الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراسلون أجانب يبتدعون خططاً لتغطية تطورات أحداث القاهرة

مراسلون أجانب يبتدعون خططاً لتغطية تطورات أحداث القاهرة
8 سبتمبر 2013 21:24
بعدما باتت الاحتجاجات في مصر حدثاً شبه يومي منذ يناير 2011، تطورت خبرات الكثير من الصحفيين المتخصصين في تغطية المتظاهرات، وخلال ذلك كان لعشرات المراسلين الأجانب طرق خاصة وتقنيات مثيرة بعضها تعلموه بالتدريب والتخطيط، وبعضه استخلصوه من أرض الواقع ومعايشتهم للمخاطر التي واجهت عملهم في قلب الحدث، وهذه كلها باتت تشكل ما يسمى «نصائح تساعد الصحفيين الأجانب لدى تغطية احتجاجات القاهرة»، ولاسيما الصحفيين المستقلين الذين يعملون لحسابهم، ولا تتوافر لهم مؤسسات مهنية مسؤولة عنهم وإن كان معظم هؤلاء «يبيعون» إنتاجهم من صور وأخبار ومحتويات مرئية ومسموعة لعدد من كبريات الصحف وشبكات البث العالمية. اختيار الكثير من الصحفيين محتوى لا يخلو من المخاطرة وسط الظروف الاستثنائية التي كانت تشهدها بعض التظاهرات في مصر، تطلب منهم وخاصة من العاملين لحسابهم الخاص إجراءات استثنائية. وقد تحدث عدد من هؤلاء ضمن تحقيق نشره مركز الصحافة الأوروبية، وكتبته الصحفية الأميركية كاتلين كلور، التي تقييم في القاهرة منذ أكثر من سنتين بوصفها موقعا مغريا للصحفيين المستقلين، حيث يمكن العثور على الكثير من القصص الإخبارية، وسط حالة من عدم اليقين. تجارب حقيقية إلى جانب عدد كبير من الصحفيين المصريين يعمل المراسلون الأجانب الذين لا يتقنون العربية، ومنهم المصور الأسترالي إد جايلز الذي يزود الصفحات الأولى لصحف «نيويورك تايمز»، و»جارديان» و»سيدني مورنينج هيرالد»وغيرها، ما يتطلب منه التقاط صور وقصص فريدة وقوية، وعليه بالتالي أن يكون قريبا جدا مما يحدث وتصوير التعابير على وجوه الناس وردود أفعالهم. وجايلز وأمثاله كان عليهم للبقاء سالمين خلال هذا العمل حضور تدريبات على العمل في «بيئة معادية» مثل الدورات التي تقيمها شركة «تي أو آر» في لندن لتخفيف المخاطر، وهي شركة تتولى كذلك تدريب مراسلي شبكة «بي بي سي»، المكلفين بمهام في مناطق تصنفها الشبكة «بمتوسطة وعالية الخطر» مثل مالي وأفغانستان والقاهرة، وهذه الدورات قد تستغرق عدة أيام، وتساعد المشاركين على البدء بفهم المخاطر التي قد يواجهونها وكيفية التخفيف منها والإسعافات الأولية، وكيفية تجنب المراقبة، وتكتيكات الجيش والشرطة بهذا الصدد، والتخطيط المناسب للتغطية في ظروف خطرة، وتكلفة هذه الدورات عالية بالنسبة لصحفي يعمل لحسابه. لكن جايلز كان حصل على واحدة من المنح التي عرضت على الصحفيين المستقلين من قبل مؤسسة «روري بيك ترست» لحضور دورة تدريبية عن البيئة المعادية أقيمت في 2011 بلبنان. إلى ذلك، تقول سارة جيازيري، مسؤولة برنامج «روري بيك ترست» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن المؤسسة قدمت للصحفيين المستقلين نحو 45 