الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد : إنجازات الوطن تجسيد حي للتفاعل الخلاًّق بين الشعب وقيادته

2 ديسمبر 2006 01:38
أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن الاتحاد رسم آفاق المستقبل للوطن وأبنائه وفجر فيهم طاقات خلاقة قادرة على تحويل الآمال والأحلام إلى خطط مدروسة وحقائق ملموسة· وقال سموه في كلمة لمجلة '' درع الوطن '' بمناسبة العيد الوطني ال 35 لدولة الامارات إن الإنجازات التي تحققت جاءت تجسيدا حيا للتفاعل الخلاق بين الشعب وقيادته''· ووصف قيام دولة الاتحاد على أرض الإمارات العربية بأنه شكل منعطفا تاريخيا هاما في تاريخ المنطقة والعالم من حولنا ''· وشدد على أن دولة الإتحاد قدمت للعالم نموذجا لدولة حديثة تملك إرادتها ولديها القدرة والثقة والعزيمة والإصرار على الحفاظ على استقلال قرارها وتجاوز كافة أشكال التبعية والتحالفات والاستقطابات والتكتلات· وفيما يلي نص الكلمة· ونحن نحتفل اليوم بالذكرى ال 35 لعيدنا الوطني المجيد يتملكنا جميعا شعور متدفق بالوفاء والاعتزاز والعرفان للقائد المؤسس المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لنوفيه بعض حقه علينا ونستحضر حكمته وتراثه القيادي والأبوي· ونستلهم إرادته الصلبة وعزيمته الصادقة وهو يقود مع إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات معركة كفاح مريرة وصعبة على طريق النهوض بمجتمعهم من الحرمان إلى الرخاء· ومن التمزق إلى الوحدة والاتحاد ومن التبعية إلى الاستقلال· لقد رسم الاتحاد آفاق المستقبل للوطن وأبنائه وفجر فيهم طاقات خلاقة قادرة على تحويل الآمال والأحلام إلى خطط مدروسة وحقائق ملموسة، وجاءت الإنجازات تجسيدا حيا للتفاعل الخلاق بين الشعب وقيادته كما شكل قيام دولة الاتحاد على أرض الإمارات العربية منعطفا تاريخيا هاما في تاريخ المنطقة والعالم من حولنا وكان أكثر ما أثار الاهتمام هو أن دولة الاتحاد قدمت للعالم نموذجا لدولة حديثة تملك إرادتها ولديها القدرة والثقة والعزيمة والإصرار على الحفاظ على استقلال قرارها وتجاوز كافة أشكال التبعية والتحالفات والاستقطابات والتكتلات بالرغم من أن فترة السبعينات التي شهدت ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة سادتها ثقافة المعسكرات والاستقطابات وفقدان الثقة بالآخرين بل وحتى فقدان الثقة بالنفس والذات· إن مسيرة الاتحاد الميمونة وجهود النهوض بواقع العمل الوطني لن تتوقف وهي ماضية في طريقها بفضل رعاية واهتمام صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حفظهم الله· كما أننا ماضون بما نملك من روح الإرادة والعزيمة الصادقة لتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات لصالح الوطن ومستقبل أجياله خاصة وأن السنوات الخمس القادمة سوف تشهد تغييرا كبيرا وتحولا إيجابيا يعزز أدوار مؤسسات الدولة ويلبي التطلعات الوطنية ويضاعف مؤشرات النمو الاقتصادي على كافة المستويات· إن الرؤية الشاملة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله التي تمتد لتشمل إحداث طفرة حقيقية ونقلة نوعية في كافة أوجه الحياة على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة وإن ما نشاهده من تطورات إيجابية في كافة المجالات هي تأكيد على استمرارية النهج الذي خطه زايد الخير والذي تسير عليه الدولة· ولكن الوفاء لهذا النهج يتطلب أيضا العمل ضمن رؤية جديدة تتماشى مع روح العصر وتكون أكثر توافقا وانسجاما مع معطياته ومتطلباته· إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها الرشيدة تتجه اليوم برؤية واضحة تستشرف آفاق المستقبل صوب مرحلة جديدة أعددنا لها عدتها وتهيأنا لخوض غمارها· وعقدنا العزم على أن نكون جزءا وعنصرا فاعلا في هذا العصر الجديد نستفيد من إيجابياته ونأخذ منه ما يناسب ظروفنا وقيمنا ومبادئنا ونتجنب سلبياته كما إننا في دولة الإمارات نعي تماما حقيقة ما تشهده منطقتنا والعالم حولنا من تحولات وإصلاحات وما يطرحه من تحديات وما يتطلبه ذلك من تحرك سريع وملائم للنهوض بمواردنا البشرية وتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق مجتمع الطفرة وتطوير قدراتنا العلمية والعملية وخبراتنا الفنية والتقنية