الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أكثر القضايا المنسية دلالة

8 سبتمبر 2013 21:24
أقل من عامين ويحلّ موعد تحقيق «أهداف التنمية الألفية»، التي اتفقت عليها في سبتمبر 2000، الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وبينها جميع الدول العربية، ونحو 23 منظمة دولية، وذلك بموجب إعلان الأمم المتحدة للألفية، الذي يلزم الدول الأعضاء بمكافحة الفقر والجوع والأمراض والأمية، وتعزيز التعليم، وخفض وفيات الأطفال، والتمييز ضد المرأة، وضمان الاستدامة البيئية، وإقامة شراكة عالمية من أجل التنـمية. كل ذلك يجب أن يتحــقق بحلول العام 2015. المقارنة بين هذه الأهداف وبين ما يجري في العديد من الدول العربية يدفع للأسى، فالمآسي الطارئة تكاد تجعلها شأنا ثانويا جداً. ومن المؤكد أن تحقيق هذه الأهداف لن يتم لا في 2015 ولا في 2025 ربما. ليست وحدها أهداف التنمية قد تم نسيانها أو مرشحة للنسيان. فحتى الكوارث الإنسانية المعيبة علينا وعلى المجتمع الدولي، والتي تحتل مقدمة المشهد العالمي اليوم، مثل نزوح نحو سبعة ملايين سوري وما يطرحه من تداعيات خطيرة على كل مستوى ولسنوات طويلة قادمة، حتى هذه القضية لا شيء يدلّ على أنها غير قابلة للنسيان. ففي ذروة الاهتمام الدولي والإقليمي بسوريا تؤكد منظمات المجتمع الدولي أنها لم تتلق سوى 70 مليون دولار مخصصة للاجئين السوريين من أصل 250 مليوناً سبق وتعهد بها المعنيون. صحيح أن المأساة السورية خطفت الأنظار من المأساة العراقية، لكن عمليات القتل اليومي فيما ما بين الرافدين، وبعد أكثر من عشر سنوات من سقوط صدام حسين، والمسار الانتحاري الطائفي والكريه للأحداث بعيدا عن اهتمام المجتمع الإقليمي والدولي، يشير أيضاً إلى لامبالاة فظيعة وقدرة جنونية على تقبل الكوارث والموت الجماعي إلى حد النسيان. وإلى جانب أزمات وتحديات أخرى تتعرض لنسيان نسبي نظرا لازدحام المشهد الإعلامي والأولويات الدولية في المنطقة، نكاد ننسى ليبيا المهدّدة بالتفكك وسيادة الميليشيات والفوضى الأمنية التي جعلت تصديرها النفطي صفراً رغم ترقب العالم حالياً قفز أسعار الذهب الأسود بنحو 50%. كذلك تبدو أخبار أفغانستان -في الإعلام والسياسة- مملّة رغم التساقط اليومي للقتلى من المدنيين والجنود. يحدث ذلك للعام الرابع عشر على التوالي. صحيح أنه في الإعلام، كما في السياسة وفي كل مجال، لا تتسع الأجندة لعدة أولويات دفعة واحدة. والجديد له أولوية، والفضائيات –مثلا- لا يمكنها البث أكثر من 24 ساعة. لكن أخطر ما في هذا الإعلام- والسياسة، ولو من دون دراية أو تعمد، جعل روتين الموت والمآسي موضوعاً غير ذات أولوية، لدرجة يتزايد معها نسيان أي تنمية والكثير من القضايا والملفات الساخنة، أو لدرجة التعمية المريرة، بحيث لا يعود هناك وقت للربط بين مفاتيح هذه القضايا ومخرجاتها خاصة وأنها تجري على كوكب واحد وفي منطقة واحدة وعلى يد الفاعلين الرئيسيين أنفسهم. عذرا، علنا نسينا ذكر فلسطين! barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©