الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حاكم أم القيوين: الاتحاد كان حلماً ملك أفئدة الرعيل الأول حتى صار حقيقة

2 ديسمبر 2006 01:35
وجه صاحب السمو الشيخ راشد بن أحمد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين كلمة عبر مجلة ''درع الوطن'' بمناسبة اليوم الوطني الخامس والثلاثين لدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما يلي نصها: ''تهل علينا إشراقة عيدنا الوطني الخامس والثلاثين التي هي ذكرى حبيبة لنفوسنا ووجداننا، حيث تغمرنا بفيض من المشاعر والانفعالات، منها ما يعود بذاكرتنا إلى بداية نشأة الاتحاد منذ أن كان حلما ملك أفئدة الرعيل الأول الذين رفعوا لواءه، إلى أن صار حقيقة وواقعا معاشا يرفل أبناء الإمارات في ظله، ويستشعرون العزة والفخار بالهوية الواحدة التي تتجسد فيه، وبفخر الانتماء إليه والذود عنه بالنفس والنفيس، كما أن مِن تلك المشاعر ما يتعلق بطموحاتنا وآمالنا وتطلعاتنا إلى ما نصبو إليه بشأن تتابع تطوره وازدهاره وعلو شأنه، ومع ما تثيره هذه الذكرى من خواطر وشجن حينما نستذكر من قاموا بتأسيسه، وعلى رأسهم رائد المسيرة الطيب الذكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث تحل علينا ثالث ذكرى لقيام الاتحاد منذ انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وإن كان لا يوجد بين ظهرانينا بجسده في هذه المناسبة التاريخية العزيزة، إلا أنه ماثل على الدوام بيننا بإنجازاته إذ ترفرف روحه الطاهرة حيثما ورد ذكر أووجد أثر لقيام الاتحاد، وعزاؤنا أن رئيس دولتنا الفتية الشيخ خليفة الذي تولى قيادة المسيرة من بعده قد أثبت جليا أنه خلف حق وصدق للراحل العظيم، فقد طمأنتنا جهوده في المجال الوطني الداخلي، وفي نطاق التعاون الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي، بأن القافلة لن تتوقف ولن تبطئ المسير، وأنها تسلك الطريق القويم· ومن مؤشرات ذلك ما أعلنه من نهج وطني في خطابه بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لقيام الاتحاد، حيث أكد أن المرحلة القادمة من مسيرتنا تتطلب تفعيلا أكبر لدور المجلس الوطني الاتحادي، وتمكينه من أن يصير سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للمؤسسة التنفيذية، ثم أكد عزمه على أن يمكنه من أن يصير مجلسا أكبر قدرة وفاعلية والتصاقا بقضايا الوطن وهموم المواطنين، كي تترسخ من خلاله قيم المشاركة الحقة ونهج الشورى، ثم إعلانه لقراره الحكيم بأنه من خلال مسار متدرج قد ارتأى بدء تفعيل دور المجلس الوطني عبر انتخاب نصف أعضائه من خلال هيئة انتخابية في كل إمارة، معلنا أنها بداية مسيرة سوف تكلل بمزيد من مشاركة وتفاعل أبناء الوطن، وفي ذلك تنويه صريح بأن ما طرحه صاحب السمو رئيس الدولة هو تمهيد لتحقيق ما يصبو إليه المواطنون من تطوير للمجلس الوطني الاتحادي في خطة مستقبلية، حيث يعتبر المسار الحالي الذي يجري تنفيذه، أشبه بالتنوير والإعداد للمشاركة الانتخابية من خــــــلال المســـــار المتدرج الذي يتطلب إعدادا أكبر، وربما فترة زمنية أطول، وتكون الترتيبات الحالية بالتالي بمثابة توعية وتوجيه نحو سلوك الطريق العصري إلى التمثيل النيابي المنشود· وبالإضافة إلى ذلك فإن ما تضمنه خطاب صاحب السمو رئيس الدولة في تلك المناسبة من منهاج إصلاح وطني ينم عن حس وطني يتلمس مواضع القصور بعزم صادق على معالجتها· وأول انطباع يمكن أن نخلص إليه من تأصيل ذلك المنهاج وخطة العمل التي استهل بها عهده، هو عزم جاد على إعطاء فاعلية لما ورد في ديباجة الدستور بشأن إرساء قواعد الحكم الاتحادي خلال السنوات القادمة على أسس سليمة تتماشى مع واقع الإمارات وإمكانياتها، وتطلق يد الاتحاد بما يمكنه من تحقيق أهدافه وتصون الكيان الذاتي لأعضائه بما لا يتعارض وتلك الأهداف، وتعد شعب الاتحاد في الوقت ذاته للحياة الدستورية الحرة الكريمة، مع السير به قُدما نحو حكم ديمقراطي متكامل الأركان في مجتمع عربي إسلامي متحرر من الخوف والقلق· ولا شك أن تلك المبادئ تنبع من مبدأ الشورى المتأصل في عقيدتنا وتراثنا، حيث يتمثل في بروز الحكام في مجالسهم لاستطلاع آراء رعاياهم والتجاوب مع حاجاتهم وتطلعاتهم، عندما توضع تلك الممارسات في إطار تشريعي وأسلوب عصري حديث· نسأل المولى القدير أن يسدد على طريق الحق خطى صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله''، ويسبغ موفور الصحة والعافية عليه وعلى إخوانه حكام الإمارات، وأن يكلأ هذا الوطن ومواطنيه برعايته وأن يعم الخير والطمأنينة كافة القاطنين في ربوعه· ''وام''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©