السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اسم الدلع» يتأرجح بين الدلال والاستهزاء

«اسم الدلع» يتأرجح بين الدلال والاستهزاء
8 سبتمبر 2013 21:14
أسماؤنا، تلك المفردات التي نحملها معنا منذ الصغر، ونكبر وتكبر فينا أسماؤنا، لكن أحياناً قد يطرأ على هذه الأسماء بعض من التغيير بتصغير الاسم الحقيقي كنوع من التدليل، وأحياناً يتجاوز ذلك إلى هجران تام للاسم الحقيقي والتنكر له باستبداله بأسماء لا تفوقه جمالاً ولا تشبهه معنى. وبين التدليل والاستهزاء وقف اسم الدلع حائراً فبعضهم أحبه دلالاً وآخر كرهه استهزاءً. وسيلة ماكرة «يستخدم البعض اسم الدلع وسيلة للاستهزاء بالآخر»، تقول نسرين، وتضيف: «عن نفسي لم أحمل سوى اسمي الحقيقي منذ الصغر، لكن عاشرت أشخاصاً عانوا حقيقة الاستهزاء بسبب اسم الدلع؛ مثال على ذلك طفلة صديقتي التي اسمها سارة، لكن تحت ستار الدلع والتدليل تحول اسمها إلى (صرصارة) وبرأيي هذا الاسم لا يمت إلى الدلال بصلة». وتخالفها الرأي ميشلين، التي لا تحب أن تنادى إلا باسم دلعها «ميشو». وتقول «اسم الدلع يبقيني صغيرة مهما كان عمري، كما أن مجرد سماعه في أذني يشعرني بمدى محبة وقرب الآخر مني؛ لأن الشخص لا يدلل أي شخص كان إلا إذا كان يكن له الود». وتضيف «أعجب من أولئك الذين يرفضون اسم الدلع، واعتقد أنهم جديون أكثر من اللازم». أما أبو عمر، فيقف موقفاً حازماً من «اسم الدلع»، حيث يرفضه رفضاً قاطعاً بالنسبة للذكور، وربما يتهاون قليلاً بأسماء دلع البنات. إلى ذلك، يقول «إذا بدأنا بتدليل الولد منذ الصغر، فماذا ننتظر منه عندما يكبر؟ بل على العكس يجب أن نزرع فيه صفات الرجولة الكاملة؛ لأن اسم الدلع له أثر على شخصيته وتكوينه». وبرأي هند أم محمد أن «اسم الدلع» هو نوع من «التنابز بالألقاب»، وهي ترفضه خاصة لكل ما «حُمّد وعُبّد»، وهي تغضب عندما يستبدل أحدهم اسم طفلها محمد ويناديه «دودي». وتضيف «الأسماء العربية جميلة وتحمل معاني رائعة، وأن نعتمدها فقط في حياتنا أجمل بكثير من التدليل، بل إن لذلك أثراً في إثراء معجمنا اللغوي بالتعرف إلى أسماء جديدة ومعانيها». حل ذكي ترى سابين أن هناك أسماء لا بد من استبدالها بأسماء دلع، فمثلاً عندما تجبر الأم على أن تحمل طفلتها أو طفلها اسم الجد أو الجدة وهي أسماء قديمة وليست دارجة، كان لا بد لها من أن تستبدلها بما يتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل؛ لأن البعض يحملون أسماء قديمة وتؤثر سلباً على نفسياتهم. وتوضح «صديقتي اسمها فرح وطفلتها اسمها فتحية، ولكنها تناديها توتو». ولنضال قصة غريبة مع «اسم الدلع»، تقول «طغى اسم الدلع على اسم زوجي الحقيقي حتى صار الجميع قريب أو غريب ينادونه (أحمتو) بدلاً من أحمد». وتضيف «لطالما أثار اسم دلعه غضبي؛ لأنني بصراحة أشعر بأن هذا الاسم ليس نوعاً من التدليل، وإنما هو نوع من التصغير من قيمة الشخص، كما أنني لا أحب أن يناديه هكذا أمام أطفالنا في المستقبل لذا دخلت في خصومة مع كل من كان يناديه باسم الدلع». وتشرح «في البداية، كانوا يعتقدونني أمازحهم ويفاجأون بردة فعلي تجاههم إلى أن استطعت أن أمحو (أحمتو) من قاموسهم تماماً». أما ريما، فتقول «جميلة هي أسماء الدلع، ولكنها خاصة بالمقربين كالأهل والأقارب والأصدقاء، ونحن في العائلة اعتدنا أن ننادي بعضنا بأسماء الدلع لدرجة أنه إذا ناداني أحدهم باسمي الحقيقي أشعر بأن هناك ما يغضبه مني». وتشير فاتن إلى أن «اسم الدلع إما أن يدل على المحبة والتدليل أو الاستهزاء والسخرية، وأنا عن نفسي تعرضت لذلك، فالمحبون يطلقون عليّ (فتونه)، ومن يريد إغاظتي يقول لي (فتوش) ناسين أو متناسين أن الهدف من اسم الدلع هو إظهار الود والمحبة للآخر وليس العكس». ارتباط زمني ترى أم كريم أن «اسم الدلع يجب أن يكون مرغوباً فيه من الشخص ذاته، فإذا ما شعرت بأن أحدهم يتضايق عندما تناديه بلفظ، ما عليك سوى أن تعتذر منه، ولا تعاود ذلك من