الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«جوجل» يتحول إلى وجهة للإنترنت توفر المحتوى والمواقع التجارية

«جوجل» يتحول إلى وجهة للإنترنت توفر المحتوى والمواقع التجارية
26 سبتمبر 2014 21:30
قبل أن تتحول جوجل إلى شركة عامة قبل عشر سنوات، أعلن لاري بيج الشريك في تأسيسها، عن رغبته في إبعاد المستخدمين عن محرك البحث للمكان المناسب بأسرع وقت ممكن، لكن تمارس الشركة اليوم العكس تماماً، حيث تقوم بتوفير أكبر قدر ممكن من المعلومات للاحتفاظ بهؤلاء المستخدمين. وبينما كان الموقع يقدم العديد من الروابط نتيجة بحث معين للمستخدمين في الماضي، يوفر حالياً وفي أول نتيجة بحث، صوراً وعناوين وأرقام هواتف وعدداً من الخيارات الأخرى. وقرر أكبر محرك بحث في العالم، تغيير نمط نشاطه التجاري الأساسي وفكرة البحث الرئيسية. وتؤكد جوجل على التحول من مجرد مؤشر بحث، إلى وجهة للإنترنت، مع توفير المحتوى المطلوب والمواقع التجارية في حزمة واسعة من الخدمات. ومن المتوقع أن تقوم شركات الإعلان بدفع أكثر من 50 مليار دولار لجوجل هذا العام، مقابل العملاء الذين يتوقع زيارتهم لصفحاتها عبر محرك البحث العملاق. وبتقديم القائمة الخاصة بها بأسماء الفنادق مثلاً، من المتوقع أن تقصي جوجل شركات الإعلان مثل، وكالات السفر على الإنترنت التي تدفع لوحدها مليارات الدولارات سنوياً لجوجل. وتتخوف هذه الشركات، من أن تؤدي التغييرات التي قامت بها جوجل، إلى خفض عدد الحجوزات التي تتقاضى عمولات مقابلها. وقال أحد مديري وكالات السفر السابقي: “كل القيم المضافة ستصبح من نصيب جوجل، ليتحول الباقون إلى مجرد سلع”. تحقيقات ضد الاحتكار ونتجت عن هذا التحول على الصعيد العالمي، تحقيقات ضد الاحتكار، حيث يشتكي بعض الناشرين على الإنترنت من استغلال جوجل لنفوذها، بحجة تطوير محتواها وخدماتها، في عملية ربما تساعد بعض الشركات، لكنها تضر في نفس الوقت بأخرى. وقامت اللجنة الأميركية التجارية الفيدرالية، بإغلاق تحقيق لصالح جوجل قبل أكثر من عام. وتخاطر هذه التغييرات بوضع جوجل، كحكم محايد لمحتوى الإنترنت وكأكثر محرك بحث مستخدم في العالم. لكن ساعدتها هذه الصفات في الوقت الحالي، لتصبح ثالث شركة من حيث القيمة في أميركا بعد أبل وأكسون موبيل. وفي حالة اعتقد الناس أن جوجل تفضل محتواها الخاص على نتائج البحث المحايدة، ربما تتعرض لفقدان مستخدميها بمرور الوقت. لكن إذا اكتشف المستخدمون أن النتائج أكثر إيجابية، فمن المؤكد استمرارهم في تصفح جوجل، ما يرغم شركات الإعلان على البقاء بالقرب منهم. ولم يؤثر التحول، على نتائج جوجل المالية حتى الآن، حيث ارتفعت عائدات الإعلان بنسبة قدرها 18% خلال النصف الأول من العام الجاري، بالمقارنة مع السنة الماضية. وبينما ارتفع سهمها بنحو 4% خلال الفترة نفسها، زاد بنسبة 38% خلال الإثني عشر شهراً الماضية. وعللت جوجل تحولها نسبياً، كمجاراة لتحول المستخدمين من الكمبيوتر الشخصي، للأجهزة المحمولة. وتراجعت عائدات الشركة من الإعلانات على الكمبيوتر الشخصي خلال السنة الماضية لأول مرة. وعلى شاشات الهواتف الذكية الصغيرة، يقضي