منحة مماثلة في 2012 لتغطية معظم تكاليف حضورهم دورة معتمدة من هذا النوع. وهي تعتبر أن «التدريب على البيئات المعادية يساعد على التفكير في الأسئلة الرئيسة قبل ذهاب المراسلين إلى مواقع يمكن أن تكون خطرة». من جهتها، تقول المصورة الصحفية الهولندية ايستر نيرمن، التي تعمل لحسابها الخاص في القاهرة، إنها أخذت دورات قصيرة في السلامة في مدرسة الصحافة حين كانت تعمل في تلفزيون «إن أو أس» الهولندي. تأمين صحي إلى جانب التدريب يجب على الصحفيين أن يتزودوا ببوليصة تأمين صحي، ومعرفة أماكن المستشفيات على الخريطة وخدمات الطوارئ، التي يمكن الحصول عليها، فهذه الأمور يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في حركة المراسلين على أرض الواقع، من حيث توفير الوقت والمال. جايلز اشترى بوليصة تأمين من جمعية «مراسلون بلا حدود» بنحو 280 دولاراً أميركياً، وهي جمعية فرنسية لا تهدف للربح وتغطي كافة أشكال التأمين للصحفيين حول العالم، كما إن هناك جهات أخرى يمكن أن توفر تأمينا للصحفيين المستقلين. ويشكل تجنب المضايقات والتحرش خلال تغطية الاحتجاجات شاغلا مهما للمراسلين الأجانب، ولاسيما الإناث. تقول الهولندية نيرمن إن مستوى التحرش الجسدي واللفظي مثلا في القاهرة هو أعلى بكثير ما هو عليه في العديد من البلدان الأخرى. لكن المضايقات «العشوائية» قد تشمل المراسلين من الجنسين. وهي تشير إلى أن من أصل عشر مرات تناولت فيها الكاميرا لالتقاط الضور كان شخص واحد يسألها عما تفعله ولماذا تلتقط الصور وما الذي تصوّره، وبعضهم كان «يذهب إلى أبعد من ذلك كعرقلة التصوير وحجب الكاميرا أو أخذها». ويسهّل الحصول على اعتماد من الجهات المعنية بعمل المراسلين الأجانب حتى لو كانوا في مهمة صحفية قصيرة؛ ففي أبريل الماضي كانت الصحفية الهولندية رينا نيتجتس تجري مقابلات مع شباب في الشوارع وصاح بها صاحب مقهى واتهمها بأنها جاسوسة وطلب من الشرطة القبض عليها، ولم يكن لديها بطاقة اعتماد صحفية صالحة لغاية ذلك التاريخ. ولم يجر الإفراج عنها إلا بعد تدخل السفير الهولندي في مصر. معرفة الاتجاهات والعتاد يقول البعض إن هناك وتيرة للاحتجاجات، وأن معرفتها تساعد المراسلين على تحديد أماكن مناسبة لعملهم أثناء التظاهرات، وكيفية مغادرتها حين يلزم. ويقول المصور الأميركي كليف تشيني الذي يعمل في القاهرة منذ أبريل 2012 بعد أن زارها في مهمة قصيرة في 2009، أنه وبعض المراسلين تعرضوا للإزعاج أثناء عملهم وأن من يتسبب لهم بالمشاك هو «ناس نصف مقاتلين». أما نيرمن فتفضل أن تكون أقرب إلى الصفوف الأمامية عند حدوث اشتباكات «حيث توجد أقل المضايقات، ويكون الناس مشغولين برمي أو تجنب الحجارة والرصاص والغاز المسيل للدموع». وللبقاء سالماً؛ يجب أن يكون المراسل واعياً لكيفية عمل الشرطة أو قوات الأمن المركزية (مكافحة الشغب). وتقول نيرمن إنها حيــن تتوجه لالتقاط الصور تحمل معها «الكاميرا، العديد من