غزة - علاء المشهراوي:
عادت أجواء التأزم السياسي الفلسطيني الى السطح مجدداً، حيث تبادل المسؤولون في حركتي ''حماس'' و''فتح'' الاتهامات بينما تنتظر أوساط سياسية أن يلقي الرئيس محمود عباس خطاباً شاملاً قريباً، وترأس عباس قبل أن يتوجه إلى غزة أمس اجتماعاً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لمناقشة الإجراءات التي يمكن أن يقررها بخصوص الحكومة الفلسطينية·
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه أن الرئيس عباس سيتوجه الى الفلسطينيين في الأيام المقبلة بخطاب ليعلن رسمياً فشل المباحثات لتشكيل حكومة وحدة وطنية· وأوضح أن الاتصالات لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية ''وصلنا بها الى نهاية مرحلة، وبدأنا من الآن مرحلة سياسية جديدة لم نشهدها من قبل''·
وأضاف ''ان الخطوات السياسية التي سيعلنها الرئيس عباس ستكون غير مسبوقة'' موضحاً أن ''اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والقيادة الفلسطينية ستدرس كل الخيارات وبعدها سيتخذ الرئيس عباس القرار المناسب''·
ومن جانبه كشف النائب الدكتور صلاح البردويل، الناطق باسم كتلة ''حماس'' البرلمانية أن جوهر الخلاف مع ''فتح'' بشأن الحكومة كان بسبب إساءة مفهوم حكومة الوحدة ومحاولتها عزل ''حماس'' سياسياً وتجريدها من رمزيتها·
وشدد على أن ''القانون لا يسمح للرئيس محمود عباس باتخاذ أي إجراءات مخالفة للدستور، ومن ثم ليس واضحاً لا قضية حل السلطة ولا الحكومة، ولا كل هذه الإجراءات التي يبشر مسؤولون في ''فتح'' بلجوء الرئيس اليها، أو لطرق أخرى غير قانونية، مؤكداً أن نتائجها خطيرة إذا تمت بغير القانون''·
ورأى البردويل أنه كان على عباس أن ''يتبنى برنامج وثيقة الوفاق الوطني المُجمع عليها وألا يصر على برنامجه القديم الذي ثبت فشله فشلاً ذريعاً، والذي لا تتعامل معه إسرائيل، لاسيما أن عناصر القوة في يد الشعب الفلسطيني هي الصمود أمام الحصار ومواجهة العدوان''·
وقال: إنهم (فتح) يرون أن فك الحصار يعني عزل حماس عن المشهد السياسي لأن حماس غير مقبولة دولياً وإسرائيلياً، وبالتالي وضع حكومة تكنوقراط أو من فتح، يسيطر عليها الرئيس·
وأردف البردويل قائلاً: ''الآن إخواننا في حركة ''فتح'' يصرون على أن تجرد ''حماس'' من رمزية وجودها والوزارات السيادية وبرنامجها، وربما تجريدها حتى من الوزارات العادية''·
وأشار إلى أن حركة ''فتح'' من خلال تاريخها وممارساتها تهيمن على كثير من المستقلين من خلال شبكة علاقات قوية أقامتها في الفترة السابقة، باعتبار وجودها في السلطة واعتبار امتلاكها لكثير من المفاصل في الحياة''·
وأضاف أن ''الإخوة في فتح يريدون تحت حجة فك الحصار إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية وزج ''حماس'' بعيداً عن السلطة، وأن تعود نفس الدوامة القديمة تحت غلاف المصلحة الوطنية ''فك الحصار'' وبعدها يبدأ السؤال عن البرنامج السياسي وعن هذه الحكومة وما هي انجازاتها''·
عدد اليوم
