الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القهوة.. حكاية حب عربية قديمة

القهوة.. حكاية حب عربية قديمة
27 سبتمبر 2014 01:38
القهوة، واحدة من المشروبات الأكثر استهلاكاً بالعالم العربي، ولا يكاد يخلو بيت منها، ومعظمنا يتفقون حول حبهم لهذا المشروب الذي صار رمزاً وتقليداً يومياً لما له من تأثيرات إيجابية على الجسد، ولكن ثمة دراسات تشير إلى أن للقهوة فوائد وبعض الأضرار الصحية العديدة على جسم الإنسان. وبعيداً عن الأضرار والفوائد، واللغط الدائم حول دورها في تحقيق استدامة صحية جيدة لمن يحتسيها، تمنح القهوة بمذاقاتها المتعددة الكثيرين إحساساً بالحضور والتجدد في بيئة العمل، الأمر الذي يزيد الإقبال عليه، وهي على اختلاف أنواعها لها جذور عربية تاريخية تستمد وهجها الدائم كأحد واجبات الضيافة في بيوتنا قديماً وحديثاً، وهناك بعض المهن تجعل أصحابها في حالة ارتباط دائم بالقهوة أنها تزيد التركيز، وتمنح الفرد قدراً من الصفاء الذهني، وعلى النقيض تماماً من ذلك فهناك من يراها وهماً ابتدعه الإنسان لكي يدفعه إلى الإنجاز. حول الإقبال الكثيف على احتساء القهوة بانتظام وخصوصاً في بداية النهار بحثا عن الحيوية والنشاط، يقول الباحث التراثي أحمد الرميثي: درج العرب على شرب القهوة في مختلف أوقاتهم، خصوصاً القهوة العربية التي تعد من أبرز واجبات الضيافة، فضلاً عن أنها تتصدر المجالس وتكتسب حضورها في الأحاديث التي تجري واللقاءات الحميمية التي تجمع أهل الفريج على السمر وتناقل الأخبار وتبادل القصص والحكايات ولم تزل القهوة العربية تحافظ على وجودها المتجدد في الحياة لكن تعدد أنواعها بما ينعكس على طبيعة المذاق جعلها مرنة في ظل وجود الكثير من أفراد المجتمع الذين لا يفتتحون يومهم إلا بها ولا يستكملون أعمالهم إلا بارتشافها. نكهة مميزة وأوضح الرميثي أن هذا الوله بالقهوة يعود لعادات قديمة تطورت وأصبحت تأخذ أبعاداً جديدة بخاصة في ظل زخم العمل اليومي وأصحاب المهن التي تتطلب تركيزاً من نوع خاص فتعددت استخداماتها مع أن المقاصد منها تكاد تقترب نظراً لنكهتها المتميزة ، وبما تحتويه من مكونات قادرة على أن ترفع درجة استعداد العقل ومن ثم تنشط الذهن وتبعث في النفس الشعور بالراحة والثقة أيضاً، مؤكداً أن القهوة أصبحت تلازم معظم الناس في كل مكان يذهبون إليه غير أن الذين تستدعى وظائفهم أن يكون في حالة من التيقظ الدائم يقبلون عيلها بصورة أكثر من الأفراد العاديين في المجتمع لكن الإفراط فيها غير مستحب لكنها في كل الأحوال تكتسب أهمية خاصة لكونها من أهم المشروبات التي لم تزل في دائرة الضوء بحكم تمسك الناس بها ومن ثم محاولة اكتشافها أسرارها. اعتدال المزاج لا يستطيع غانم الكثيري الحديث مع أي شخص في العمل قبل احتساء كوب من القهوة، ويلفت إلى أنه يشتري نوعاً معيناً منها، ونظراً لأن دوامه مرن وفق طبيعة عمله، فإنه يأتي بعد بداية الدوام بثلاث ساعات وهو ما يتيح له فرصة السهر في أثناء الليل، ويرى أن القهوة تسهم في اعتدال مزاجه إلى حد بعيد وهو ما يجعله يحرص على احتساء ما لا يقل عن ثلاثة أكواب منها بشكل يومي أثناء ممارسته لمهامه الوظيفية، مشيراً إلى أن طبيعة عمله تحتاج إلى أن تكون نسبة تركيزه عالية جداً، إذ إنه في غالب الأحيان يكون حاداً جداً حين يتحدث إليه بعض الموظفين فور وصوله للعمل، ويتعمد الابتعاد عنهم حتى يتسنى له شرب كوب من القهوة. حالة من الشجن الشاعر محمد البريكي، مدير بيت الشعر في الشارقة، من هؤلاء الذين ينظرون للقهوة على أنها مرتبطة بالكتابات الإبداعية وتضع الشاعر في حالة من الشجن العميق وتسافر به في رحلة إلى عالم الخيال لا يود أن ينفك منها حتى تنتهي الحالة المسيطرة عليه ويوضح أنه يفضل دائما القهوة العربية الأصيلة ويحتسيها بشكل يومي، لكن يزداد ارتباطه بها في ساعة الذروة الشعرية، حيث يضع إبريقها أمامه ويصب لنفسه كوبا أو كوبين حتى ينتهي من عملية الكتابة ثم يعود لملء كوب أخرى خصوصاً عندما يبدأ في مرحلة تنقيح العمل الأدبي، ويؤكد أن شرب القهوة ديدن الشعراء والكتاب والصحفيين لكون المبدع يتفاعل مع رشفات الكوب ويحتسيها بذوقه الخاص ظاناً بأنها تساعده في ترتيب أفكاره ومن ثم زيادة تركيزه إلى أعلى مستوى. لا يخفي حميد الهاملي «معلم» أن إدمانه للقهوة جعله لا يستطيع استقبال يومه إلا بعد أن يشرب كوباً كبيراً منها، خصوصاً قبل أن يدخل إلى قاعة الدرس، لافتاً إلى أن مادة الرياضيات التي يدرسها للطلاب تحتاج منه إلى نسبة تركيز عالية حتى يستطيع أن يشرح الدرس بشيء من الأريحية، ومن ثم يوصل المعلومة للطلاب بيسر وسهولة، ويذكر أن عامل «البوفيه» تأخر عليه ذات صباح ولم يحضر له القهوة في الموعد المعتاد وفي هذه اللحظة شعر بصداع في رأسه جعله يدور حول نفسه وبعد أن وصلته القهوة شعر بالهدوء والراحة وبدأ يومه في حالة من النشاط. حكمية مناد توضح اختصاصية الأمراض الباطنية والهضمية الدكتورة حكمية مناد أن القهوة تحتوي على الكافيين وهو عبارة عن مادة كيميائية من فصيلة المنبهات وتصل نسبة الكافيين في القهوة 1-2% والكافيين منبه للقلب والدماغ، لذا فهي تحتوي على بروتين يحرض الجملة العصبية، وهو ما ينشط الذهن، وتلفت إلى أن الإفراط في تناول القهوة يسبب بعض الاضطرابات ويسهم في عدم النوم بشكل جيد في أثناء الليل، وتلمح إلى أن الفرد الذي يتناول أكثر من كوبين في اليوم، قد يصاب بالعصبية والشعور الدائم بالأرق، وتنصح حكمية بأن يمتنع عن القهوة الأشخاص الذين يشعرون بزيادة في ضربات القلب فور تناولها وخصوصاً مرضى الضغط الشرياني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©