الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرسيليا عاصمة للثقافة.. وللجريمة أيضاً

8 سبتمبر 2013 00:07
من عمليات تصفية الحسابات الدامية والاتجار بالمخدرات إلى الفساد وأزمة الثقة، تغرق مرسيليا يوماً بعد يوم في دوامة العنف، ما يضع عزم الحكومة مكافحة الجريمة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2013 على المحك. ومرسيليا هي ثاني أكبر مدينة في فرنسا تضم 850 ألف نسمة على بعد 800 كيلو متر من باريس، وأصبحت تستقطب منذ فترة وجيزة شباباً مبدعين إلى أحيائها وساحاتها ومقاهيها. ودشن فيها في يونيو الماضي متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية. لكن هذه المدينة التي أسسها الفينيقيون أصبحت تتصدر الصفحات الأولى للصحف بعد أن تحولت إلى ساحة شهدت منذ بداية العام الجاري 15 جريمة قتل لتصفية حسابات، على خلفية انتشار الاتجار بالمخدرات والفقر على الهضاب الواقعة شمال المدينة. والجرائم ليست ظاهرة جديدة في مرسيليا، لكن طبيعتها قد تغيرت. فقد حل محل زعماء المافيا في التسعينيات زعماء شباب يتحكمون في الاتجار بالكوكايين والهيرويين. وقد أودت دوامة العنف بحياة شخصين الخميس الماضي في مرسيليا، أحدهما أدريان أنيجو (29 عاماً)، المعروف بسوابقه مع القضاء، وهو ابن جوزيه أنيجو المدير الرياضي لنادي مرسيليا لكرة القدم. وقتل أدريان أنيجو بالطريقة التقليدية على أيدي رجلين يركبان دراجة نارية عندما كان يقود سيارته. لكنها المرة الأولى التي تكون فيها ضحية أعمال العنف معروفة وليست مجرد شخص يضاف إلى قائمة الضحايا الطويلة. وطالب وزير الداخلية مانويل فالس بـ “ميثاق وطني” لمكافحة الاتجار بالمخدرات في مرسيليا. وبصورة إجمالية، أوفد 3500 شرطي إلى مرسيليا، 230 منهم في عام 2012 وحده. واعتبر رئيس الوزراء جان مارك إيرولت أنه لابد من تكثيف الجهود الرامية إلى مكافحة الاتجار بالمخدرات. وأشار بريك روبان مدعي الجمهورية الجديد إلى أن البيانات الخاصة بأول 8 أشهر من عام 2013 أفضل من تلك المسجلة في عام 2012 في مرسيليا. وفي تصريحات لصحيفة “أوجوردوي آن فرانس”، أشار الصحافي كزافييه مونيه إلى أن السلطات العامة لا تتطرق إلى الأسباب الحقيقية الكامنة خلف انتشار هذه الظاهرة، ألا وهي “نقص وسائل النقل العام والفساد المستشري وأزمة الثقة بالمسؤولين”. وقبل بضعة أشهر، كان مسؤول اجتماعي كبير قد أقر بأنه لم ير يوماً في حياته تخلياً وبؤساً بهذا المستوى في بعض الأحياء الشمالية من المدينة التي تبعد 3 ساعات بالقطار السريع عن العاصمة الفرنسية. وكشف عالم الاجتماع لوران موكييلي أن “نسبة النجاح في الشهادة المتوسطة قد لا تتخطى 40% في هذه الأحياء”. وأشارت عالمة الاجتماع كلير دوبر إلى أن “الاتجار بالمخدرات.. هو اقتصاد فقر يلبي أغلبية الحاجات الرئيسية”. ولم يؤثر انتشار دوامة العنف كثيراً على عادات أبناء المدينة التي تبقى شواطئها ومقاهيها مكتظة بالزبائن.
المصدر: مرسيليا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©