الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أودي» تتوجه لإنتاج سياراتها في الأسواق الخارجية

«أودي» تتوجه لإنتاج سياراتها في الأسواق الخارجية
8 سبتمبر 2013 22:05
تبذل شركة أودي جهوداً مقدرة للتوازن، حيث تستفيد مبيعاتها من مفهوم العملاء في أن الموروث الذي خلفته نابع من جودة منتجاتها، في وقت ترغمها فيه الضغوطات الاقتصادية على توسيع دائرة إنتاجها في الأسواق النامية، بعيداً عن موطنها في ألمانيا. واستثمرت الشركة مليارات الدولارات لتوسيع حجم إنتاجها وحضورها في الصعيد العالمي خلال السنوات القليلة الماضية، بينما استمر تراجع الطلب في أوروبا في طرد الشركات الصناعية خارج حدود القارة. وأكد روبرت ستادلر، المدير التنفيذي لشركة أودي، أن العام المقبل سيكون أول سنة تقوم فيه الشركة بصناعة سيارات في الخارج يفوق عددها ما تتم صناعته داخل ألمانيا. ولا يقتصر الأمر على ضعف السوق الأوروبي لتدفع بالشركات للخارج بحثاً عن انتعاش الطلب في مناطق أخرى، بل تلعب عوامل مثل الرسوم الجمركية المفروضة على الوارد وتقلبات سعر الصرف وتكاليف الترحيل، دوراً مهماً أيضاً. ومن المنتظر أن تستمر أودي، الفرع التابع لشركة فولكس فاجن أكبر شركة أوروبية من حيث المبيعات، في نقل إنتاجها للخارج مع الاحتفاظ بسعتها الإنتاجية في ألمانيا ثابتة. وتم إنتاج 55% من مجموع سيارات أودي البالغ عددها نحو 815 ألفا، في خطوط تجميع خارج ألمانيا، من واقع نحو 75% قبل أقل من خمس سنوات. وذكر ستادلر، أن الشركة تخطط لإنتاج ما بين 35% إلى 40% من سعتها الكلية داخل ألمانيا في المدى البعيد، لا سيما وأن الفرص تتوفر في الخارج مع وضع أميركا الجنوبية ودول الآسيان على رأس الأولوية. وتعكف الشركة في الوقت الحالي على إنشاء مصانع لها في كل من المكسيك والصين، لتكون الخطوة التالية في البرازيل. وأضاف ستادلر: “نحن بصدد إصدار قرار فيما يتعلق بإنشاء مصنع البرازيل في غضون النصف الثاني من العام الحالي. وتعتبر البلاد من أسواق النمو الهامة، حيث فرغت بي. إم. دبليو منافسنا الرئيسي، من بناء خطوط تجميع في البرازيل في العام الماضي”. وأودي ليست الشركة الوحيدة التي تعمل على تحويل إنتاجها للخارج، حيث شارفت بي إم دبليو على مضاعفة سعتها الإنتاجية في أميركا وجنوب أفريقيا والصين خلال العامين الماضيين. كما استثمرت مرسيدس بكثافة خارج أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية. لكن وفي حين يظل ما بين 70 إلى 75% من إنتاجها في ألمانيا، يتم بيع 40% فقط من سياراتها في أوروبا. وأعلن مدير ديلمر التنفيذي ديتر زيتش، أنه وبحلول نهاية العقد الحالي، سيتم إنتاج نصف سيارات مرسيدس داخل ألمانيا. وبجانب مشاريعها خارج موطنها ألمانيا، تستثمر الشركة نحو 2,4 مليار دولار في مصنع توسكالوسا بولاية ألباما الأميركية، لصناعة الجيل الجديد من موديل سي كلاس. ومع ذلك، فإن تحويل جزء كبير من الإنتاج للخارج، ساعد في نمو السعة الإنتاجية داخل ألمانيا. وقال كريستوف ستيرمر، المحلل في مؤسسة آي إتش إس للمركبات، إن الإنتاج المحلي يمثل جزءاً من كينونة الشركة، كما أن الموديلات