المنامة - وكالات الأنباء: توجه أمس نحو 65 ألف بحريني إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 11 نائباً في مجلس النواب و16 عضواً بالمجالس البلدية في جولة الاعادة للانتخابات البحرينية·
ويتنافس في هذه الجولة 22 مرشحاً على المقاعد النيابية من بينهم 5 من المعارضة و4 من الاسلاميين و13 مستقلاً، وازدادت أهمية هذه الجولة بعد حصول جميعة ''الوفاق'' الإسلامية (معارضة شيعية) على 16 مقعداً في الجولة الأولى، مما يوفر فوز المعارضة بخمس مقاعد إضافية سيطرتها على المجلس النيابي·
وتتوجه الأنظار في هذه الجولة بشكل خاص إلى الدوائر الثلاث التى يتنافس فيها مرشحو جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) التى تمثل يسار الوسط والليبراليين والمتحالفة مع ''الوفاق''، حيث يخوض مرشحو ''وعد'' الثلاثة وهم عبد الرحمن النعيمي وابراهيم شريق وسامي سيادي منافسة شرسة في مواجهة مرشحين من جمعية المنبر الوطني الإسلامي ''الاخوان المسلمين'' الموالية للحكومة· وتحدد هذه الدوائر الثلاث شكل المجلس النيابي البحريني الجديد· فيما يخوض المرشح الليبرالي عبد العزيز ابل المدعوم من الوفاق واليسار منافسة أقل شراسة في مواجهة رجل العمال المستقل عبد الحكيم الشمري·
ويتنافس في هذه الجولة مرشحان مستقلان من جمعية ''الوفاق'' المنافسة في احدى الدوائر مما يضمن لـ''الوفاق'' المقعد السابع عشر، فيما يخوض مرشحها مهدي أبو ذيب جولة الاعادة في مواجهة مرشح لـ''المنبر''· وذكر مراقب ''الوفاق'' بمركز الانتخابات العام في مجمع السيف أنه قد لوحظ حالات توجيه لعدد من العسكريين الذيك كانوا يصوتون في هذا المركز لحظة قدومهم اليه· إلى ذلك لوحظ وجود أمني كثيف لدى هذا المركز مما أثار حالة انتباه لدى المراقبين التابعين للجمعيات السياسية والحقوقية·
وقد أبدت القوى الوطنية المعارضة عدة اعتراضات حول استخدام المراكز العامة للتأثير على نتائج الانتخابات الإجمالية وسط مقولات تم تداولها بخصوص تجيير عدد من الأصوات لصالح قوى ''الموالاة'' على حساب مرشحي المعارضة في الدور الثاني·
وأعلن مسؤول بحريني كبير لوكالة ''فرانس برس'' إنه من المتوقع اعلان الحكومة البحرينية الجديدة غداً الاثنين، مشيرا الى انها ستشهد خروج حوالي ثلاثة وزراء من تشكيلة الحكومة ودخول اربعة آخرين للمرة الاولى· وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الافصاح عن هويته انه سيتم تعيين وزير للمرة الاولى كوزير دولة لشؤون الدفاع كما سيتسلم احد اعضاء مجلس الشورى (المعين) المنتهية ولايته وزارة البلديات·
واضاف انه سيتم تعيين وزير تكنوقراطي قريب من جمعية الوفاق الوطني الاسلامية (التيار الرئيسي وسط الشيعة) التي حازت على حوالي 40% من مقاعد مجلس النواب في الدور الاول من الانتخابات الاسبوع الماضي ليتسلم وزارة التجارة والصناعة التي يشغل حقيبتها حسن فخرو· واضاف المسؤول البحريني ان التغييرات ستطال حقيبة الكهرباء والماء التي من المرجح ان يتم دمجها مع وزارة اخرى اضافة الى الغاء وزارة الشؤون الاسلامية التي ستتحول صلاحياتها الى المجلس الاسلامي الاعلى الذي يرأسه في الوقت الحالي نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الاسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة· واشار المسؤول الى ان التغيير سيطال حقيبة العدل ايضا التي يشغلها حاليا محمد علي الستري ووزارة شؤون مجلسي الشورى والنواب التي يتولاها حاليا عبدالعزيز الفاضل مضيفا ان من المرجح ان يتولى هذه الحقيبة وزير سابق هو جواد العريض الذي سيعين نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير لشؤون مجلسي الشورى والنواب·
وقال المسؤول ان من المرجح ان تعلن الحكومة البحرينية التي يرأسها الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة استقالتها اما اليوم الاحد بعد اجتماعها الاسبوعي او يوم الاثنين حيث ستعلن التشكيلة الجديدة للحكومة التي ستؤدي القسم امام ملك البحرين في 5 ديسمبر· ومن المقرر ان يفتتح ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة اولى جلسات يعقد البرلمان في 14 ديسمبر·
ويذكر أن البرلمان القادم بات الآن تحت سيطرة الإسلاميين بعد الفوز الكبير الذي حققوه في الجولة الأولى من الانتخابات وبعد أن انتخب 13 آخرين من الأعضاء السنة في البرلمان، يمثلون حركة الأخوان المسلمون والحركة السلفية، انتخبوا مع المرشحين الشيعة في جمعية الوفاق· ودعا مجتمع الأعمال، الذي أبدى قلقه بالفعل حيال سيطرة الإسلاميين على البرلمان بعد موقف كان أشبه بالمواجهة بينهم وبين الإسلاميين في البرلمان السابق، دعا الفائزين في الانتخابات إلى عزل الاقتصاد عن الخلافات السياسية الداخلية· وقال عصام فخرو رئيس غرفة التجارة والصناعة البحرينية إن الغرفة تؤيد تمثيل المعارضة في البرلمان·
ويذكر أن انتخابات هذا العام، والتي تمثل نهاية مقاطعة المعارضة للانتخابات،هي الأولى في تاريخ البحرين التي يسمح فيها لجماعات سياسية بخوض سباق الانتخابات رسمياً حيث قفزت ست من هذه الجماعات التي هي أشبه بالأحزاب إلى حلبة السباق الانتخابي·
وهذه هي المرة الثانية في غضون أربع سنوات التي يتوجه فيها الناخبون البحرينيون إلى مراكز الاقتراع بعد أن أدخل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة إصلاحات شاملة على نظام الانتخابات المحلية بعد توليه مقاليد الحكم عام ·1999
عدد اليوم
