابتة تتصل في كل تفاصيلها بالثقافة الإنسانية عموما· وعليه أرى من خلال كل ما ذكر في هذا النجاح الذي رافق مسيرتنا وقافلتنا الثقافية وحوارنا البناء مع الآخر بموضوعية وشفافية، لعمري إن هذا يؤكد أن المستقبل سيكون مشرقا بواقع هذا الحال، وبفضل الجهود المبذولة من القائمين على أمر المشهد الثقافي في إبراز وجه الإمارات الحضاري، وهذه مسؤولية أخلاقية وتاريخية يجب أن يتحملها كل المبدعين وفاءً وعرفانا لما قدمته- وما تزال- تقدمه الدولة لنا، متمنين لهذه الدولة الفتية العزة والتقدم والازدهار· الانطلاقة الأولى في ذات الوقت يعتبر المخرج المسرحي صالح كرامة التاريخ الثقافي وبالأخص المسرحي نتاج تراكمات كبيرة من الإرهاصات الطويلة التي مر بها المشهد الثقافي في الدولة، فإذا اخذنا بالتحديد ذلك الكم من القفزة الحضارية التي مرت بها الدولة في كافة الانشاءات، ابتداءً من النهضة العمرانية، وانتهاءً بالنهضة الثقافية فإننا سنلحظ ذلك التطور المتنامي في كافة المجالات، ومن تحسسنا ذلك الهم المتأصل في هذه التجربة الثقافية التي مرت بها الساحة المسرحية فإننا امام عجز تام أمام هذا المؤشر الذي تكتنفه الكثير من الضبابية والمعوقات، وكان بامكانيات قليلة أن نحاصرها· ومن الغريب أننا سوف نتناول تلك المعوقات كأنها كائن حي لم يمت منذ السبعينات، ولا يمكن ازاحته وظل جاثما امام سير الحركة الثقافية، ونحن لا نستطيع ان نغفل تطور الحركة المسرحية ونضعها في مصاف الكثير من دول المنطقة، ولكن كان بامكان هذه الحركة أن تصعد الى الأعلى وأن تتنامى أكثر وان تلمع أكثر على رغم أنها لم يتوفر لها ما توفر للرياضة من زخم، بسبب الاهمال المتوارث لتكبيلها، مما اوقعها في نسيج من ان تحاول بمجهودات نخبة من الفنانين يندفعون بغية ان ترتسم لها بارقة من الأمل في النهوض بها، وانا لا ارسم طريقا سوداء أمامها، فنحن في إمارة أبوظبي بامكانياتنا المتواضعة استطعنا ان نحقق الكثير، وان نفرز جيلا من الفنانين ومن الاعمال النخبوية، ونستقطب أهم المخرجين في الوطن العربي، ليس إلا من أجل أن نتعلم من الآخرين، وهذا قد خلق الكثير من المعاناة والألم قياسا لو تم هذا داخل حاضنة اسمها هيئة الثقافة، ولكن مع الاسف الشديد نعود دوما الى نقطة الانطلاقة الأولى لعدم توفر قاعدة ثابتة لتأسيس مسرح دائم يعنى بفرز مجموعة من المقدرات الانمائية لهؤلاء الفنانين المتواجدين معنا· ودوما اضع نفسي- لأنني مخرج مسرحي- أن اخترع كل شيء، ابتداءَ من الديكور، وانتهاء بالنص لفقر الامكانيات، لن تصدق اذا قلت لك: إنني الى الآن اصنع مسرحا في الشارع لعدم وجود مقر للفرقة· الطموحات لتكوين حركة مسرحية في هذا القرن الحالي وفي المستقبل عليها اولا ان تتغافل عما سلف، وتبتدىء في دراسة المسرح بشكل اكاديمي، أي ان تتبنى الجهات المعنية، وهي وزارة الثقافة، مسؤولية تاريخية في احتواء هذه الفرق وعدم تقليصها أودمجها، والاغداق عليها ماديا أولا، وثانيا ان ترسم خطة خماسية قابلة للتطوير لتحل ما يقوم به المعهد المسرحي باستقطاب مجموعة من الطاقات العربية تزج بها في الفرق المسرحية كمنشطين ليسوا دائمين، أي ان تنتهي رسالته بمجرد انتهاء السنوات الخمس، وبهذا نستطيع ان نشاهد جيلا من الفنانين بوصفهم رديفا، واحيانا قد أتفق مع البعض في أن الورش المسرحية واقع، ولكن اعتقادي مؤقت ولا يفي بالغرض، ونذكر ان جيل الرواد جاء من تحت عباءة المخرجين العظام الذين استقطبتهم الدولة في السبعينات، وهناك معوقات كثيرة يتم تغافلها، من أهمها محاولة تفريغ الفنان المسرحي كي يبدع وينتج ما خدم روح الحركة الثقافبة في هذا البلد، هذا بالإضافة الى مجموعة من الطموحات وغيرها· استمرار التشجيع أما الفنان التشكيلي والخطاط محمد مندي فإنه يرى في المشهد الثقافي الإماراتي رأيا آخر بقوله: عشنا في بداية قيام الاتحاد، وعشنا في أيادي زايد الخير·· زايد الاتحاد·· عشنا أفراح الاتحاد ومؤسسه ''عليه رحمة الله''، أخذت الثقافة والفنون تشق طريقها ودورها، وكانت هناك تعليمات من المؤسس للدولة، وهي الاهتمام بهذا الجانب الفني والثقافي، وهاهي تفرز ايجابياتها الآن- والحمد لله- عاشت الثقافة والفنون في ظل الاتحاد، ودليل على ذلك أن الذين درسوا في الخارج كانت نسبتهم كبيرة، وقد قدموا للاتحاد في هذا الجانب له مكانةً كبيرةً·فهناك مشاركات دولية وجوائز عالمية حصلوا عليها في ظل الاتحاد، وهناك أقيمت معارض ثقافية وفنية كثيرة، وهناك حرص دائم من مؤسس الدولة ''رحمه الله'' ''زايد الخير''·· على أن يكون أبناء الوطن في مقدمة العطاء، كلاً في تخصصه، حيث أقيمت المهرجانات بمناسبة عيد الاتحاد داخل الدولة وخارجها· نأمل أن يستمر هذا العطاء من أبناء الاتحاد لدولتهم العزيزة، ونأمل أن يستمر التشجيع والدعم الماديان والمعنويان، ونأمل كل الخير من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بدعمهم للقطاعين الثقافي والابداعي في الدولة، كما نأمل من المثقفين والفنانين الاعتناء باهتماماتهم الابداعية من اجل رفعة شأن وطنهم الغالي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©