وتوسيع أكبر وتفعيل أكثر لمؤسسات العمل الوطني وفي طليعتها المجلس الوطني الاتحادي الذي تحرص القيادة الحكيمة على تمكينه ليكون سلطة داعمة ومساندة للمؤسسة التنفيذية وتترسخ من خلاله قيم المشاركة الحقة ونهج الشورى وبحيث يتاح للمواطن إثبات قدراته ومهاراته من خلال الممارسة الديمقراطية والتعبير عن آرائه وهموم وطنه· إن برنامج سيدي صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله لتعزيز دورالمجلس الوطني الاتحادي والمشاركة السياسية يدعم أركان الاتحاد محليا وإقليميا ودوليا ويثري تجربتنا الديمقراطية ويساعد على بروز كوارد وطنية جديدة تدعم مواردنا البشرية القيادية ويعزز مكانة المرأة في المجتمع بإفساح المجال أمامها لمشاركة الرجل في تحمل مسؤولية صنع الغد الأفضل لوطننا والإسهام بدورها الحيوي والهام في عملية التنمية الاقتصادية والبشرية والتي أثبتت خلالها تميزا وتفوقا في قيادة العمل بالقطاع الخاص والشركات وفي إدارة الهيئات والمؤسسات كما أتيح المجال أمامها لأول مرة في التاريخ لأن تحظى بمقاعد في المجلس الوطني الاتحادي إلى جانب دورها الهام في الحياة العامة والذي مكنها من المشاركة الفعلية والوصول إلى مختلف مواقع المسؤولية بما في ذلك العضوية في مجلس الوزراء، وذلك استكمالا لدورها المتميز في حياة الأسرة وتنشئة أجيال المستقبل على أسس راسخة من قيمنا الروحية السمحة وتراثنا العربي الأصيل· إننا نثق بالمرأة الإماراتية وقدراتها وكفاءتها وننتظر منها الكثيرعلى صعيد العمل الوطني وبهذه المناسبة فإننا ندعو المرأة للتواجد القوي المؤثر المدعوم بالثقة بالنفس في الانتخابات المقبلة ترشحا وتصويتا· إن تهيئة الظروف الملائمة لإعداد مواطن أكثر إدراكا لمسؤوليته تجاه وطنه وأكثر مشاركة وإسهاما في مسيرة تقدمه ورخائه ومستقبل أجياله يتقدم ما عداه في أجندة عملنا على صعيد التنمية الشاملة· ومن هنا فقد افسحت رؤية صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله مجالا أوسع للشباب باعتبارهم عدة الوطن وذخيرته للمستقبل وتعددت الخطط والبرامج التي تتيح تزويدهم بالعلم والمعرفة وصقل مهاراتهم وخبراتهم· إننا نحرص على ترسيخ المفاهيم الصحيحة والإدراك السليم واليقين لدى شبابنا بأن الوطنية الحقة هي واجب ومسؤولية قبل أن تكون حقوقا ومكاسب وأن الإعداد الجيد هو الطريق الصحيح للدخول إلى كافة مواقع العمل والإنتاج بروح عالية ورغبة صادقة حتى يظل عطاء الوطن متدفقا في كل المجالات· إننا في الحقيقة نشعر بسعادة غامرة ونحن نرى أجيالا متعاقبة من شبابنا الواعد وهم يشاركون بفاعلية وكفاءة في تحمل مسؤوليات العمل الوطني في كافة المجالات ومختلف القطاعات والمؤسسات· إن الفرصة متاحة تماما أمام المجلس الوطني في المرحلة المقبلة للتطرق للقضايا التي تشغل الرأي العام بروح من الشفافية والمصداقية والشمولية في المناقشة· والموضوعية في الطرح· وخلق ثقافة قبول الآخر واحترام آرائه وتجربته كما أن هناك ملفات عديدة أمام المجلس الوطني المرتقب ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار وأن يمنحها الأعضاء أهمية بالغة للخروج بقرارات تساعد في تعزيز أسس الديمقراطية والإصلاح والتنمية الشاملة التي تعيشها الدولة· إننا ما زلنا على قناعاتنا الراسخة بأنه لا ولاءات في دولة الإمارات العربية المتحدة لغير الوطن والانحياز لقضاياه ومصلحته وترابه المقدس وبالتالي فإن القاعدة العامة التي يجب أن تحكم عملية الانتخابات برمتها هي أن تكون أداة لتعزيز قيم الولاء والانتماء لا أن تجزيء المجتمع على أسس طبقية أو قبلية أو طائفية أو دينية تفقد البلاد استقرارها الذي تنعم به وتؤثر على برامج التنمية وتقلص مكاسب المرأة· كما أن العملية التعليمية وفق التوجيهات السامية والرؤية الثاقبة لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله مقبلة على نقلة نوعية تغطي كافة جوانبها خاصة بعد أن استقر في يقيننا أن تعبئة المواطن للقيام بدوره المنشود الذي تتطلبه مرحلة الانطلاق الجديدة لا يمكن أن يتحقق دون إصلاح جذري للتعليم بإعادة النظر في مضمونه ومناهجه وغاياته ووسائله ومرتكزاته ·· ودون توفير بنية تعليمية سليمة· ''وام ''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©