المستخدم المزيد من الوقت في التطبيقات والقليل من الوقت في تصفح الإنترنت، الذي عملت جوجل على تنظيمه والاستفادة منه مادياً من خلال الإعلانات المرتبطة بعمليات البحث. وبانتشار هذه الهواتف، زادت معها عمليات البحث في إعلانات جوجل. لكن انخفضت أسعار الإعلانات بنحو ما يقارب 20% منذ بداية 2012، وذلك نظراً إلى أن البحث من خلال الهواتف المحمولة أقل قيمة من على الكمبيوتر الشخصي. وينفذ المشترون عبر الهواتف المحمولة ثلث العمليات، بالمقارنة مع الذين يعقدون صفقاتهم على الكمبيوتر. ويقول بين جومز، أحد نواب المديرين في جوجل: “ليس الغرض هو الاحتفاظ بالمستخدمين في جوجل، بل توفير المعلومات لهم بأسرع وقت ممكن، سواء كان ذلك إجابة سريعة أو رابطا لصفحة معينة”. سوق البحث وبررت جوجل تطوير محتواها، بالسعي وراء جلب الفائدة للمستخدم أيضاً، الذي يمكنه التحول إلى محرك بينج أو أي محرك بحث آخر، في حالة عدم الاقتناع بالنتائج التي يوفرها موقع جوجل. ويُذكر أن جوجل حافظت على نصيبها من سوق البحث في أميركا عند 67% خلال الأربع سنوات الماضية. وغيرت جوجل في نتائج بحثها منذ العام 2004 عندما تحولت إلى شركة عامة، بهدف تقديم المزيد من المعلومات لمستخدميها وتشجيعهم على البقاء داخل أسوارها الافتراضية. كما دأبت أيضاً، على بيع المزيد من الإعلانات المتنوعة. ويمكن الآن ومن داخل تطبيق جوجل للخرائط، طلب سيارة أجرة من خلال الخدمة التي توفرها شركة أوبر للتقنيات. واستثمر فرع جوجل للمشاريع الاستثمارية مئات الملايين من الدولارات في أوبر. وجوجل لا تقدم رابطا مشابها بغرض منافسة تطبيقات من شركات مثل، ليفت أو سايد كار التي ربما تقدم أسعاراً أقل. ويرى البعض أن في ذلك نوعاً من المخاطرة، حيث ينبغي توفير المزيد من الخيارات عند استخدام العميل لخرائط جوجل. وتسمح الآن، العديد من الفنادق المدرجة في خدمات جوجل، بإدخال التاريخ المتوقع وحجز غرفة من الفندق مباشرة. ويعتقد خبراء القطاع، أن مثل هذه الخدمة تشكل تهديداً لبعض شركات الإعلان الكبيرة ووكالات السفر على الإنترنت العاملة مع جوجل مثل، برايس لاين جروب وأكسبيديا، التي تجني معظم عائداتها من عمولات الحجز. وفي حين تسعى جوجل لجمع وعرض المزيد من المعلومات، تعتمد أحياناً على ناشري الإنترنت الآخرين لمشاركة المحتوى. وطالبت جوجل في يوليو الماضي شركات الإعلان، بضرورة الكشف لها عن مراجعات المنتجات الواردة في مواقعها، أو لن يتم تصنيف إعلاناتها بالنجوم، التي تشجع المستخدم على تصفحها. وأدت بعض هذه الممارسات، إلى بروز شكاوى لمنظمي محاربة الاحتكار في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، التي دفعت جوجل لإحداث بعض التغييرات. وتقوم جوجل في الوقت الراهن، بتوفير العديد من الإجابات لأسئلة متكررة على صفحة النتائج، ما يوفر عناء البحث للكثير من المستخدمين. ولا تزال هذه الخطوات التي اتخذتها جوجل حتى الآن، تتطلب لجوء المستخدم لمكان آخر لإتمام حجز فندق أو أي عملية أخرى، رغم أن البعض يتخوف من إمكانية تغيير ذلك. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©