الأسماك والخضراوات والمكسرات تحمي القلب من النوبات المفاجئة

في ظل الحياة العصرية المتسارعة المعاصرة يعزو خبراء التغذية أسباب الكثير من الأمراض إلى سوء النمط الغذائي، وبخاصة أمراض القلب الناتجة عن السمنة والبعد عن الوزن المثالي، والإكثار من المأكولات الغنية بالكولسترول والدهون والسكريات، وإهمال المأكولات الغنية بالألياف كالخضروات والبقوليات والفواكه، فضلا عن عدم ممارسة الرياضة ما يضر بسلامة أهم عضلة في جسم الإنسان، وهي عضلة القلب العضلة الوحيدة التي لا يمكن أن تتجدد خلاياها في حال تعرضها للتلف. يعتبر الغذاء الصحي بمثابة الوقود الذي يزود الجسم باحتياجاته من العناصر الغذائية الضرورية، والطاقة التي تتطلبها العمليات الحيوية داخل الجسم، وللحصول على غذاء صحي يجب الاعتماد على ثلاثة عوامل هي التنويع والتوازن وعدم الإفراط ليتمكن الجسم والقلب من القيام بنشاطهما دون عناء حيث تحدث السمنة نتيجة للإفراط في تناول الدهون المختلفة، وفقر الدم نتيجة نقص بعض المكونات الأساسية في الغذاء والتي تساعد على تكون الدم وصبغته. الغذاء السليم يؤكد الدكتور جي.في. سيباستيان، أخصائي أمراض القلب في مستشفى «ويلكير» بدبي، أن القلب السليم في الجسم السليم حيث يمكن للمرء الحفاظ على قلبه سليما معافى إذا تمكن من الحفاظ على الغذاء المناسب الذي لا يشكل في المديين القريب والبعيد أي خطر على الشرايين التي تغذي القلب بالمكونات الأساسية فعليه إبقاء القلب سليما وبكامل طاقته وقدراته ليستطيع العمل على مدار الساعة دون كلل أو ملل ليضخ الدم إلى كافة مناطق الجسم الأخرى بما فيها الدماغ وعضلة القلب نفسها. ويضيف أن التوجيهات الأساسية في هذا المجال تكمن في عمل تغيير طفيف في النمط الغذائي الذي يجب اتباعه وشيء بسيط جدا من النمط الحياتي، فتغيير نوعية الزيت الذي يستخدم للطهي والتركيز على استخدام الكثير من زيت الزيتون وبعض الثوم وما إلى ذلك له دور هام في إبعاد شبح أمراض القلب، فهناك طريقة تناول الغذاء مثلا، حيث إنه من المهم كما يقول خبراء التغذية أن يعمد المرء إلى حسن اختيار نوعية غذائه وتناول وجباته الغذائية على مهل. أحباء القلب الدكتور شفيق علي أخصائي التغذية الصحية بمستشفى ويلكير بدبي تحدث عن الزيوت المفيدة للقلب، قائلا إن الدهون المشبعة والدهون المتحولة غير مفيدة للجسم، لأنها ترفع نسبة الكوليسترول في الدم وكذلك الكوليسترول المنخفض الكثافة (الكوليسترول السيئ)، أما الدهون الأُحادية غير المشبعة والدهون المتعددة هي دهون مفيدة للجسم، لأنها تقلل نسبة الكوليسترول الكُلى والكوليسترول الضار كما تزيد من الكوليسترول الحميد (الكوليسترول المفيد) إذا تم تناولها باعتدال. ويتابع:«استنادا إلى التصنيف السابق، فإن أفضل زيوت الطهي هي التي تحتوي على أعلى كمية من الدهون غير المشبعة والأُحادية وتحتوي على أقل كمية من الدهون المشبعة والدهون المتحولة، وبالتالي، فإن زيت الزيتون وزيت الكانولا وزيت عباد الشمس وزيت الذرة كلها تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة ونسبة عالية من الدهون الأحادية غير المشبعة، وطالما أن استخدام الدهون والزيوت في الطهي وإعداد الطعام يكون بكميات معقولة، فإنه لا بأس من استخدام أي من الزيوت المذكورة آنفا». ويوضح على أن أكل السمك يعتبر أفضل طريقة لتخفيض احتمالات الإصابة بمرض القلب وعلى وجه الخصوص الأسماك التي تفيض بأحماض (أوميجا-3) الدهنية فهناك براهين علمية واضحة على قدرة السمك العلاجية والوقائية في مواجهة أمراض القلب والشرايين، ويرجح أن تكون الدهنيات البحرية الفريدة من نوعها الموجودة في الأسماك دواء القلب الرئيسي