الفاخرة مرتبطة بعبارة “صُنع في ألمانيا”، التي تعتبر من أهم مميزات البيع. ولا تخلو عمليات الإنتاج في الخارج من الأهمية من الناحية الاقتصادية، حيث أقر بذلك ممثلو الاتحادات العمالية خاصة فيما يتصل بالمنافسة. ويقول كريستيان برونكهورست، خبير المركبات في اتحاد العمال الألماني آي جي ميتال: “يتمركز نمو القطاع في البرازيل وروسيا والهند والصين، وليس من المتوقع تحقيق نمو مماثل في أوروبا. لذا رأينا ضرورة الاستجابة للطلب المحلي من خلال الإنتاج المحلي”. وأودي الآن في منتصف الطريق لأكبر برنامج استثمار في تاريخها. وأعلنت الشركة في نهاية 2011 أنها بصدد استثمار أكثر من 3,5 مليار يورو سنوياً في الفترة بين2012 إلى 2014 أو ما مقداره 11 مليار يورو. وتخطط الشركة لاحتلال المقدمة في قطاع السيارات الفاخرة بحلول 2020، حيث تستهدف تحقيق مبيعات قدرها 1,5 مليون سيارة للعام 2015. وربما تصل الشركة لهذا الرقم خلال العام الحالي الذي بلغت مبيعاته في النصف الأول منه نحو 780 ألف، بفضل النمو القوي في أميركا والصين. وتبدو بداية النصف الثاني قوية أيضاً. ويؤكد ستادلر قوله: “تتسم العمليات الإقليمية بعدم التساوي، حيث يعتبر السوق الأميركي مستقرا لحد كبير وحتى الاقتصاد الصيني استمر في النمو ما أدى لزيادة الطلب. لكن في أوروبا، ما زالت آثار أزمة الديون السيادية ماثلة”. وتتوقع أودي، تراجع سوق السيارات في أوروبا خلال هذا العام بنسبة تتراوح بين5 إلى 6%، لتصبح السنة السادسة على التوالي من الركود في أدنى مستوى من المبيعات منذ بداية تسعينيات القرن الماضي. لكن بصرف النظر عن أوروبا، من المتوقع أن يحقق القطاع نمواً على الصعيد العالمي، يصل إلى 2% خلال العام الحالي مدعوماً بأميركا والصين. وأودي هي أول شركة لصناعة السيارات الفاخرة التي تدخل السوق الصيني قبل 25 عاماً. وبقطف ثمار هذا التاريخ، تتوقع أن تبلغ مبيعاتها السنوية هناك، نحو 700 ألف سيارة بحلول 2020. وفي حين باعت نحو 400 ألف سيارة في الصين في العام الماضي، تطمح الشركة لبيع أكثر من 45 ألفا في هذا العام. وتُعول معظم شركات صناعة السيارات، على تحقيق النمو عبر إنشاء فروع لها في الصين خلال السنوات القليلة المقبلة. وتملك أودي نحو 300 وكالة لبيع سياراتها في الصين، العدد الذي تخطط لأن يتجاوز 500 بحلول 2020. وفي أميركا بدأت الشركة في الانتعاش، بعد سنوات من الركود خلف منافساتها الأخريات. ويقول ستادلر: “هدفنا في أميركا هو تجاوز نقطة بيع 150 ألف سيارة. ونتمتع في الوقت الراهن بأقل مستوى من المحفزات في قطاع السيارات الفاخرة، نظراً إلى تركيزنا على النمو النوعي وليس الكمي.” ويمثل البلدان أهمية خاصة بالنسبة لدعم الشركة لتحقيق المركز الأول في قطاع السيارات الفاخرة. وبالإضافة إلى استفادة الشركة من الانتشار العالمي، من المنتظر أن تستفيد أيضاً من إنتاج العدد الكبير من الموديلات المختلفة لمساعدتها في احتلال الصدارة. وتقوم الشركة بإنتاج 44 موديلاً في الوقت الراهن، تخطط لرفعها إلى 60 خلال السنوات القليلة المقبلة. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©