مليار دولار التكلفة الاستثمارية لمشروع «الخليج للسكر» في مصر

دبي (الاتحاد) تقدر التكلفة الاستثمارية لمشروع «القناة للسكر» الذي تقيمه شركة الخليج للسكر الإماراتية في مصر، بمليار دولار تخصص 550 مليون دولار منها لزراعة 181 ألف فدان (77 ألف هكتار) بأحدث طرق الري وتخصص 450 مليون دولار الباقية لإنشاء المصنع، حسب إسلام سالم الرئيس التنفيذي لشركة القناة للسكر، والذي أكد أن مستهدفات المشروع أن يتم إنشاء مصنع السكر بالتوازي مع تنفيذ المشروع الزراعي حيث من المقرر انتهاء إنشاء المصنع في منتصف عام 2020 وأن تتم زراعة 60% من المساحة المخصصة للزراعة في نفس العام. وقال سالم، إنه من المقرر انتهاء زراعة المساحة المخصصة بالكامل في عام 2022 حيث ستبدأ الشركة في استصلاح الأراضي المخصصة للزراعة خلال الشهر القادم فور الانتهاء من استلام المساحة المخصصة لها من قبل الحكومة المصرية، منوهاً إلى أن عملية الاستصلاح ستتم على مراحل بحيث يتم زراعة 20 ألف فدان خلال الـ 12 شهراً الأولى من بدء العمل. وأكد سالم، أن الطاقة الإنتاجية للمصنع ضمن المشروع ستبلغ 750 ألف طن متري من السكر الأبيض خلال موسم الإنتاج الذي يبدأ من شهر فبراير وحتى يونيو من كل عام وذلك من خلال عصر 36 ألف طن بنجر يومياً وقد تصل الطاقة الإنتاجية إلى 900 ألف طن ما يجعل المصنع أكبر مصنع من حيث طاقة التكرير لإنتاج السكر من البنجر في العالم. وذكر أن تمويل إنشاء المشروع سيتم من قبل القطاع الخاص بالكامل حيث تعد شركة «الخليج للسكر» المساهم الاستراتيجي في حين تعد شركة «الأهلي كابيتال» القابضة المصرية شريكاً مالياً رئيسياً في المصنع الذي سيحقق الاكتفاء الذاتي في السكر فور بدء تشغيل المشروع. ووفقاً لسالم، فإن المشروع سينتج 5.5 مليون طن من البنجر في الموسم الممتد من فبراير الى يونيو من كل عام ليوفر نسبة تصل إلى 60% من احتياجات المصنع من البنجر مع توفير النسبة الباقية من خلال المزارع المحيطة بالمشروع ما يوفر نحو 60 ألف فرصة عمل. وقال إن المشروع سيوفر 3 آلاف فرصة عمل مباشرة إلى جانب 20 ألف فرصة عمل أثناء الإنشاء و60 ألف فرصة عمل غير مباشرة، حيث ستكون الأرض المخصصة للمشروع بعقد إيجار طويل المدى لمدة 60 عاماً، فيما تتملك شركة «القناة للسكر» الأرض المخصصة للمصنع، مشيراً إلى أنه مع دخول المصنع في التشغيل سيكون حجم العجز في إنتاج السكر في مصر نحو 1.2 مليون طن إذ يبلغ العجز في الإنتاج مليون طن حالياً ويزداد بواقع 80 ألف طن كل عام نظراً لزيادة الاستهلاك، ومبيناً أن المشروع سيُزرع بالقمح والبنجر خلال الشتاء وبالذرة خلال الصيف بمستهدف 200 الف طن من القمح و350 ألف طن من الذرة. ورداً على سؤال لـ «الاتحاد» عن قدرة المصنع على منافسة السكر المستورد من الخارج والذي يتميز بانخفاض سعره عن السكر المنتج محلياً في مصر، أقر سالم، بصحة ذلك في الوقت الحالي، بيد أنه أكد أن باتباع طرق الزراعة الحديثة سيزيد إنتاج الفدان من البنجر ما يحقق الجدوى الاقتصادية. وأوضح أن متوسط إنتاج الفدان في مصر من البنجر يصل إلى 18 طناً في الوقت الحالي ويمكن زيادتها إلى 40 طناً باستخدام طرق الزراعة الحديثة، فضلاً عن أن الطرق الحديثة في الزراعة توفر نحو 65% من المياه المستخدمة في الري من 12 ألف متر مكعب من المياه إلى 4 آلاف متر مكعب للفدان فقط، لافتاً إلى أن محتوى السكر في البنجر يراوح بين 18% إلى 20%، مقابل نحو 12% فقط محتوى السكر في قصب السكر، ولذا تنتج مصر نحو 1.3 مليون طن من السكر من البنجر سنويا بينما تستهلك نحو ثلاثة ملايين طن سنويا وتسد العجز من خلال واردات من القطاعين العام والخاص. يذكر أن المشروع يأتي ضمن عقدين وقعتهما شركة «القناة للسكر» مع الحكومة المصرية، متمثلة في الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، الأول عقد إيجار لمساحة أرض زراعية بمساحة بنحو 181 فداناً من الأراضي الصحراوية غرب محافظة المنيا بغرض الاستصلاح والزراعة، فيما ينص العقد الثاني على بيع 1 مليون متر مربع بغرض بناء مصنع لإنتاج السكر عالي الجودة من البنجر باستثمارات إجمالية للعقدين تصل إلى نحو مليار دولار.