الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..محمد بن زايد في القاهرة

غدا في وجهات نظر..محمد بن زايد في القاهرة
8 سبتمبر 2013 19:34
محمد بن زايد في القاهرة استنتج عبدالله بن بجاد العتيبي أن علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة مع الدولة المصرية ضاربة الجذور في التاريخ ومتشابكة المصالح في الواقع، كانت كذلك وستبقى، ويتداول كثير من المتابعين عباراتٍ خالدةٍ للشيخ زايد يتحدث فيها عن قيمة مصر وأهميتها للدول العربية. وقفت دول الخليج، ومنها دولة الإمارات، مع مصر في حرب أكتوبر 1973 وكان قرار وقف تصدير النفط عاملاً مؤثراً في السياسات الدولية ونتائج الحرب في تلك المرحلة، ويمكن استحضار صورة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد وهو يتبرع بالدم لصالح مصر في ذلك التاريخ كصورةٍ رمزيةٍ ذات دلالاتٍ معبرةٍ. وفي استمرار لذات النهج فقد أعلنت دولة الإمارات وقوفها مجدداً مع الدولة المصرية والشعب المصري بعد 30 يونيو وهي أعلنت عن دعمٍ سخيٍ بالمليارات، وجاءت زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي لمصر تتويجاً لهذه العلاقة التاريخية وتأكيداً على أنها علاقات استراتيجية راسخة. ضربة محدودة لسوريا... أفضل من لا شيء يرى فريدريك دبليو. كاجان أن الفكرة التي تكتسب تأييداً في بعض الدوائر الأميركية هي أن ضربة محدودة للغاية ضد برنامج الأسلحة الكيماوية للأسد سوف تقوض مصداقية الولايات المتحدة ومصالحها أكثر من قرار عدم الضرب. وتبدو هذه الحجة في ظاهرها مقنعة: فبعد كل هذا الحشد للدعم والتعبير عن الامتعاض الأخلاقي، فأنصار التدخل سوف يشعرون بالخذلان من ضربة ضعيفة. وسوف يعلن الأسد وداعموه من الروس والإيرانيين أنهم هزموا مرة أخرى القوة العظمى. وقد تمتلئ وسائل الإعلام بالتشكيك في قوة الولايات المتحدة وعزيمتها. لكن حتى توجيه ضربة ضعيفة يتوافق مع المصالح الأميركية أكثر من رفض توجيه ضربة، أو ما هو أسوأ من ذلك، وهو عرقلة الكونجرس لأي هجوم. فليست مصداقية الولايات المتحدة وحدها معرضة للخطر بل إرادة المعارضة السورية أيضاً. فبعد هذا الحشد طويل الأمد والجدل العام، سيعتبر ثوار سوريا وأنصارهم تقاعس أميركا عن العمل تخلياً عن قضيتهم. والمعارضة السورية المعتدلة، والتي تعتمد على دعم الولايات المتحدة وحلفائها، سوف ينالها الدمار. إطلالة على أزمات المشرق العربي استنتج د.السيد ولد أباه أن القاعدة الثقافية هي الأرضية العميقة لوحدة الأمة ومقوم هويتها الجوهري، فإنما نعيشه راهناً هو تحلل هذه المرجعية العامة بتركز الصراع حول الدين في اتجاهين بارزين، يتعلق أحدهما بتفكك داخلي في بنية الخطاب الإسلامي، ويتعلق ثانيهما بالصدام حول مرجعية الدين ومنزلته في الشأن العام. نلمس في الجانب الأول مؤشرات على الظاهرة التي أطلق عليها الباحث الفرنسي "أوليفييه روا" مقولة "ما بعد الإسلامية" postislamisme ويعني بها التفجر الداخلي لمشروع الإسلام السياسي، الذي تمزق إلى تيارات متمايزة ومتصادمة أحياناً بحيث لم يعد بمقدوره احتكار المشروعية الإسلامية التي قام على ادعائها. وما نلمسه اليوم في مصر من تناقض واضح بين جماعة "الإخوان" وحزب "النور" السلفي الذي انضم لحركية التغيير التي أطاحت بحكم "مرسي" دليل على هذه المعادلة الجديدة التي نلمسها في بقية بلدان "الربيع العربي". لئلا نكون ممالك من رمال يقول منصور النقيدان: لا يمكننا أن نهمل دور الفن والسينما والدراما في التأثير على