ما يجعل السمك الطعام الوحيد الذي كلما كثرت فيه الدهون كان صحيا أكثر. المغنسيوم والمكسرات تعتبر الخضراوات الورقية والبقول غنية بالمغنسيوم الذي يؤدي نقصه لجعل الفرد عرضة لأمراض القلب، فقد أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة مينسوتا على 15000 امرأة ورجل تتراوح أعمارهم ما بين 45 و 64 سنة، أن المصابين منهم بأمراض قلبية وارتفاع ضغط دم وسكري، تنخفض لديهم مستويات المغنسيوم في الدم بصورة كبيرة عما هي عليه عند الخالين من مثل هذه الأمراض، وأفضل مصادر المغنسيوم من المأكولات هي التوفو (جبنة الصويا) والخضروات الورقية كأوراق السلق والسبانخ ونخالة القمح وبذور اليقطين ودوار الشمس والبقول الجافة (الحمص، الفاصوليا، العدس) والمحار والسمك. وأكد تقرير صدر عن دراسة أجرتها جامعة هارفارد على 86000 امرأة على مدى أربعة عشر عاما إلى وجوب أكل بضع حبات من المكسرات كالفول السوداني أو الجوز أو اللوز للوقاية من أمراض القلب، فاحتمالات الإصابة بمرض القلب انخفضت عند النساء اللواتي أكلن خلال فترة الدراسة ما يزيد عن مائة وخمسين جراما من كافة أنواع المكسرات في الأسبوع بنسبة 35 بالمائة أكثر مما انخفضت لدى النساء اللواتي لم يزد مقدار المكسرات التي كن يأكلنها عن ثلاثين جراما في الشهر، كما أدى استهلاك المزيد من المكسرات أيضا إلى انخفاض الوفيات الناتجة عن أمراض القلب بنسبة تسعة وثلاثين بالمائة، فيما تراجعت احتمالات الإصابة بالأزمة القلبية غير القاتلة بنسبة خمسة وثلاثين بالمائة. الخضراوات صديقة القلوب من شأن الفاكهة والخضار تخفيض احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية أو الجلطات الدماغية حتى وإن كان الشخص قد تعرض لإصابة سابقة، فلا شك في أن شرايين الأشخاص الذين يأكلون الخضار والفواكه بكثرة تكون في حالة أفضل من حالة شرايين الأشخاص الذين لا يتناولونها إلا نادرا. ولدى النباتيين أقل معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية وقد خفضت النساء اللواتي كن يأكلن حبة جزر كبيرة أو مقدار نصف كوب من البطاطا الحلوة إضافة إلى طعامهن اليومي احتمال إصابتهن بالسكتة القلبية بنسبة 22 بالمائة، والجلطة الدماغية بنسبة 40 إلى 70 بالمائة حسبما ورد في دراسات جامعة هارفرد. ومن أهم العوامل التي يمكن اتباعها للحماية من أمرض القلب، بحسب ما يذكر الدكتور ديريك كتنج في كتابه «لنوقف النوبة القلبية»، هي أن يتناول الفرد ما لا يقل عن خمس حبات من الفواكه والخضر يوميا حيث إنها غنية بمواد كيميائية مثل البوتاسيوم المهم لتنظيم دقات القلب والسيطرة على ضغط الدم، كما أن الفواكه والخضر غنية بالعناصر المضادة للتأكسد، والتي من شأنها أن تمنع الكوليسترول من تكوين الكتل على جدران الأوعية الدموية وشرايين القلب كما إنها تساعد في التخلص من العناصر الكيميائية الضارة. ? العسل.. أكسير الشباب يتفق كثير من خبراء التغذية على أن عسل النحل يعد من أفضل الأغذية لصحة القلب ولمرضى القلب على وجه الخصوص، حيث يعمل على تقوية النسيج العضلي للقلب، ويساعد في إصلاح وتجديد أنسجة الجسم بصفة عامة، علاوة على أنه غذاء سهل الهضم والامتصاص ولهذا ينصح الأشخاص ممن تجاوزوا سن الأربعين بصفة عامة بتناول عسل النحل بصفة يومية لتأثيره المقاوم للشيخوخة وذلك بأخذ ملعقة إلى اثنتين منه يومياً. ويمكن إذابته في كوب لبن دافئ فيكون غذاء شهياً مفيداً. وهناك وصفة خاصة لمرضى القلب وهي تناول كوب من عسل النحل مع اللبن وعصير الليمون يومياً كل مساء قبل النوم، كما ينصح مرضى القلب بتناول مثل هذا الكوب كلما اضطروا للاستيقاظ من النوم بسبب الألم أو صعوبة التنفس.