يصل وزراء بحكومات دول العالم إلى المكسيك هذا الأسبوع لبدء مرحلة جادة من قمة الأمم المتحدة حول المناخ سعياً للتوصل إلى حزمة من الإجراءات التي تستهدف مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، فيما أشارت تقارير إلى أن المفوضية الأوروبية تضع خططاً لتوسيع الاعتماد على الطاقات المتجددة.
وكان مفاوضون من أكثر من 190 دولة قد وصلوا بالفعل إلى كانكون في المكسيك منذ 29 نوفمبر، وأبدوا بعض التفاؤل بالإعلان أنهم أحرزوا تقدماً. ويسعى الوزراء الذين سيصلون اليوم (الثلاثاء) إلى تحويل هذا التقدم إلى اتفاق ملموس بحلول نهاية القمة يوم الجمعة.
ولم يكن التوصل لاتفاق على معاهدة عالمية جديدة للحد من تغير المناخ متوقعاً في كانكون، ولكن الحكومات ونشطاء البيئة أعربوا عن أملهم في تحقيق بعض التقدم في الاتفاق على العناصر الأساسية لمعاهدة فشلت في التوصل إليها قمة الأمم المتحدة التي عقدت في ديسمبر الماضي في كوبنهاجن.
وقال أرتور رونج ميتزجر كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي إن “الضغط كبير للغاية” على الحكومات. وأوضحت الخطوط العريضة لأول مشروع نص للمعاهدة صدر في مطلع الأسبوع أنه ترك العديد من الخيارات مفتوحة فضلا عن عدم اقتراح أي جدول زمني للحكومات من أجل التوصل إلى معاهدة نهائية ملزمة قانونا لدول العالم. ودفع البعض من أجل تحديد موعد نهائي بحلول نهاية عام 2011.
من ناحية أخرى، تعتزم المفوضية الأوروبية حث الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على اتباع سياسة طاقة أكثر أوروبية من خلال وضع خطط جديدة لتوسيع الاعتماد على الطاقات المتجددة في الاتحاد. وجاء في مسودة مشروع جديد للمفوضية الأوروبية نشرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية مقتطفات منها أمس أنه يمكن توفير مليارات اليورو إذا استخدمت دول الاتحاد الأوروبي الطاقات المتجددة كسلع تجارية في السوق الداخلية للاتحاد بدلاً من قصرها على السوق المحلية.
ويحث المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة جونتر أوتينجر الدول الأعضاء في الاتحاد على تمويل مشروعات إنتاج الطاقات المتجددة، من خلال إنشاء محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح خارج السوق المحلية، ليتم بذلك توفير الكثير من التكاليف.
ووفقاً لحسابات خبراء أوروبيين، من الممكن أن يتم توفير نحو 100 مليار يورو بحلول عام 2020 إذا تم على سبيل المثال تسويق الطاقة الشمسية من الدول الواقعة جنوب الاتحاد وطاقة الرياح من الدول المطلة على بحر الشمال في جميع أنحاء أوروبا. ومن ناحية أخرى حذر وزير البيئة الألماني نوربرت روتجن من المبالغة في التوقعات المنتظرة من مفاوضات حماية المناخ التي تجرى حاليا في قمة كانكون بالمكسيك. وقال روتجن في تصريحات لإذاعة ألمانيا إنه يتعين محاولة تطبيق الاتفاقات غير الملزمة التي خرجت بها قمة كوبنهاجن بخطوات صغيرة حتى يتم تحقيق هدف عدم ارتفاع درجة حرارة الأرض لأكثر من درجتين مئويتين. وأعرب الوزير عن أمله في حدوث تقدم في بعض المجالات، مثل حماية الغابات الدولية والتعاون التكنولوجي بين الدول الصناعية والدول النامية وتمويل إجراءات حماية البيئة في الدول النامية على المدى الطويل. وذكر روتجن أن نجاح قمة كانكون يتوقف على ما إذا كان سيتم اتخاذ قرارات محددة وملزمة على المستوى الدولي في حماية المناخ.
عدد اليوم