العدسات، قناع غاز، نظارات السلامة، وشاحا، والنظارات الشمسية وجهاز الآيفون، وشيئا لربط الشعر إلى الخلــف ومصروف الجيب الكافي للطعام والشراب وربما ميكروباص أو سيارة أجرة. وعندما يكون الطقس باردا في الليل، ألبس رداء، وبالتالي لا يمكن للناس ألا يقولوا عندها أنني امرأة وأجنبية». من جهته، يقول تشيني إنه يربط كاميرته الباهظة الثمن مع ثيابه ليجعل سرقتها وسط الحشود صعبة، وهو يتزود بالخوذة والسترة الواقية للرصاص وقناع ضد الغاز وعصابة رأس وذلك تبعا للحالة المناسبة لنوع الاحتجاج، أي إنه يبدو كمقاتل. ومن النصائح المفيدة؛ مواكبة المراسلين لمواقع التواصل فالتغريدات ذات المصدر الموثوق تساعدهم على التواصل في الوقت الحقيقي مع بعضهم البعض، وكذلك مع بعض المتظاهرين، وخاصة عندما يصبح الوضع أكثر عنفا في الشارع. ولأن عمل المراسل معرض للرقابة فيفضل أن يكون واعياً بالمحيط الذي يعمل فيه وبالذين يمكن أن يتبعوه وبأجهزة الاتصال التي يستخدمها ولاسيما العاملة عبر الأقمار الاصطناعية. فجايلز يتجنب الاتصال عادة من مكان إقامته. ويُنصح بتأجيل المراسل توقيت نشر بعض المحتويات ريثما يترك مكان إقامته المنطقة المعنية. ويقول تشيني إنه تلقى تهديدات بالقتل في ربيع عام 2012 أثناء تغطيته لاحتجاج لأن «البعض» تتبعوه على تويتر ثم تعقبوا موقعه على الإنترنت، حيث تم العثور على رقم هاتفه وبـدأت الرســائل النصية ترسل له. ويذهب البعض بعيدا في الاحتياطات حيث ينصحون المراسل بأن يتفق مع غرفة التحرير على بعض الرموز مثل تسمية ميدان التحرير بالمكان «أيه» والقصر الرئاسي بالمكان «بي» وكذلك بالنسبة لأسماء بعض المصادر وطرق السفر. استراتيجية المغادرة في الوقت المناسب تقول المراسلة نيرمين إن التطورات التي يمكن أن تدفعها إلى المغادرة مثل تقارير مؤكدة عن إصـابة أشــخاص للرصاص المطاطي أو الذخيرة الحية، إلقاء الحجارة. وقالت إنها تغادر أيضا عندما يُلاحظ العديد من الأطفال الصغار في خط المواجهة ففي هذه اللحظات يمكن أن يعني وجودها دعوة مفتوحة لاعتداء جنسي أوسرقة أغراضها. ويقول المصور الأميركي كليف تشيني إنه يغادر عندما تطالب حشود بوقف التصوير ولا تعود ترغب بوجوده. ففي هذه الحالات لا مجال للمنطق والإقناع. في الإجمال توجد أكثر من عشر نصائح يفضل للمراسلين الأجانب العمل بها، ولكن مع ملاحظة أن في وقت الصدمة قد يتعذر عليهم تذكر ما تدربوا عليه. ثمة ملاحظة أخرى أيضا وهي أن بعض هذه النصائح قد تصلح لجميع المراسلين الميدانين الأجانب والمحللين. لكن من المؤكد أنه لولا عمل مثل هؤلاء المغامرين ولولا صورهم لما تيسر لملايين المتابعين من معرفة الكثير من الأمور التي تجري داخل تلك التظاهرات، ولهذا فإن مصادر الخطر عليهم قد تتعدد أيا كانت جنسياتهم، ففي مارس الماضي تظاهر مصورو الإعلام المحلي احتجاجا على تعرض ما لا يقل عن 14 صحفيا للاعتداءات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©