الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استغلال الغاز الصخري في جنوب أفريقيا يواجه عقبات

استغلال الغاز الصخري في جنوب أفريقيا يواجه عقبات
1 سبتمبر 2012
تتناقص مصادر الطاقة اللازمة في جنوب أفريقيا، أكبر اقتصادات القارة الأفريقية، تناقصاً حاداً، على الرغم من أنها تبشر باحتياطيات كبرى من الغاز، بحسب بحوث خبراء الجيولوجيا. تخضع جنوب أفريقيا مثلها مثل الولايات المتحدة ودول أخرى لجدل حول ما يسمى بالتفتيت الهيدروليكي، وهي عملية ضخ ملايين الجالونات من المياه والرمال والكيماويات في صخور جوفية لاستخراج الغاز المستعصى استخلاصه بطرق أخرى. وترغب كبريات شركات الطاقة العالمية في استخراج احتياطات الغاز الصخري في منطقة كارو بجنوب أفريقيا، غير أن مناصري الحفاظ على البيئة يعارضون عملية التفتيت الهيدروليكي في كارو التي تعد منطقة شاسعة من الأراضي البكر القاحلة، نظراً لأنها موطن حيوان وحيد القرن الأسود المهدد بالانقراض، ولأنها أيضاً الموقع المخطط لتليسكوب ينتظر أن يتكلف مشروع إنشائه 1,87 مليار دولار. قال بعض مسؤولي الطاقة والبيئة، إنهم لا يعارضون عملية التفتيت الهيدروليكي في هذه المنطقة، غير أنه صدر في شهر أبريل 2011 قرار يحظر عمليات التنقيب في كارو، عقب صرخات احتجاج جماعات المحافظة على البيئة، الأمر الذي سيقتضي من الحكومة صياغة خطة استغلال منطقة كارو في إنتاج الغاز بطريقة آمنة. ومن المقرر أن تقدم دائرة الثروة المعدنية الجنوب أفريقية تقريراً قريباً إلى رئاسة الوزارة التي ستقرر مصير عملية التفتيت الهيدروليكي. وقال فيليب اوكويجلي الرئيس التنفيذي لشركة فالكون للنفط والغاز، التي تقدمت بطلب حق استكشاف الغاز في كارو: “إنها صناعة تخضع أحياناً لانفعالات العواطف”. وجاء في تقرير استشاري أصدرته وزارة معلومات الطاقة الأميركية العام الماضي، أن احتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج في جنوب أفريقيا التي تقدر بنحو 486 تريليون قدم مكعبة ستجعلها خامس أكبر منتج للغاز في العالم، كما قامت شركة بحوث جنوب أفريقية بإصدار تقرير بالإنابة عن شركة رويال داتش شل هذا العام، جاء فيه أن الاحتياطيات تبلغ نحو 450 تريليون قدم مكعبة. وقالت شل إن أعمال التنقيب في منطقة كارو التي سبق أن أجرتها شركات نفط أخرى في ستينيات القرن الماضي كشفت عن وجود تكوينات جيولوجية حاملة للغاز، ولكنها اعتبرت آنذاك غير مشجعة تجارياً بسبب وجودها على أعماق بعيدة تحت سطح الأرض، أما الآن، فإن شل تقول إن في مقدور التقنيات الجديدة مثل التفتيت الهيدرولكي تغيير الحسابات. وقال أوكويجلي من شركة فالكون: “يعتقد كثيرون في هذه الصناعة في أن كارو منطقة واعدة بكميات هائلة من الغاز”. وقال جان ويليم ايجينك مدير عام شل جنوب أفريقيا لشؤون الاستكشاف، إنه ينبغي على الشركة إجراء عمليات تنقيب دقيقة لتحدد الطريقة التي يمكن بها استخراج الغاز من منطقة كارو، وأضاف أن ذلك غير ممكن ما دام الحظر يمنع عمليات حفر آبار الاستكشاف. وطلبت شركة فالكون العام الماضي رخصة استكشاف الغاز في منطقة مساحتها 7,4 مليون فدان نحو ثُلث مساحة إيرلندا، غير أن طلبها رفض نتيجة قرار الحظر، كما تقدمت أيضاً شركة شل وشركة بوندو للنفط والغاز الجنوب أفريقية المحدودة بالتعاون مع شركة تشالينجر اينرجي الأسترالية بطلب تراخيص استكشاف في منطقة كارو. يعد استغلال احتياطيات الغاز أمراً شديد الأهمية لجنوب أفريقيا، إذ إن هذه الدولة التي تعد المحرك الصناعي الأول بالقارة تستورد 60% من احتياجاتها من الغاز والنفط، ويأتي كل إنتاج كهرباء جنوب أفريقيا تقريباً من شركة اسكوم هولدينجز المحدودة لخدمات المرافق العامة المملوكة للدولة التي تجد صعوبة بالغة في توفير المطلوب من الكهرباء. وتسبب نقص الطاقة عام 2008 في تكرار حالات انقطاع الكهرباء، الأمر الذي أدى إلى إرباك عمليات التصنيع وصناعة التعدين الحيوية في جنوب أفريقيا. وقالت اسكوم إن هناك مخاطر نقص الكهرباء في وقت تبنى فيه اثنتان من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، وحتى بعد أن يتم بناء هاتين المحطتين ستحتاج الدولة إلى مزيد من سعة الطاقة بحلول عام 2019 وإلا ستواجه تكرار عمليات انقطاع الكهرباء مجدداً، وحتى لو تم رفع الحظر، فسيكون أمام جنوب أفريقيا مهمة أخرى هي تشجيع المستثمرين. وأجرت شركة ساسول الجنوب أفريقية بالشراكة مع شركة تشيزابيك اينرجي الأميركية وشركة ستاتويل النرويجية دراسات ابتدائية، قالت ساسول إنها غير مشجعة، كما قالت ساسول أكبر منتج في العالم لوقود المحركات من الفحم، إنها تعتزم الاستمرار في الاستكشاف. وقالت شل إنه ربما لا يكون هناك كميات الغاز التي توقعها خبراء الجيولوجيا، وتقدر الشركة أنها ستنفق 200 مليون دولار في حفر ست آبار للمرحلة الأولى من الاستكشاف، وأن انتقال كارو إلى مرحلة الإنتاج المستقر سيستغرق نحو عشر سنوات، وقال ايجينك: “كلما طال انتظارنا تأخرنا في الحصول على المكاسب وزاد اعتراض مناصري البيئة”. غير أن هناك حملات تطالب بمنع إجراءات عمليات التفتيت الهيدروليكي في كارو، وتقول جماعات البيئة إنها سترفع دعاوى على دائرة الثروة المعدنية إذا سمح بالعملية أو إذا أصدرت تراخيص الاستكشاف، كما نشأت مشكلة أخرى في شهر مايو، حين فازت جنوب أفريقيا بحقوق استضافة تليسكوب لاسلكي في المنطقة ذاتها التي تعتزم شل إجراء عمليات التفتيت الهيدروليكي فيها، إذ يقتضي المشروع وقوع النشاط الصناعي بعيداً عن مكان التليسكوب بأميال عدة. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©