الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني يؤيد اتفاق السلام مع «الحوثيين»

الجيش اليمني يؤيد اتفاق السلام مع «الحوثيين»
26 سبتمبر 2014 00:35
أعلن الجيش اليمني أمس، تأييده اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي أبرمته الرئاسة وأحزاب سياسية مع جماعة الحوثيين المسلحة يوم الأحد الماضي لوقف القتال الذي اندلع الأسبوع الفائت وسط العاصمة صنعاء، بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية تزعمتها الجماعة المذهبية التي التزمت الخميس، إعادة معدات عسكرية منهوبة وإخلاء مؤسسات تابعة لحزب «تجمع الإصلاح» الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين. وعزت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة أركان الجيش، في بيان مشترك، تأييد الاتفاق إلى «صنع حاضر ومستقبل الأجيال اليمنية التواقة إلى الحرية والتقدم والنماء». مشيرا إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة من الأمم المتحدة، وأقر تشكيل حكومة كفاءات في غضون شهر، سيسهم في «الخروج من نفق الأزمة وتداعياتها الخطيرة»، وصولاً إلى «وطن ديمقراطي تعددي اتحادي يتشارك، ويتساوى فيه الجميع في إطار النظام والقانون». وأكد أن القوات المسلحة «ستبقى مؤسسة وطنية حيادية ولاؤها لله والوطن والشعب، ولن تنجر إلى أتون الصراعات والفتن بأي حال من الأحوال»، داعيا كافة منتسبي المؤسسة العسكرية إلى «تحمل مسؤولياتهم الوطنية في هذه اللحظات الفارقة»، والالتزام «بأعلى درجات الانضباط العسكري والتقييد بالقوانين واللوائح العسكرية». و حثت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة أركان الجيش قادة وضباط الوحدات العسكرية على «التواجد في وحداتهم والحفاظ على ممتلكات القوات المسلحة من الأسلحة والآليات والعتاد ومختلف العهد العسكرية وعدم التفريط فيها». واستولى الحوثيون على معدات عسكرية ثقيلة قُدرت بأكثر من 100 دبابة ومدرعة ومئات المدافع والرشاشات وعشرات المركبات وكميات كبيرة من الذخيرة، عندما دخلوا صنعاء الأحد الماضي واجتاحوا مقر «الفرقة الأولى مدرع» التي يقودها الجنرال علي محسن الأحمر، ومعسكرات اللواء الرابع حماية رئاسية المرابطة في مركز قيادة الجيش ومبنيي الإذاعة والتلفزيون. واعتبر بيان الجيش اليمني «أنصار الله (الحوثيون) مكوناً سياسياً كغيره من المكونات سيتم التعامل معهم في إطار النظام والقانون، وبما تمليه المصلحة الوطنية العليا للبلاد»، داعيا جميع القوى السياسية إلى «الوقوف إلى جانب القوات المسلحة في خندق واحد من أجل إنجاح استحقاقات المرحلة» الانتقالية التي بدأت أواخر نوفمبر 2011 وسمحت بعد ثلاثة أشهر بانتقال السلطة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى نائبه عبدربه منصور هادي بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية. ولم يتضح بعد ما إذا كان اتفاق السلم والشراكة الوطنية سيلبي مطالب المتمردين الحوثيين في الحصول على حقائب وزارية في الحكومة المقبلة، أم سيشجعهم بدلاً من ذلك على السعي للحصول على مزيد من السلطات، في ظل انحسار هيبة الدولة بشكل غير مسبوق. واتصلت مساعدة الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب، ليزا موناكو، الليلة قبل الماضية، بالرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، للتعبير عن دعم الرئيس باراك أوباما لقيادته والتنديد بالحوثيين. ويرى مراقبون أن نجاح اتفاق السلم والشراكة الوطنية يعتمد بدرجة رئيسية على الخطوات التالية من جانب الحوثيين الذين خاضوا ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية منذ تمردهم على الحكومة في صنعاء مطلع 2004. وقال المحلل اليمني حاتم با محرز لـ(رويترز):« إما أن يتمسكوا بالاتفاقات ويعملوا كحركة سياسية وينسحبوا من المدينة خلال فترة قصيرة. . وإما أن يبقوا في صنعاء، ومن هناك يدخلون في حرب أهلية». ولجأ الحوثيون، الذين ينتشرون في شوارع صنعاء ويتمركزون بجوار الكثير من مؤسسات الدولة في المدينة، إلى اقتحام منازل مسؤولين حكوميين وزعماء سياسيين وناشطين حقوقيين، كما سيطروا على مقار ومؤسسات حزب «الإصلاح» الذي يبدو الخاسر الأكبر من وصول المتمردين إلى العاصمة. وكشف علي الأحمدي، رئيس جهاز الأمن القومي، أعلى سلطة استخباراتية في اليمن، عن اقتحام الحوثيين لمنزله الشخصي في صنعاء «الذي لم يكن يتواجد فيه إلا الحارس المدني وبعض الضيوف». وقال الأحمدي لوكالة الأنباء الحكومية إن الحوثيين احتلوا منزله أربعة أيام ونهبوا بعض محتوياته، نافياً في الوقت ذاته أن يكون المتمردون اقتحموا مقر جهاز الأمن القومي في العاصمة، وأطلقواسجناء. وأوضح أن مجاميع مسلحة من الحوثيين تتمركز بالقرب من مقر الجهاز الأمني في حي «شعوب» وسط صنعاء «إلا أنها لم تقم بالهجوم أو الاقتحام، أو السيطرة على المقر أو المرافق التابعة له»كاشفا إطلاق شخصين معتقلين في سجن أمني في مدينة عدن جنوب البلاد، دون الإشارة إلى هويتهما أو ظروف تحريرهما، ويُعتقد أن الشخصين المفرج عنهما عنصران في الحرس الثوري الإيراني اُعتقلا قبل أشهر لتورطهما في نشاط معادٍ للبلاد. في غضون ذلك، أعلن مسؤول في جماعة الحوثيين، المتهمة رسميا بالارتباط بدولة إيران، البدء بـ«معالجة الأخطاء التي رافقت» الانتفاضة المسلحة ضد الحكومة في صنعاء. وقال عضو المكتب السياسي للجماعة، علي البخيتي، في منشور عبر صحفته في موقع فيسبوك،:« صدرت التوجيهات بإعادة المنازل والمنشآت التعليمية والحزبية التابعة للإخوان المسلمين «حزب الإصلاح»، مشيرا إلى أنه «جار البحث والتحقيق حول ما أخذ من بعض المؤسسات العسكرية التي لم تشترك في الحرب ». وأفادت صحيفة «اليمن اليوم» التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح بأن الزعيم القبلي، كهلان أبو شوارب، وهو عضو اللجنة العامة في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، تسلم أمس الأول من جماعة الحوثيين منزلين مملوكين لعضو البرلمان عن حزب الإصلاح، الشيخ مذحج عبدالله الأحمر. وأبو شوارب هو صهر الرئيس السابق وعلى صلة قرابة بعائلة الأحمر التي كانت تهيمن على قبيلة «حاشد» قبل أن تخسر معاركها مع الحوثيين في معقلها القبلي في عمران مطلع فبراير الماضي. وأشارت الصحيفة في عددها الصادر أمس إلى «مشاورات جارية» بشأن تسليم الحوثيين منزل الجنرال علي محسن الأحمر وقصر الزعيم القبلي والتاجر المعروف حميد الأحمر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©