الجمهور، على الشباب والكهول، وعلى المتعلمين والعامة. اليوم أصبح الفن السابع من وسائل التأثير في الجمهور العريض، وتحول الترفيه أيضاً إلى أداة يمكن عبرها بث الرسائل السياسية، وإثارة الجمهور، وصياغة العقول، وتقديم ثقافات الآخرين بالصورة التي يهدف إليها المنتج والممول والراعي الخفي والمعلن، حيث يمكنك عبرها أن تشوه وتعبث بالتاريخ، أو أن تجعل من قصة هامشية إلهاماً يحتذى وأسطورة تزداد خلوداً على مر الزمان. يمكنك من خلال الوثائقيات أن تختزل التاريخ أن تظهر ما تريده من الجوانب، وتخفي أخرى، لتؤكد الرسالة المقصودة المباشرة أو المبطنة. وأما السينما والأعمال التلفزيونية فهي الأخطر والأكثر انتشاراً، هل يمكننا أن نتغافل عن تأثير فيلم «لورنس العرب»، أو «الدكتور زيفاجو» أو «عمر المختار»، أو «المملكة»؟ هل تذكرون فيلم «رواندا هوتيل» وتأثيره العميق في كل من شاهده؟ يمكننا أيضاً أن نتذكر أفلاماً أخرى مثل التونسي «عصفور سطح»، وكلنا نتذكر تأثير فيلم «آلام المسيح»، وغيره من الأفلام ذات التأثير العميق في مشاهديها. مبدأ أوباما... المحارب المتردد! أشار د. عبدالله الشايجي إلى دراما نقاش وجدل حول قرار أوباما الذهاب للكونجرس للحصول على تفويض قبل العمليات العسكرية ضد نظام الأسد في سوريا عقاباً وردعاً له وللطغاة عن استخدام السلاح الكيماوي ضد شعوبهم، وهو نقاش لا يملك من يتابعه سوى الشعور بمعاناة أوباما، الرئيس الديمقراطي الواقعي، الذي يكرر في كل مناسبة منذ سنوات أنه انتخب لإنهاء حروب أميركا، وليس لبدء حروب جديدة. وكذلك يفسر لنا معاناته في الحصول على التفويض، وخاصة من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون بأغلبية ضئيلة، ولماذا يجعل كل ذلك مبدأ أوباما جديراً بأن يوصف بمبدأ المحارب المتردد والحذر، حيث يقدم الدبلوماسية على المواجهة، ومد اليد إلى الخصوم بدلاً من عقابهم. وتجنب الحروب ما لم يكن هناك انسداد لفرص الحلول، وعندما لا يصبح ثمة لا مفر ولا مناص من المواجهة، وجعلها هي الخيار الأخير. وهذا يشكل نقيضاً كلياً لمبدأ سلفه بوش الابن الذي شن ثلاث حروب، وجعل الحروب والمواجهات والعقوبات، تصبغ مبدأه مع تهميش للدبلوماسية والمنظمات الدولية والأمم المتحدة... ولهذا فليس مستغرباً تردد أوباما وحذره المبالغ فيه. وقد تمثل ذلك في عدم قيادة الولايات المتحدة دفة المعركة قبل عامين عندما لعبت دوراً مسانداً فقط الأزمات العربية واختلال القيم الإعلامية يقول د. أحمد عبدالملك: من يتابع وسائل الإعلام العربية هذه الأيام يلاحظ الخلل الواضح في تطبيق القيم الإعلامية التي درجنا على سماعها ودراستها وتدريسها للطلبة. ذلك أن «التوجه السياسي» قد فرض نفسه بقوة على الممارسات الإعلامية! وكان مفهوم «أخلاقيات الإعلام» Mass Media Ethics قد تعرّض لكثير من التحريف على مرِّ السنين، وربط بعضهم الأخلاقيات بالفلسفة المتعلقة بالخطأ والصواب، بينما عرّفَ آخرون المفهومَ بأنه دراسة الاختيارات المعنوية Moral Choices، أي ماذا يجب أن تفعل وماذا يجب ألا تفعل! وذهب آخرون إلى وجود تداخل في شروح المفهوم وربطه بالضمير، الذي يختلف من شخص إلى آخر، في سعيه لاتخاذ قراراته بنفسه. ولكن الحداثيين رأوا ضرورة خروج تفاسير وشروح المفهوم من دائرة الفلسفة، كي تتطور مع تطور المجتمع، حيث رأى «كابلر وما ينز» أن «هنالك اختلافات كبيرة بين الفلسفة والصحافة، حيث إن الفلسفة تتعامل مع قضايا نظرية، بينما الصحافة تعمل في الواقع وتقوم بصويره». (د. صالح سليمان، أخلاقيات الإعلام). الضربات الكيميائية والتدخل العسكري على حد قول د.