«أبوظبي في عيونكم» .. عدسات تتنافس على اقتناص جماليات العاصمة

جرى ظبي بري على أرض “مليح” السبخة، شاهده بدوي مار بالصدفة، التقط أول صورة بعينيه للمكان فأسماها الناس “أبوظبي”، فحيث تكون الظباء تنبع المياه وتحمل الحياة، هكذا كانت “أبوظبي في عينيّ ذاك البدوي”، وهكذا كانت أول صورة وجدانية لأبوظبي الجميلة. مازال أحفاد أولئك البدو الذين استقروا على أرض مليح وحولوها إلى “أبوظبي” يصورونها وجدانيا، لكنهم هذه المرة يستعملون أفضل التقنيات الحديثة لينقلوا تفاصيل الإحساس التي يرونها إلى عالم النور. “أبوظبي في عيونكم”، مسابقة فتية مازالت تخطو في عامها الثاني، لكنها تعلن عن تفوقها حتى على نفسها، فهذا العام – الذي أعلنت نتائج دورته قبل أيام - تضاعف عدد الصور المشاركة فيه عن العام الماضي، ليثبت أن القلوب التي ترى أبوظبي بعيونها تتضاعف عاما بعد آخر. تقول ريم يوسف الشمري مدير عام مكتب أبوظبي للهوية الإعلامية: “ارتفع عدد المشاركات في مسابقة “أبوظبي في عيونكم” من 2000 مشاركة العام الماضي إلى 4066 مشاركة هذا العام، مما يدل على نجاح المسابقة في الوصول إلى الجمهور على مختلف فئاتهم، وبرغم أن إقبال المواطنين كان كبيرا لأن 30% من المشاركات جاءت منهم، إلا أن هذا لا ينفي وصول المسابقة للمصورين الأجانب الذين جاءت مشاركاتهم من حوالي 77 جنسية “. تتابع ريم: “منذ طرحت المسابقة قبل عام وهي تهدف إلى تعريف المجتمع بالهوية الحقيقية للمجتمع، والصورة هي أبلغ طريق للتعبير عن الحياة في أي مكان، وجاءت النتائج أكثر من رائعة، لقد رأينا في تفاصيل الصور الفائزة جوانب أبوظبي كما يراها الناس، لقد برزت من الصور البراءة والجمال، الطيبة والتراث وغيرها من عناصر النسيج الحياتي في أبوظبي”. تحكيم صعب وتؤكد ريم أن الصور العشر الفائزة في المسابقة قد خضعت لتحكيم دقيق وقاس، إنه لتحدٍ كبير، أن تختار عشر صور فقط من بين قرابة 4000 صورة لتمثل هوية أبوظبي هذا العام. وهيئة التحكيم هذا العام ضمت ستة أشخاص محترفين في عالم الصورة من بينهم عبدالله العامري، بدر النعماني وبرايان كورجين رئيس فريق المصورين في جريدة ذا ناشونال، وهم من وضعوا الشروط التقنية اللازمة لاختيار الصور الفائزة. كما أن أعضاء اللجنة عملوا بكل حيادية لاختيار الصور التي لم يكونا يعرفون أسماء ملتقطيها ولا أي معلومات عنهم، بل كانوا يقرأون تفاصيلها الفنية وجودتها الإخراجية والرسالة الوجدانية التي تقدمها الصور، حتى تستحق أن تمثل أبوظبي في كتيبات السياحة المختلفة. لعب مكتب الهوية الإعلامية دورا كبيرا للترويج للمسابقة وتوفير فرص تصوير مختلفة للراغبين في الاشتراك، حيث تتابع ريم الشمري قائلة: “على مدى عدة أشهر نظم المكتب حملة ترويجية للمسابقة، كما أننا عملنا جاهدين للوصول إلى المصورين عبر النشر في المواقع الإلكترونية بعدة لغات، ونظمنا ورش عمل لطلاب الجامعات والكليات، ورحلات تصوير للراغبين في اقتناص صور من أماكن جديدة لأبوظبي، وكانت النتيجة هي هذه الصور الأخاذة التي تعكس روح أبوظبي الرائعة. “على الشواطئ الذهبية” الجائزة الأولى كانت من نصيب رودني شين جرين، من المملكة المتحدة، عن صورته بعنوان “على الشواطئ الذهبية”، بينما فاز مايكل جرين من المملكة المتحدة بالجائزة الثانية، فيما فاز عمر عبد الرحمن الزعابي، من دولة الإمارات، بالجائزة الثالثة. وأضافت أنَّ محمد المشرفي من الإمارات حل في المركز الرابع، تلاه في المركز الخامس حاتم صالح من الهند، و فيكوريا فينيكافا في المركز السادس، بينما فازت موزة سعيد الرميثي، وميثاء بنت خالد من الإمارات في المركزين السابع والثامن، وفي المركز التاسع جاء طارق دجاني من المملكة المتحدة، فيما حل في المركز العاشر والأخير سامي دلال من الولايات المتحدة