جديد؛ لأن لذلك أثراً على نفسيته خاصة مع الأطفال، فربما لا يقوى الطفل إما لخجل أو احترام لك أن يخبرك بأنه منزعج من هذا اللقب، هنا عليك أن تكون أكثر ذكاءً وتلاحظ ردة فعل الآخر لاسم الدلع كي لا تكون له مضاعفات نفسية فيما بعد». وترى ياسمين أن أسماء الدلع تكون جميلة في مرحلة الطفولة، أي بمعنى أنه اسم وقتي فقط، ويجب ألا يرافق الشخص طوال حياته أو ربما يقتصر على تدليل الرجل لزوجته، فهذا التدليل له أثر طيب على نفسها، ويوطد أواصر المحبة بينهما وتبادله هي هذا الدلال على أن يقتصر الأمر كسر بينهما لا يتجاوزهما الاثنين كي لا يصبح نوعاً من السخرية. وعن تجربتها الشخصية مع دلعها لأبنائها، تتحدث أم محمد فتقول، لقد بالغت في استخدام أسماء الدلع لأبنائي خاصة الذكور حتى باتوا معروفين به رغم أنهم تجاوزوا الثلاثين خاصة في جو العائلة، فالجميع ينادويهم بـ»حمودي» و»عبودي»، وحقيقة شيء مزعج أن يلتصق بنا اسم الدلع فيطغى على حياتنا العادية، فلم نعد نستخدم الاسم الحقيقي سوى في المعاملات الرسمية. ولكن لم أشعر يوماً بأن أحدهم مستاء من ذلك، فهم يحبون تلك الأسماء أو ربما اعتادوها، لكن أنصح كل أم بألا تبالغ في استعمال اسم الدلع على حساب الاسم الحقيقي». وتشير نورة إلى أن اسم الدلع محبب من الجميع، شرط أن يتم اختياره بعناية ومن أحرف الاسم الأصلي كأن يكون تصغيراً للاسم فقط، ولا يتعداه إلى أسماء وصفات أخرى؛ لأن ذلك بالتأكيد سيكون أثره سلبياً على الشخص خاصة الفتيات. وتوضح «كانت لدينا فتاة في الحي منذ أن كانت صغيرة معروفة بقوتها، وكان الجميع وهي طفلة يلقبونها بـ (حنفي) ولا يزال هذا اللقب والاسم مرافقاً لها على الرغم من دخولها الجامعة، أعتقد أن من أطلق عليها هذا اللقب أساء إليها بدلاً من أن يدللها». ومن وجهة نظر غادة، فإن هناك أسماء يطغى عليها اسم الدلع، فمثلاً فاطمة متعارف عليه ان اسمها «تيما» أو «بطة»، وهنا التدليل مرغوب، ولكن يتحول إلى التدليل المرفوض عندما يحمل اسم الدلع صفة قبيحة أو تدل على الاستهزاء؛ لذا فمن السلامة أن ننادي بعضنا بأسمائنا الأصلية منعاً للإحراج. إلا إذا أخذنا الإذن من الشخص نفسه، كأن يطلب منا أن نناديه بلقب؛ فإحدى صديقاتي اسمها تماضر، وهي لا تحب هذا الاسم وتطلب منا أن نناديها بـ«تيمو». أثر نفسي عن رأي علم النفس في تأثير «اسم الدلع» على نفسية الشخص بصورة عامة والأطفال خاصة، تقول الاختصاصية النفسية ميرفت محمد إن «أسماء الدلع تتداول حسب الثقافة السائدة في المجتمع، فمثلاً نجد أنه يكثر استعمالها في المجتمعات المرفهة الغنية، وذلك بحكم الاستقرار الاقتصادي والأمان الاجتماعي، وبالمقابل تقل، بل وتكاد تختفي في المجتمعات الفقيرة التي تعاني أزمات اقتصادية وما يترتب عليها من ضغوط نفسية». وتضيف «من جانب آخر، نجد أن طبيعة بعض المجتمعات بحكم العادات والتقاليد الثقافة السائدة، تحبذ الدلع للفتاة وتحرمه بالمطلق على الذكر الذي يجب أن يشب على الرجولة وترى في اسم الدلع انتقاصاً له». وحول مدى تقبل الشخص لاسم الدلع خاصة الأطفال، توضح «يجب أن نعرف الأثر النفسي لهذا اللقب، وهنا يأتي دور الوالدين بحكم أنهما أقرب الناس لأبنائهم والأدرى بالتغيرات النفسية التي تطرأ عليهم سواء كانت فرحاً أو حزناً ومعرفة مدى تقبل الطفل لها، والأثر الرجعي لهذا الاسم في النفس ويأتي دور المساعدة في معالجة هذا الأمر إما بإعلام الأشخاص بطريقة ما بالكف عن استعمال هذا اللقب، أو بإفساح الطريق أمام الطفل أن يعبر بنفسه عما يريد». رأي الشرع عن رأي الشرع في «اسم الدلع»، نبه فضيلة الشيخ أبوعمر السالك إلى أن «اسم الدلع» لا يدخل ضمن التنابز بالألقاب لكونها أسماء محببة من الإنسان، ومراد بها التودد المحبة ولها أثرها في تقريب النفوس وتشييد الأخوة، أما التنابز بالألقاب فهو تغير الاسم بألقاب غير محببة من الشخص تؤدي للتنافر والبغض.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©