المرابطون في بيرث

آمال الكرة الاماراتية في استعادة توازنها بعد الفشل الذريع والمبكر في التصفيات (التمهيدية) للمونديال معقودة على فرسانها في السنوات الأخيرة أعضاء بعثة المنتخب الأولمبي المرابطون حاليا في مدينة بيرث الاسترالية، ذلك الفريق الذي التأم شمله قبل ثلاثة أعوام إبان استعداده لنهائيات كأس آسيا للشباب في الدمام لينطلق نحو تحقيق الإنجازات والانتصارات الواحد تلو الآخر ويكسب ثقة الشارع الرياضي وتقديره لحضوره المشرف في جميع المناسبات والتحديات التي خاضها. ومن حسن حظنا أن المباراة الأولى في التصفيات (النهائية ) للأولمبياد تقام خارج أرضنا واستعدادنا لها يجري بعيدا عن الأجواء المشحونة والمضطربة التي تسود شارعنا الكروي هذه الأيام، وهذه فرصة لإخواننا في بعثة المنتخب الأولمبي ليعملوا على تدشين مهمتهم الوطنية في أجواء مناسبة ويوظفوا إمكاناتهم وخبراتهم المتراكمة عبر سجلهم الناصع والمشرف في خدمة كرة الامارات، وهي فرصة ليستعيد لاعبو هذا المنتخب روحهم العالية وتكاتفهم وثقتهم في قدراتهم وينفضوا عن أنفسهم غبار الإخفاق مع المنتخب الأول ويستعيدوا مكانتهم في قلوب جماهير الأبيض التي تستعد لمؤازرتهم في مباريات الإياب على أرض الدولة. يرافق هذا المنتخب الواعد ويسهر عليه رجال من خيرة أبناء الكرة الاماراتية وأخلصهم لها، يتقدمهم الأسطورة عدنان الطلياني، والإداري المخضرم الخبير قليل الظهور وفير العطاء والعمل، محمد عبيد حماد، ومعهما الاداري المتميز مترف الشامسي، والذين سيكونون بإذن الله خير سند وعون لأخيهم الكابتن مهدي علي في قيادته للمنتخب في هذه المرحلة الهامة التي من شأنها أن تتوج مسيرة الفريق الذي لا يستحق مطلقا أن تعصف به هذه العاصفة الهوجاء وتضع لاعبيه ومسؤوليه وتضحياتهم ومجهوداتهم السخية طوال الفترة الماضية في نفس (المحرقة) التي يستعر أتونها في هذه الأيام. أحسن اتحاد كرة القدم صنعا عندما جنب الكابتن مهدي دفع ثمن أخطاء غيره، فعدم إسناد مهمة تدريب المنتخب الأول له أسعدت الجميع، غير أننا كنا سنصبح أكثر سعادة لو أن الاتحاد كان واضحا وجازما منذ البداية ولم يسمح بأن يتصدر اسم المدرب القدير أسماء المرشحين لخلافة كاتانيتش حتى ما قبل الإعلان الرسمي عن إسناد المهمة للدكتور عبدالله مسفر الذي يعتبر قبوله للمهمة أمرا ليس بالمستغرب من رجل مثله لا يتوانى مطلقا في خدمة وطنه وكرة بلاده، حيث إنه مشهود له بإسهاماته فيها في أكثر من موقع وعلى أكثر من صعيد. ما ننتظره من اتحاد كرة القدم هو أن يجنب المنتخب الأولمبي كاملا مغبة التشتت والازدواجية ويتخذ قرارا بفك الارتباط بين المنتخبين فالتعلق (بالآمال) التي لا تستند إلى مسوغات واقعية لن يوردنا إلا ما أوردتنا إياه (الكبوة) التي وصفنا بها خسارتنا من الكويت فتحولت إلى (عقربقر) أمام لبنان ! فليس من المنطق في شيء أن نغامر بفرصة نملك المقومات لاقتناصها من أجل مهمة مستحيلة أمام أقوى منتخب في آسيا هو كوريا الجنوبية الذي لم يسبق لنا أن فزنا عليه قط في مباراة رسمية ! اتركوا الفرصة لهذا المنتخب لكي يقاتل على جبهته بأريحية ولمدربه وإدارييه أن يعملوا بتركيز مع لاعبيهم، نسال الله التوفيق (للمرابطين في بيرث) فهم الذين استندت عليهم كرة الامارات في السنوات الأخيرة وهم المؤهلون ليعيدوا إليها (صوابها) في هذه الأيام. وليد الخـراز | Waleed67@eim.ae