لا أعرف ماذا أريد؟

المشكلة عزيزي الدكتور أنا شاب أعزب، أبلغ من العمر 34 عاماً، جامعي وصاحب أعمال حرة، مما يستدعي السفر والترحال إلى الخارج بصفة مستمرة، مما ساعدني على التعرف إلى الآخرين وإقامة علاقات كثيرة كنت أبحث من خلالها عن زوجة المستقبل، لكن المشكلة أنني خائف جداً من الزواج والارتباط! لسبب أذكره هنا ليس للمفاخرة والتباهي والعياذ بالله، لكن لمعرفة نصيحتكم لحل هذه المشكلة! إن علاقاتي النسائية كثيرة جداً، وأشعر أن قلبي كبير جداً ويتسـع لكل النسـاء! فأنا أحياناً أعجب بالنحيلة، وفي وقت آخر تستهويني الممتلئة أوالطويلة وأحياناً القصيرة أوالسمراء أوالشقراء... إلخ. وبعد أن أستقر على فتاة معينة، أجد نفسي بعد فترة قصيرة أتململ منها، وأتهرب من الارتباط بها بعد أن نوشك على الخطبة أو الزواج، ومن ثم أبحث عن غيرها بمواصفات أخرى، وهكذا يمر بي العمر، وأرى نفسي غير قادر على تحديد مواصفات تعجبني طول الوقت، وأخاف أن أظل على الحال نفسها حتى بعد الزواج! سندباد النصيحة حقيقة.. إن حالتك تدعو إلى الشفقة قبل أي شيء آخر يا سيد «سندباد»، وقد تبدو للوهلة الأولى للغير بأنك»دونجوان أو فالنتين» عصره، لكنني أعي المأزق الذي تعاني منه! للأسف الشريعة لا تسمح إلا بأربع نساء، وأنت تريد أن تجمع في واحدة أكبر قدر ممكن من الصفات، وأعتقد أن كل الرجال يفكرون بنفس الطريقة، لكن ما الذي يمنعهم؟ ما الذي يجعل الزيجات تنجح والبيوت تستمر؟ يا سيدي، علينا جميعاً أن نتعلم كيف نتقي الله ثم نتزوج. أنت لك الحق في أن تخاف من الزواج، ربما لأنك لا تعرف ما هو الزواج؟ والإنسان عدو ما يجهل.. هناك فرق بين العلاقات النسائية أو العشق وبين الزواج.الزواج رابطة مقدسة بين رجل وامرأة ارتضيا العيش معاً ليحققا غاية الله من خلق الإنسان، وهي خلافته في الأرض، وهذه الخلافة تستوجب إعمار الأرض، ولن تعمر الأرض إلا بتناسل أبناء آدم وسعيهم من أجل نشر الخير.لذا فإن الجنس كجزء من العلاقة الزوجية يحقق غاياتها السامية بالإضافة إلى ما يضفيه على الحياة الزوجية من بهجة وسعادة، وما يحدثه من تآلف بين طرفي الكيان الزوجي، والرغبة الإنسانية مثل ماء المحيط كلما شربته ازْدَدْتَ عطشا إلى النحيلة والممتلئة والطويلة والقصيرة والسمراء والشقراء، لأنه ضد طبيعتك الإنسانية، لذا فإن الزواج يشبع صاحبه إن فهم مقاصده واستوعب معانيه. ولو فهمت المعنى الحقيقي للزواج ستجد في زوجتك السكن، وترى فيها كل نساء الأرض. أما خوفك، هل هو خوف من المسؤولية الاجتماعية؟ وخوف من التزامات الحياة الأسرية وأنت الذي دأب حياة الحرية، وتعيش حياتك بالطول والعرض؟ أم هو تخوف ناتج عن خبرات أليمة، وتجارب غير مشجعة؟ أظن أن التعميم لا يجوز هنا، فمهما كثر عدد السيئات منهن في حياتك، هناك بالطبع الكثيرات والكثيرات ممن يصلحن للزواج، فلا تجعل من خلفياتك المظلمة حجاباً حاجزاً يحول دون زواجك. عد إلى طريق الصواب، وأمحي ماضيك، وتب واستخر الله، وأعزم بنية الخير، ستجد الخير أقرب إليك أكثر مما تتوقع. مع أطيب التمنيات. يسرنا أن نستقبل مشاكلكم وتساؤلاتكم على البريد الإلكتروني: dr.mosabah@admedia.ae