الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دلال للسيدات

26 سبتمبر 2014 22:32
ما أن تتناهى إلى سمعك عبارة إحداهن وهي تدعو صديقتها على الهاتف إلى لقائها في صبحية الاثنين بطريقة مغرية مثل «نشرب شاي ونتريق على راحتنا وبعدين نتسوق»، حتى يتبادر إلى ذهنك منظر الصديقة المتلهفة على الطرف الآخر من الهاتف وهي لا تكذب خبر: «أنا سأكون هناك قبلك» تقصد في مركز التسوق حيث تقام الفعالية. صبحية الاثنين دلال للسيدات، وحتى نكون منصفين فإن كل امرأة تتمنى وقتا لنفسها. تتمنى الاستمتاع خلاله بكل ما هو جديد ومميز. في مكان تجد فيه كل ما تحلم به. مكان يكسر الروتين اليومي أو الفراغ العملي أو الضيق والاكتئاب كسرا، ويجدد النشاط برشفة فنجان قهوة و«ريوق» خفيف وأحاديث من القلب على«الكوفي شوب» أو أي مطعم تشعر فيه بالدلال. دلال من الخدمة الراقية إلى الابتسامة، إلى الأجواء المكيفة إلى الديكور والألوان الجذابة والموسيقى الهادئة. مكان تشعر فيه بالاسترخاء قبل أن تبدأ عملية التسوق. لكن هل يقتصر التسوق بهذا الشكل علينا نحن النساء فقط، حتى يخصص لنا وقت كصبحية الاثنين أو الثلاثاء؟ طوال حياتها ربطت عملية التسوق والاستهلاك والتبذير بالمرأة. بمسألة سيكولوجية يعتقد بأنها موجودة لديها. فهي وحدها التي تصيبها حمى التسوق، التي لاتستطيع بموجبها مقاومة الإعلانات الترويجية التي أصبحت أكثر إثارة هذه الأيام! وجاءت معها فكرة توفير الأجواء المناسبة لها لتقوية هذا السلوك، حتى تغير ما يمكن أن يطلق عليه ثقافة التسوق. أصبح التسوق مؤسسة تطور نفسها باستمرار إعلامياً وبحثياً من خلال الدراسات والإحصاءات التي يخضع لها المستهلك لمعرفة ما الذي يريده، وتدليله. والسؤال هل تلام المرأة بعد ذلك الدلال؟ وهل فعلت أو تفعل أي مؤسسة أخرى ما تفعله مراكز التسوق من أجلها؟ الحقيقة أن أي من مؤسساتنا الأخرى لم تفعل ذلك، لا مكتبات مثلا تعلن عن فعاليات لترويج منتجاتها الورقية والإلكترونية وغيرها مما يتوافر بين فترة وأخرى ولا غير المكتبات. تخصص ركنا غير تقليدي كاستراحة مغرية مثل تلك التي تجذب النساء وغيرهن إلى مراكز التسوق. يشعر فيها الإنسان بالدلال وهو يمارس قراءة أو شراء أو استعارة الكتب. تتساءل: لماذا لاتخلق المؤسسات الثقافية أجواء اجتماعية نفسية مشابهة؟ لماذا لاتروج لنفسها بهذه الطريقة فهي ليست عيبا؟ لماذا لاتطور نفسها بحثيا مثلا للوقوف على مسببات العزوف عن القراءة لدى شريحة الشباب والمرأة التي لاتستطيع أن توقف عنها سحر السوق؟ نحن لاننكر أن هناك تجارب شابة تسعى لإضفاء مفهوم جديد على المكتبة خاصة التجارية، أنت هناك للبحث عن الكتاب أي التسوق وتناول الشاي والقراءة أو المراجعة بالنسبة للدارسين والباحثين وحتى تناول وجبة الإفطار أو الغداء في مركز التسوق الذي توجد به المكتبة. لكن هناك برامج ثقافية أكبر نريد لها التطوير ولو على شاكلة صبحية الاثنين دلال للسيدات، على الرغم من أننا لا نريد لها أن تكون بهذا الشكل تماماً! تقول إحدى المتسوقات ممن جربن التسوق بعد الاستماع إلى الإعلان.. لقد صدمت صراحة فبعد ساعات من اللف والدوران فوجئت بأن المحلات المشاركة في التخفيضات تعرض سلعاً لا تناسب احتياجاتي، ولا حتى احتياجات غيري من النساء! لا شيء حتى التخفيضات غير حقيقية!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©