يقول الخبراء إن كل مركز مالي في العالم يحتاج الى سوق دولي ليخدمه، وبورصة دبي المالية العالمية ''دايفكس'' في مركز دبي المالي العالمي خرجت من رحم طموحات عظيمة، وتعمل وفق معايير دولية لجذب شركات عالمية· والفكرة الرئيسية لهذه البورصة ان تكون مركزا اقليميا لادراج الاسهم الدولية·
وتقول ''ميد'' إن دايفكس وهي تبحث عن مكان على ساحة أسواق رؤوس الاموال الدولية، فانها وضعت نفسها على طريق مواجهة مباشرة مع بورصات عريقة في اوروبا والولايات المتحدة· وتضيف المجلة ''وبعد نحو عام من اطلاقها في سبتمبر ،2005 فان دايفكس تكافح لمواجهة تحدياتها· في دبي حيث الاعمال تتطور بسرعة تخطف الابصار، فان التقدم الذي تحرزه دايفكس هو نقطة رئيسية في تقريبا كل المناقشات·''
وتظهر الاحصائيات أن هناك 21 شركة مدرجة في دايفكس، وان أحجام التداولات لا تزال قليلة· ويرى المحللون ان هذا يمكن تفهمه في ضوء ان كل الاسهم المدرجة في دايفكس مدرجة في بورصات اخرى أكثر نشاطا وحيوية· فمثلا اسهم استثمارات فندق المملكة في دبي والمدرجة في دايفكس، يجري تداولها أيضا في بورصة لندن، وأسهم مجموعة البركة المصرفية ومقرها البحرين يجري تداولها في دايفكس وفي البحرين وفرانكفورت· وتشير ''ميد'' الى ان استراتيجية دايفكس لجذب أسهم يجري تداولها في بورصات اخرى، يساعدها على تعزيز مصداقيتها وصورتها العامة، لكنه يثير أيضا علامات استفهام بشأن السبب الذي سيدفع المستثمرين لبيع وشراء أسهمهم في دايفكس اذا كان من الاسهل القيام بذلك في سوق أخرى·· ويقول هنري عزام رئيس دايفكس ''هذا سؤال وجيه· كيف نتنافس معهم· الامر يتطلب بعض الوقت·''
ويشير المراقبون الى أن دايفكس تحرص على ان تنأى بنفسها عن البورصة المحلية في الامارات، وتحاول ان ترسم لنفسها صورة دولية، لكنها لا تزال حتى الآن تبحث عن قاعدة لوكيل دولي· والمعضلة هنا ان البنوك الاستثمارية خاصة من اوروبا واميركا، والتي فتحت فروعا في مركز دبي المالي العالمي، لديها تطلعات عالمية وتنصح عملاءها بالتوجه الى الاسواق المعروفة· ويقول عزام ''البنوك الاستثمارية تنصح عملاءها بالتوجه الى لندن كخيار أولي· وما نتطلع اليه هو اقناع هذه البنوك بان تشجع عملاءها بالحضور الينا·''
ويضاف الى ذلك ان البنوك الاستثمارية المحلية التي لها رؤية اقليمية لم تظهر اهتماما كافيا بالبورصة· ففي البداية كانت معايير الالتزام في دايفكس تستثني هذه البنوك واليوم وبعدما فتحت السوق أبوابها امام المؤسسات المحلية فانها لم تتدفق بعد على دايفكس· وبينما لا تزال دايفكس تجري وراء المؤسسات المالية المحلية، فانها فشلت أيضا في جذب طائفة من المستثمرين المحليين والاقليميين الذين تتوفر لديهم سيولة كبيرة والذين يضخون أموالهم في مشاريع بأماكن قريبة من الوطن·
ويقول خبير من ''رسملة'' للاستثمارات ومقرها دبي ''هناك طائفة من المستثمرين في مجلس التعاون الخليجي الذين لا يريدون ان يقوموا بأعمال في لندن او نيويورك او طوكيو· يمكنك اقناعهم بالحضور الى دايفكس باستخدام بنوك استثمارية اقليمية بدلا من البنوك الدولية· وحتى لو ازدادت السيولة في دايفكس فاننا لا نتوقع ان تقوم البنوك الدولية باجراء أنشطة هناك·''
وحتى الآن فان البورصة جذبت القليل من السيولة النقدية الاقليمية التي تفضل بدلا من ذلك الدخول في صفقات بالاسواق المحلية في دبي والسعودية· وتظهر الاحصائيات ان القيمة السوقية لسوق دبي المالي تبلغ 68,097 مليار دولار ويصل الرقم الى حوالي 340 مليار دولار في السوق السعودي مقارنة مع 7,432 مليار دولار فقط في دايفكس· وكان من الممكن أن تكون المفارقة في الارقام كبيرة لولا الحركات التصحيحية الكبيرة التي تعرضت لها أسواق الاسهم الخليجية هذا العام· ولم تجذب البورصة أيضا المستثمرين الاقليميين الذين ترى ميد انهم ليسوا على دراية كافية باجراءات الاكتتاب العام في دايفكس· كما ان مصدري الاسهم في الاكتتابات العامة، يميلون أكثر للاسواق المحلية· ويقول محمد على ياسين عضو مجلس الادارة المنتدب في الامارات للاوراق المالية ''الناس مهتمة بادراج أسهمها في سوق دبي المالي، حيث يكون العائد على السهم كبيرا· بورصة دبي أكثر جذبا ومشكلتها انها تخضع لقواعد سلطة الاوراق المالية والبضائع في الامارات وليست ساحة لصناديق استثمار دولية·''
عدد اليوم
