الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تعثر مشاريع طاقة الرياح في أوروبا

3 يناير 2014 21:25
قالت شركة «آر دبليو إي» الألمانية التي تعد إحدى أكبر مؤسسات خدمات المرافق العمومية الأوروبية إنها تعتزم إلغاء مشروع مزرعة طاقة رياح كان من المنتظر أن تصبح أكبر مشروع طاقة رياح بحري في العالم، الأمر الذي يعكس ما تعانيه هذه الصناعة من صعوبة جذب الاستثمارات. وتسمى تلك المزرعة أتلانتيك أراي وتقع في قناة بريستول قبالة ساحل إنجلترا الغربي وكان من المخطط أن تولد ما يصل إلى 1200 ميجاوات من الكهرباء ما يساوي تقريباً ضعف إنتاج أكبر مزرعة رياح تعمل في مياه المملكة المتحدة. غير أن آر دبليو إي قالت إن المشروع واجه مشاكل معوقة في أحوال السوق الراهنة. يسلط قرار آر دبليو إي الضوء على الصعوبة الرئيسية في تحقيق أهداف طاقة الرياح الأوروبية الطموحة، فالمشاريع الضخمة مخطط لها، ولكن قليلاً من المستثمرين مستعدون للمجازفة بمليارات اليورو اللازمة لبنائها في ظل أحوال يكون فيها دعم الحكومات عنصراً رئيسياً ولكنه غير مؤكد مع احتمال ارتفاع التكاليف ارتفاعاً حاداً. وتعتبر المملكة المتحدة رائدة طاقة الرياح البحرية وبها أعداد من توربينات طاقة الرياح تفوق نظائرها في أي دولة أخرى، غير أن التقنيات الجديدة نسبياً ومتطلبات التمويل الضخمة اللازمة للمرحلة التالية من التطوير دفعت بعض المستثمرين إلى التخلي عن ذلك المشروع. وقالت إما تنكر من مؤسسة إدارة الملكيات الخاصة إتش جي كابيتال التي لديها سجل طويل كمستثمر في الطاقة المتجددة: «هناك قلق في الوقت الراهن بسبب ارتفاع تكاليف مشاريع طاقة الرياح البحرية واعتمادها على عقود حكومية طويلة الأجل بأسعار بالغة الارتفاع». وأضافت تنكر أنه من غير المعروف مدى صعوبة التشغيل في أحوال جوية وبحرية شديدة الصعوبة. وقال محللون إن وجود مستثمرين أمر ضروري لمستقبل مشاريع طاقة الرياح البحرية. يذكر أن المملكة المتحدة تخطط لزيادة إنتاج طاقة الرياح البحرية من 3.65 جيجاواط الآن الكافية لإمداد الكهرباء إلى 2.5 مليون منزل - إلى 39 جيجاواط في مرحلة تشييد تمتد إلى عام 2030. غير أن المتطلبات المالية ضخمة جداً، إذ يتطلب الأمر 37 مليار أسترليني (60 مليار دولار) لبلوغ 16 جيجاواط أو أقل من نصف الإجمالي حسب هيئة رينيوابل يوكيه الصناعية بالمملكة المتحدة. تقوم اتش جي كابيتال (التي تدير صندوقاً حجمه 5.6 مليار استرليني) بتمويل مشاريع طاقة رياح وطاقة شمسية ساحلية وهي تقنيات يمكن أن تنافس طاقة الوقود الأحفوري ولا ينبغي أن تحتاج إلى حزم دعم مالي في خلال خمس سنوات حسب تنكر. في المقابل فإن ارتفاع تكاليف بناء محطات طاقة رياح بحرية يستلزم دعم الحكومة لجعل الأسعار تنافسية. طالما قامت مؤسسات خدمات المرافق العمومية بتمويل مشاريع بناء محطات طاقة اعتماداً على ذاتها. غير أن تكاليف التقنيات الحديثة كمزارع طاقة الرياح البحرية تدفعها إلى البحث عن مزيد من المستثمرين. وقال صمويل ليويولد رئيس طاقة الرياح في دونج اينرجي: «في غير مقدور صناعة المرافق العمومية ضخ المتطلبات المالية لنمو الصناعات البحرية اعتماداً على ذاتها. وأضاف أنه يتعيَّن البحث عن مصادر رؤوس أموال جديدة. خصصت دونج بالفعل كثيراً من المال لمشروعات أوروبية. ففي شهر نوفمبر قالت إنها تعتزم ضخ 2.2 مليار يورو (2.97 مليا دولار) في مشروعين بحريين ألمانيين، كما استثمرت 3.5 مليار يورو في مزارع طاقة رياح بحرية بالمملكة المتحدة. واستحوذ مستثمرون خارجيون على حصص تساوي 2.5 مليار يورو في مزارع طاقة رياح الشركة المبنية بالفعل. غير أن البحث عن مستثمرين مستعدين لتمويل إنشاءات يعتبر أمراً أصعب كثيراً. وقال ريتشارد نورس أحد شركاء ومدير صندوق جرينكوت يوكيه ويند الذي يقتصر استثماره على مزارع الرياح البريطانية ولكن لا يجازف بتمويل المشاريع البحرية: «لا بد من إنفاق أموال ضخمة قبل أن يتم بدء تشغيل التربينة الأولى وقد يمضي عدة سنوات في إنفاق مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية بلا عائد». وكانت جرينكوت قد اشترت جزءاً من مزرعة رياح رايل فلاتس البحرية قبالة ساحل ويلز من آر دبليو إي ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد الانتهاء من بنائها وتشغيلها. وقال نورس: «نحن نخبر مستثمرينا من اليوم الأول أننا نمتلك المنشأة وأنها تعمل وما يعرض على المستثمرين عبارة عن مشروع آمن وجيد ومتنامي العائد». وما زاد الأمر سوءاً هو طفرة النفط والغاز الصخري الرخيص بالولايات المتحدة الذي جعل الطاقة المتجدد ة أقل تنافسية. وقد تعطى قوانين الطاقة الجديدة المنتظر تمريرها بالمملكة المتحدة قبل نهاية هذا العام، بعض الوضوح، غير أن مؤسسات خدمات المنافع العمومية لا تزال قلقة. وتقوم آر دبليو إي بإتمام ثاني أكبر مشروع طاقة بحري في العالم في موقع مشروع أتلنتيك أراي بتكلفة ملياري جنيه أسترليني. ووجدت الشركة شريكاً في مدينة ميونيخ هو بلدية ألمانية لديها أهداف طاقة متجددة تريد تحقيقها. وفي ميناء موستين القريب وفيما تهطل الأمطار على ماكينات ضخمة في انتظار تركيبها بحرياً قال بول كوفي رئيس تنفيذي شركة أر دبليو اي اينوجي: «إن الشركة تبحث بصعوبة عن مستثمرين في مشاريع ذات تكاليف ضخمة لا نستطيع القيام بها وحدنا». عن «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©