طيب تيزيني: سار الصراع بين النظام السوري وقوى الثورة في ثلاث مراحل ضبطت وحددت مآل هذه الثورة، التي بدأت كصراع سلمي وتحولت إلى صراع مسلح تقليدي، ثم إلى صراع مسلح كيميائي. أما الأول فاستمر ستة أشهر تقريباً لم يخرج عن كونه «سلمياً»، في حين ظل الصراع بين الفريقين في المرحلة الثانية قائماً على استخدام أسلحة تقليدية، كان فيها السلاح الجوي ذا تأثير أكثر فاعلية وخطراً من أي سلاح آخر. ويلاحظ أنه في هذه المرحلة كان ثمة شبه إجماع في أوساط الثورة (الانتفاضة) على رفض التدخل الخارجي العسكري من قبل الغرب وكذلك من قبل الآخرين، بمن فيهم العرب. وقد جاء ذلك الرفض لدينا في سياق التحدث عن اللاءات الأربعة التالية: الطائفية، والثأرية، والتقسيمية، والتدخل الخارجي، وكنا أوضحنا هذا الأخير، حين ميزنا بين التدخل الخارجي للمساعدات السلمية ومنها الطبية والغذائية والاحتياجات السكنية وغيرها من طرق، وبين التدخل الخارجي العسكري المسلح من طرف آخر، ورفضناه رفضاً قاطعاً وكلياً. ولاحظنا أن هذا النمط من التدخل كان مرفوضاً من مجموعات واسعة في سوريا وفي العالم العربي. وهو (أي هذا النمط) يبدأ بتاريخ التدخل الخارجي الأجنبي منذ العصر الاستعماري الحديث الفرنسي والإنجليزي والإيطالي والأميركي، والصهيوني بطبيعة الحال. وقد لاحظ الكثيرون من الباحثين وأطراف كبيرة من الجماهير العربية التمييز بين ما اعتبر «استعماراً قديماً وآخر حديثاً». ولم يكن هنالك أدنى شك حول ذلك، وقد استمرت منظومة المفاهيم السياسية الاستعمارية على هذا النحو في العالم العربي ومن ضمنه سوريا. إيران وأميركا: مواقف تتقاطع في سوريا! يقول سكوت بيترسون: قد تختلف إيران وأميركا حول العديد من القضايا المرتبطة بالموضوع السوري، لكن رغم هذه الخلافات الاستراتيجية العميقة والمستحكمة بينهما، تجد إيران نفسها متفقة مع الولايات المتحدة بشأن الحاجة إلى احتواء كتائب الجهاديين السنة الذين يحاربون نظام الأسد. وفيما يعكف أوباما على حشد التأييد الدولي لتوجيه ضربة ضد سوريا، على خلفية المزاعم الأميركية باستخدام النظام للسلاح الكيماوي في قصف السكان المدنيين، تحاول إيران من جهتها إقناع الولايات المتحدة بالتخلي عن هذه الفكرة، محذرةً من أن ضرب سوريا سيصب في مصلحة «القاعدة»، بل إن طهران اتهمت المسلحين المتشددين بامتلاك أسلحة كيماوية، حيث قال وزير خارجيتها في تصريح لإحدى وسائل الإعلام الإيرانية يوم الأحد الماضي إن بلاده أخبرت الولايات المتحدة قبل تسعة أشهر بأن الراديكاليين تلقوا أسلحة كيماوية مصنوعة يدوياً، بما فيها غاز السارين. ويبدو أن الخط الإيراني الرسمي ينسجم مع الرواية الروسية التي تقول إن الجهاديين هم من يقفون وراء الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وذلك في محاولة لإقحام أميركا في الحرب وجرها للقتال إلى جانبهم. وبينما التزمت إيران بمواقفها المساندة لسوريا والتي تعود إلى عقود من التحالف والمصالح المشتركة، تصر أميركا على أن أي حل للمعضلة السورية يجب أن يبدأ بتنحي الأسد. إلا أنه رغم هذا الاختلاف في الرؤى، أدى الحضور المتصاعد للمقاتلين السنة وعناصر «القاعدة» في الصراع السوري إلى إثارة مخاوف البلدين معاً. كما أن تحذيرات إيران بأن قصف سوريا يعزز مكانة الجهاديين في الصراع، يعكس إلى حد كبير هواجس الساسة الأميركيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©